أعلنت «وحدات حماية الشعب» الكردية السورية أمس، أن تنظيم «داعش» على شفا الهزيمة في مدينة الرقة السورية، وأن المدينة قد تخلو أخيراً من الإرهابيين اليوم أو غداً. وقالت «قوات سورية الديموقراطية» (قسد)، التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة لقتال «داعش»، أن حوالى 100 من عناصر التنظيم استسلموا في الرقة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية و «تم إخراجهم من المدينة»، لكن التحالف لا يزال يتوقع قتالاً صعباً «في الأيام المقبلة». وأكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» حصوله على معلومات من عدد من المصادر الموثوقة تفيد بأن من المرتقب أن تنتهي عملية حل قضية الإرهابيين الأجانب من عناصر تنظيم «داعش» والمسؤول عن هجمات العاصمة الفرنسية خلال الساعات المقبلة، وأن العملية وصلت إلى خواتيمها، بعد خروج العناصر السوريين كافة مع عوائلهم ومن تبقى من المدنيين داخل المدينة، حيث كان عناصر التنظيم. وأبلغ مدير المكتب الإعلامي ل «قسد» مصطفى بالي أمس موقع «عنب بلدي» الإخباري بأن «قسد» سيطرت على حي النهضة في شكل كامل. وأضاف أن الاشتباكات تدور حالياً في محيط المستشفى الوطني، ودوار النعيم والملعب غرب المدينة. وصرح عمر علوش عضو مجلس الرقة المدني أمس لرويترز، بأن عناصر التنظيم المتبقين في الرقة، ومن بينهم إرهابيون أجانب، سيغادرون المدينة السورية ويأخذون معهم مدنيين دروعاً بشرية بموجب اتفاق يحاول التوسط فيه شيوخ قبائل. وأوضح أنه إذا حدث ذلك «فسيحدث اليوم» (أمس السبت). وقال أن شيوخ القبائل أقنعوا 100 من عناصر «داعش» بالاستسلام بالفعل، الأمر الذي رفضه الإرهابيون المتبقون. ولم يذكر كيف تم إخراج المقاتلين من المدينة أو إلى أين تم نقلهم. لكن «وكالة سمارت» نسبت إلى «مصدر خاص» من «قسد»، طلب عدم كشف هويته، أن جميع عناصر تنظيم «داعش» الذين خرجوا أول من أمس توجهوا نحو مدينة دير الزور عبر مناطق سيطرة «قسد» غرب نهر الفرات التي تسيطر عليها، على متن حافلات جهزت قبل أيام. وقال «المرصد السوري» أن بقية عناصر التنظيم تنقل من الرقة بحافلات في إطار اتفاق بين «داعش» والتحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة، والذي تغلب عليها «وحدات حماية الشعب الكردية». وأعلنت «قسد» أن قافلة ستغادر جيباً خاضعاً للتنظيم في مدينة الرقة السبت (أمس) في إطار ترتيب توسط فيه مسؤولون محليون. وقالت قوة المهمات المشتركة في بيان أرسل بالبريد الإلكتروني: «تهدف الترتيبات إلى تقليل الخسائر بين المدنيين إلى أقل قدر ممكن ويفترض أنها تستثني الإرهابيين الأجانب (في «داعش»)». وأضاف البيان أن التحالف لا يسمح «بأي ترتيب يتيح للإرهابيين الفرار من الرقة من دون أن يواجهوا العدالة». وقال التحالف أنه لم يشارك في المحادثات التي أدت إلى هذا الترتيب، لكنه يعتقد أنه سيسمح بالتركيز على دحر التنظيم في الرقة. ونقلت وكالة «روسيا اليوم» عن وسائل إعلام وناشطين أن عناصر «داعش» وعوائلهم خرجوا من الرقة أمس وفق اتفاق غير معلن تم إبرامه بين «قسد» والتحالف من جهة، وتنظيم «داعش» من