نفذت طائرات استراتيجية روسية أمس ضربات عدة على مواقع لتنظيم «داعش» الإرهابي في منطقة البوكمال بريف دير الزور الجنوبي الشرقي. وأفادت وزارة الدفاع الروسية في بيان لها أمس بأن «قاذفات بعيدة المدى من طراز (تو 22 إم 3) قامت بعد إقلاعها من الأراضي الروسية وتحليقها عبر المجال الجوي للعراق وإيران بتوجيه ضربات جوية على مواقع للإرهابيين في منطقة البوكمال بمحافظة دير الزور. وأشارت الوزارة في بيانها إلى أن الضربات "دمرت مستودعات للأسلحة والذخائر ومراكز قيادة لتشكيلات تابعة لإرهابيي تنظيم داعش». ولفتت وزارة الدفاع الروسية في بيانها إلى أن معطيات وسائل الرصد الموضوعية تؤكد تدمير جميع المواقع المحددة مشيرة إلى أن كل الطائرات الروسية عادت إلى قواعدها بسلام بعد تنفيذ مهمتها. وقصفت قاذفات استراتيجية و6 صواريخ مجنحة انطلقت أول من أمس من غواصة كولبينو مواقع تابعة لإرهابيي تنظيم «داعش» في محيط البوكمال بريف دير الزور الجنوبي الشرقي، ما سمح لوحدات الجيش السوري بشن عمليات هجومية نشطة في المعقل الأخير للتنظيم. وتشارك روسيا الاتحادية في الحرب على التنظيمات الإرهابية بناء على طلب من الحكومة السورية منذ أيلول (سبتمبر) 2015، وتمكنت خلال هذه الفترة من إلحاق خسائر كبيرة بتنظيم «داعش» في كثير من المناطق، لا سيما دير الزور والبادية السورية. لمحت قاعدة «حميميم» الروسية في سورية أمس، إلى أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد يستعد لعملية عسكرية في شمال سورية للسيطرة على المناطق الخاضعة لميليشيات «قسد» المدعومة أميركياً. وقال أليكسندر إيفانوف الناطق باسم القاعدة الجوية: «قد يكون الحل العسكري هو الخيار الوحيد والمقبل أمام دمشق للتعامل مع المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة السورية شمالي البلاد والتي تخضع لسلطة الأكراد المدعومة أميركياً بصفة غير شرعية على الإطلاق»، على حد تعبيره. وكانت وزارة الخارجية السورية أعلنت قبل أيام أن مدينة الرقة ما زالت «محتلة ما دام الجيش العربي السوري لم يدخلها بعد» مضيفةً أن «ادعاءات الولاياتالمتحدة وتحالفها المزعوم ب(تحرير) مدينة الرقة من تنظيم الدولة هي مجرد أكاذيب هدفها حرف انتباه الرأي العام الدولي عن الجرائم التي ارتكبها هذا التحالف وأدواته في محافظة الرقة». وفي السياق، قال علي أكبر ولايتي مساعد الزعيم الأعلى الإيراني أول من أمس، خلال زيارة لبيروت: «سنشهد في القريب العاجل تقدم قوات النظام في سورية وشرق الفرات وتحرير مدينة الرقة». ويذكر أن «قوات سورية الديموقراطية (قسد) أعلنت الشهر الماضي الاستيلاء على مدينة الرقة المعقل الرئيسي السابق لتنظيم «داعش» في سورية وذلك بعد شهور من القتال بمساعدة التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة». واتهم ولايتي الولاياتالمتحدة بالسعي لتقسيم سورية إلى قسمين بنشر قوات أميركية إلى الشرق من نهر الفرات.