بعد ساعة من المبادرة التي أطلقها الطالب في الجامعة العربية - الأميركية بمدينة جنين، شمال الضفة الغربية، محمد غنام، برغبته في تسلم حقيبة «الثقافة» ليوم واحد، في محاكاة لتجربة ذلك الشاب الفرنسي الذي تسلم مهام الرئاسة الفرنسية من ماكرون، لبى وزير الثقافة الفلسطيني إيهاب بسيسو، الوزير الأصغر سناً في الحكومة الفلسطينية، وبين وزراء الثقافة العرب، النداء، فتسلم الشاب غنام مهام عمله، الخميس الماضي وزيراً لثقافة فلسطين، الثاني من تشرين الثاني (نوفمبر)، في الذكرى المئوية لوعد بلفور. وكان بسيسو في استقبال غنام صباحاً، حيث تحدثا قرابة الساعة في كافة مفاصل عمل الوزارة، قبل عقد اجتماع ترأسه الوزيران مع الوكلاء المساعدين والمديرين العامين في الوزارة، والانتقال بعدها من الطابق الخامس إلى الأول، حيث كانت الأمور معدّة للمؤتمر الصحافي الخاص بتسليم بسيسو لغنام حقيبة الثقافة. إثر ذلك، قام «الوزير الموقت» بالتوقيع على بعض القرارات ذات الطبيعة الإدارية، ووفق ما هو متبع في الوزارة، بمساعدة مدير عام مكتب الوزير بسيسو، ثم توجه بسيسو وغنام إلى ضريح الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، حيث وضع كل منهما إكليل ورد باسمه، قبل أن ينظم للوزير الشاب جولة في متحف عرفات، تلته جولة في مقر المكتبة الوطنية الفلسطينية، والتي كانت قصراً للضيافة يتبع الرئاسة الفلسطينية سابقاً. وكان بسيسو التقط صوراً تذكارية برفقة غنام، قبل أن يقدم له مجموعة من إصدارات وزارة الثقافة في العامين الأخيرين، مع شرح واف عنها، وبينها كتاب حول الرسومات الكاريكاتيرية للفنان الفلسطيني بهاء البخاري، ومختارات شعرية للشاعر أحمد دحبور، وأخرى للشاعر عز الدين المناصرة، وكتاب حول الشاعر أحمد دحبور للدكتور عادل الأسطة، وكتاب «ذاكرة المغلوبين» للناقد فيصل دراج، وكتاب «سماء الفينيق» للكاتب الأردني مفلح العدوان، إضافة إلى كتاب مختارات سلمان ناطور، و «ثلاثية فلسطين» لنبيل خوري، وأطلقت بالتزامن مع ملتقى فلسطين الأول للرواية العربية، في أيار (مايو) 2017، وغيرها. وفي المساء، وتحت رعاية «الوزير غنام»، والوزير بسيسو، وفي «بيت الإبداع» بمدينة رام الله، نظمت فاعلية إطلاق رواية «الخريف المر» للشاب بهاء رحال، من تقديم الشاعر محمد دقة، قبل عقد لقاء مع غنام عن تجربته في اليوم الذي تسلم فيه مهام وزير الثقافة الفلسطيني. وقال بسيسو: عندما قرأت رسالة الشاب محمد غنام على موقع التواصل الاجتماعي (فايسبوك)، شعرت بأن هناك مبادرة من شاب فلسطيني طموح وكان الرد الترحيب بهذه المبادرة، وتمكين محمد غنام لأن يتسلم زمام وزارة الثقافة ليوم واحد. وأضاف بسيسو: «الهدف هو تمكين الشباب أولاً، وثانياً إطلاع الشباب على تجربة إدارة المؤسسات الحكومية، لأننا نؤمن بدور الشباب في المستقبل، وفي الحاضر، ثقافياً وسياسياً واجتماعياً»، لافتاً إلى أنه تم تحديد الموعد ليكون في يوم الذكرى المئوية لوعد بلفلور، ولهذا رسالة مفادها بأنه في ذكرى وعد بلفور المشؤوم هناك جيل جديد من أبناء فلسطين، يستطيع أن يكمل رسالة الثقافة الفلسطينية، ورسالة الذاكرة والهوية الوطنية. ويشهد هذا العام أيضاً مئوية «سنديانة فلسطين» الشاعرة فدوى طوقان، وبإحيائها تم توجيه رسالة أخرى تؤكد أنه في العام الذي صدر فيه وعد بلفور، ولد جيل جديد من رواد ورائدات الثقافة في فلسطين، وبأن الشباب الفلسطيني لن يتنازل عن ثوابته ورموزه الوطنية، وهو مصمم على أن يكون له حضوره في المشهدين الثقافي والوطني. وقال الشاب غنام، بعد أن عبر عن سعادته بهذه التجربة، أن البرنامج في يوم تسلمه لوزارة الثقافة كان حافلاً ومتنوعاً، وأن من شأن الاستجابة لهذه المبادرة تعزيز التواصل الدائم ما بين وزارة الثقافة الفلسطينية والشباب عبر العديد من البرامج بالتنسيق مع المثقفين في الضفة الغربية وقطاع غزة، لافتاً إلى أنه تفاجأ من كون موازنة وزارة الثقافة موازنة ضئيلة للغاية، وهي الأقل من بين الوزارات الفلسطينية، مطالباً بضرورة رفع هذه الموازنة، لدور الوزارة بخاصة، والثقافة بعامة كواحدة من وسائل تعزيز الصمود والمقاومة لدى 12 مليون فلسطيني في كافة أنحاء العالم.