جهة أخرى. وأضافت أن ناشطين ومصادر محلية مطلعة أكدوا أنه تم دخول 12 حافلة إلى حي حاوي الهوى غرب مدينة الرقة، لإخراج عناصر التنظيم باتجاه ريف دير الزور الشرقي، تزامناً مع تحليق مكثف لطائرات التحالف الدولي، ووجود وحدات من الاستخبارات العسكرية التابعة ل «قسد» في الحي. وأشار ناشطون إلى أن التحالف و «قسد»، اخرجوا بعض عناصر «داعش» وعوائلهم بإظهارهم كمدنيين هاربين ومحررين من التنظيم من مدينة الرقة. وتقاتل «قوات سورية الديموقراطية»، المدعومة بضربات جوية من التحالف وقوات خاصة، منذ حزيران (يونيو) لطرد «داعش» من الرقة التي كانت المعقل الرئيسي للتنظيم في سورية وقاعدة الهجمات التي يخططها ضد الغرب. وستكون الهزيمة النهائية ل «داعش» في الرقة علامة بارزة في جهود القضاء على «الخلافة» التي أعلنها التنظيم في سورية والعراق بعدما تم طرد التنظيم في وقت سابق من العام الحالي من مدينة الموصل العراقية. وقال الناطق باسم «وحدات حماية الشعب» الكردية نوري محمود لرويترز عبر الهاتف «المعارك مستمرة في مدينة الرقة، وداعش على وشك الانتهاء، اليوم أو بكرة يمكن يحرر الرقة بشكل عام». وفي بيان بالبريد الإلكتروني لرويترز قال رايان ديلون الناطق باسم التحالف أن حوالى 100 من عناصر «داعش» استسلموا في الرقة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية و «تم إخراجهم من المدينة» من دون ذكر المزيد من التفاصيل. وقال: «ما زلنا نتوقع قتالاً صعباً في الأيام المقبلة، ولن نحدد توقيتاً للموعد الذي نظن أن إلحاق الهزيمة التامة (بالتنظيم) سيحدث في الرقة»، مضيفاً أنه تم تحرير نحو 85 في المئة من المدينة حتى يوم 13 تشرين الأول (أكتوبر). وأشار إلى أن حوالى 1500 مدني نجحوا في الوصول بسلام إلى خطوط «قسد» خلال الأسبوع الماضي. وأعلنت جماعة «الرقة تُذبح بصمت»، وهي جماعة ناشطين تنشر أخباراً عن الرقة، على صفحتها في «فايسبوك» أمس أن عشرات الشاحنات دخلت مدينة الرقة خلال الليل آتية من ريف الرقة الشمالي. وأفاد «المرصد السوري» بأن عناصر التنظيم وعائلاتهم غادروا المدينة بالفعل، وأن حافلات وصلت لإجلاء بقية الإرهابيين الأجانب وعائلاتهم. واستمر الهجوم الذي يهدف إلى طرد «داعش» من الرقة التي سيطر عليها التنظيم في عام 2014، لفترة أطول مما توقع مسؤولون في «قسد» قالوا قبل بدء الهجوم في حزيران (يونيو) أنه سيستغرق أسابيع فقط. وتسببت معركة الرقة في خسائر فادحة في أرواح المدنيين. ونقلت «وكالة سمارت» عن مدير المكتب الإعلامي في «قسد» مصطفى بالي أن المعارك مستمرة بين عناصر «قسد» والتنظيم في الأحياء التي يسيطر عليها الأخير في مدينة الرقة، مرجحاً السيطرة على كامل المدينة قريباً. وتوصل عناصر التنظيم إلى اتفاق مع «قسد» على الخروج من مدينة الرقة مع عائلاتهم بعد موافقة قوات التحالف الدولي على الاتفاق، وفق «المصدر الخاص» في «قسد» الذي تحدث إلى «وكالة سمارت». ولفت المصدر الخاص إلى أن قوات «قسد» بدأت إزالة الألغام والدمار من بعض طرقات المدينة، تحضيراً للإعلان عن سيطرتها عليها، مرجحاً «الإعلان عن معارك وهمية للتغطية على الاتفاق».