كشفت احصائيات حديثة عن معدل قضايا الإقدام على الانتحار خلال الأشهر الستة الماضية عن ارتفاع نسبة الذكور الى 90 بالمائة ، يشكِّل الأجانب السواد الاعظم منهم بنسبة 76 بالمائة ، وأكد اخصائي نفسي ل " اليوم" أن 50 بالمائة من المرضى النفسيين يحاولون الانتحار ويفشلون ، بينما ينجح 10 بالمائة منهم فقط ، مشيرا الى تحويل 5 حالات انتحار شهريا لمجمع الصحة النفسية ، وفي ذات السياق أكد الناطق الاعلامي لشرطة المنطقة الشرقية المقدم زياد الرقيطي ان الفئة العمرية ما بين 30 إلى 40 عاما الأكثر تسجيلا بنسبة 34 بالمائة، وأرجع اسباب الإقدام على الانتحار من خلال محاضر التحقيق في معظم الأحيان لوجود ضغوط نفسية واجتماعية واقتصادية ،بالإضافة لضعف الوازع الديني للمنتحر الذي قد يثنيه عن الإقدام على ذلك الفعل . الى ذلك شدد اخصائي الطب النفسي رئيس برنامج علاج الإدمان بمجمع الأمل للطب النفسي الدكتور عبدالسلام الشمراني على ضرورة تحويل جميع الحالات التي تعمدت إيذاء نفسها والإقدام على الانتحار من الجنسين بالمستشفيات العامة غير المتخصصة لمجمع الأمل الطبي بالدمام لافتا الى ان عدد الحالات المحولة تصل إلى 5 شهريا . أسباب الإقدام على الانتحار من خلال محاضر التحقيق في معظم الأحيان ترجع لوجود ضغوط نفسية واجتماعية واقتصادية، بالإضافة لضعف الوازع الديني للمنتحر الذي قد يثنيه عن الإقدام على ذلك الفعل . مؤكدا أن الانتحار ظاهرة موجودة في العالم كلِّه تزيد وتنقص من بلد لآخر ،وِفقا للتكوين المجتمعي والتركيبة السكانية والعِرق ، وأشار لعدم وجود إحصائيات دقيقة بالمملكة حول تلك الظاهرة ، وقال: إن الانتحار يتعلق بعوامل وظروف منها ضعف الوازع الديني والفراغ العاطفي والعوامل الاقتصادية والاجتماعية وكلها تندرج تحت تأثير المرض النفسي والعقلي ومعظمها تدخل مراحل الاكتئاب ، وأرجع الشمراني مشاكل عدم تأقلم الأجانب الى اختلاف البيئة والطباع وعدم وجود دعم اجتماعي يلجأون له في حال وقوع مشكلة ،وإحساسهم بالبعد عن عائلاتهم ،وهو ما قد يصبح دافعا للإقدام على الانتحار ، وردا على سؤال عن عدد الحالات التي يستقبلها مجمع الأمل من السعوديين المقدِمين على الانتحار ، أكد عدم توفّر إحصائية محددة ،ولكنه يشاهد حالات بشكل دوري وبعضها تدخل مستشفيات عامة غير متخصصة بإستثناء الايذاء الجسدي المتعمد في حال إقدام المنتحر على استخدام السلاح أو مواد حارقة أوالخنق ، فيحتاج إلى التنويم في مكان يتوافر به عناية طبية دقيقة وعند استقرار الحالة يتم تحويله لمجمع الأمل الطبي ، مشيرا إلى أن كثيرا من الحالات تعالج داخل مستشفيات عامة ولا يتم تحويلها لمستشفيات متخصصة ، لافتا إلى أن الحالة بحسب التشخيص في حال إذا كان المريض تحت تأثير عقلي أو نفسي يكون لديه إصرار على إكمال ما بدأه بعملية الانتحار مرة أخرى، وهناك جزء من الحالات غير متعمد لبعض صغار السن بالضغط على الأسرة والإقدام على بلع حبوب بكميات كبيرة مثل "البانادول" ، وأغلب الحالات المقدمة على الانتحار يتراوح عمرها ما بين 16 إلى 50 عاما بينما تقود الأزمات النفسية في منتصف العمر الى الإقدام على الانتحار ، وذكر الشمراني ان طرق الانتحار تختلف بين الجنسين، حيث يلجأ الذكور الى الطرق الأعنف كالشنق والسلاح او القفز من مكان شاهق ، بينما تميل النساء الى الطرق الأقل عنفا مثل تناول الحبوب وبعض مساحيق الغسيل.