وضع شاب سعودي (27 سنة) نهاية لحياته، أول من أمس (الجمعة) في مدينة سيهات (محافظة القطيف). وسط أنباء عن «عوامل نفسية» عانى منها أخيراً، دفعته إلى الإقدام على الانتحار. وذكرت مصادر مقربة من عائلة الشاب أنه «كان يعاني من فقر دم حاد، وتم تنويمه في مستشفى القطيف المركزي قبل أسبوع واحد، وخرج منه بصحة جيدة»، مضيفة «أقدم الشاب على الانتحار في غرفته داخل منزله، في الرابعة عصر الجمعة، فيما كان أهله يبحثون عنه. إلا أنهم وجدوه معلقاً في المروحة، بعد أن اقتحموا غرفته من النافذة». وفتحت شرطة سيهات، تحقيقاً في الحادثة، من أجل «معرفة دوافع الانتحار». وقال الناطق الإعلامي في شرطة المنطقة الشرقية المكلف العقيد بندر المخلف، في تصريح ل «الحياة»: «إن الشاب كان يعاني أمراضاً نفسية، دفعته إلى الانتحار»، موضحاً أنه سيتم تسليم جثة الشاب إلى ذويه «بعد الانتهاء من الإجراءات الأمنية الروتينية». وكانت شرطة المنطقة الشرقية كشفت في وقت سابق، عن معدل قضايا الانتحار المُسجلة، مبينة أنها «ما تزال ضمن المعتاد»، موضحة أن هذا النوع من القضايا «سجل في الآونة الأخيرة، انخفاضاً قُدر بنحو سبعة في المئة للعام الماضي، مقارنة في الأعوام السابقة». وقال الناطق الإعلامي في شرطة الشرقية المقدم زياد الرقيطي، في وقت سابق: «إن معظم مرتكبي هذه القضايا من الذكور، بنسبة 98 في المئة، ويشكل الأجانب الغالبية العظمى منهم، بنسبة 74 في المئة. كما تُعد الفئة العمرية بين 31 إلى 40 سنة، النسبة الأكثر تسجيلاً بنسبة 37 في المئة، تليها الفئة العمرية من 18 إلى 30 سنة، بنسبة 34 في المئة». وأرجع الرقيطي، أسباب الإقدام على الانتحار في معظم الأحيان إلى «وجود ضغوط نفسية واجتماعية واقتصادية». بدوره، أكد اختصاصي نفسي، أن «نسبة كبيرة» من حالات الانتحار تعود غالباً إلى «أسباب نفسية واضطراب في الشخصية، مثل الاكتئاب التفاعلي، وهو ناتج من ظرف محيطي. أما الاكتئاب العقلي، فعلاقة الظروف الخارجية فيه تكون أضعف». وعزا الاختصاصي النفسي أسعد النمر، الأسباب إلى «الظروف المادية والاقتصادية، أو مشكلات في المحيط الأسري، فيلجأ إلى محاولة الانتحار من طريق تناول جرعات زائدة من الأدوية، أو المنظفات المنزلية، والأصعب منها الحرق، لأسباب نفسية».