تظاهر مئات اللبنانيين في مدينة صيدا الجنوبية للمطالبة ب «إسقاط النظام الطائفي»، قبل أن تنشب خلافات بينهم بسبب مشاركة عضو كتلة «التحرير والتنمية» النائب البعثي قاسم هاشم، تطورت إلى اشتباك تبعه انسحاب عدد من المشاركين، كما تعرض عدد من المشاركين لمندوبي وسائل إعلام بكلام غير لائق، وقام بعضهم بتكسير كاميرا لمراسل «المنار» في منطقة صيدا أمين شومر. وانطلقت التظاهرة، وهي الخامسة من نوعها منذ 27 شباط (فبراير) الماضي، من أمام مقر الجامعة اللبنانية في صيدا بمشاركة نحو 700 شخص، وسارت في شوارع المدينة لبعض الوقت. ورفع المشاركون لافتات تندد بالنظام الطائفي بينها «الطائفية وإسرائيل عدوا الشعب والوطن» و «إذا ضربك الجوع اضرب النظام». وأفادت مصادر أمنية «الحياة» بأن هاشم حول الانضمام الى المتظاهرين غير أن عدداً منهم رفض انضمامه على اعتبار أن التظاهرة شعبية وليست سياسية، وأن مشاركته قد تؤدي الى تسييس التحرك. وأضافت المصادر أن خلافاً وقع بين هاشم ومرافقه من جهة وبين سيدة مشاركة في التحرك رفضت انضمام النائب. وأفادت إحدى الروايات بأن مرافق قاسم دفعها ما أدى الى تدخل عدد من المشاركين لنصرتها، وتطور الإشكال، غير أن القوى الأمنية عملت على تطويقه. وأدى الإشكال الى حصول تلاسن بين مؤيدين لانضمام هاشم وبين من طالبوه بالاستقالة قبل الانضمام اليهم، ما أدى الى توقف التظاهرة لبعض الوقت، قبل أن تعود لاستكمال سيرها، إنما بعد انسحاب عدد من المشاركين. على الأثر، عقد الإعلاميون في صيدا اجتماعاً طارئاً في مقر «جمعية الأدب والثقافة»، استهجنوا فيه «ما تعرضوا له على أيدي بعض المنظمين والمشاركين في المظاهرة، والذي تمثل بالضرب والاعتداء وتكسير كاميرات، ومنعهم من القيام بواجبهم مما اضطرهم لاتخاذ قرار موحد بالانسحاب استنكاراً». وقال البيان: «إن الإعلاميين الذين هالتهم التصرفات الغوغائية وغير الديموقراطية في تظاهرة ترفع شعار الديموقراطية وإسقاط النظام الطائفي الفاسد والقمعي، يُحمِّلون المنظمين كامل المسؤولية عن الاعتداءات وما نتج منها، ويطلبون الاعتذار علناً وببيان رسمي». وأجرى نائب نقيب المحررين سعيد ناصر الدين، اتصالاً بالإعلاميين المجتمعين، أعلن خلاله تضامنه باسمه وباسم مجلس النقابة مع الإعلاميين، ومستنكراً ما تعرضوا له من اعتداء. هاشم والحريري وأكد النائب هاشم في حديث إلى محطة «الجديد»، أن الإشكال الذي وقع في صيدا خلال تظاهرة لإسقاط النظام الطائفي، لم يكن مع مرافقيه، بل هو على خلفية مشاركته شخصياً في التظاهرة، حيث انقسم المتظاهرون بين مؤيد لهذه المشاركة وبين رافض في شكل نهائي لهذه المشاركة، ما أدى الى وقوع الإشكال. واستنكرت النائب بهية الحريري التعرضَ للإعلاميين، وقالت في تصريح لها تعليقاً على ما جرى: «إننا نستنكر ما تعرّض له الإخوة الإعلاميون في مدينة صيدا من اعتداء وممارسات مهينة أثناء تأديتهم لواجبهم المهني، معلنين تضامننا الكامل معهم، ونعتبر أن هذا الاعتداء وكل عمل يحول دون تأدية الصحافيين لرسالتهم الإعلامية على أكمل وجه، هو عمل مستنكر ومرفوض، لأنه يمس بقدسية وحرية الإعلام، التي هي ميزة لبنان وجوهر نظامه الديموقراطي».