تحقق شرطة مدينة سيهات (محافظة القطيف) في قضية محاولة فتاة (19 سنة) الانتحار، بتناول كمية من الحبوب. وتلقت الشرطة مساء أول من أمس (الأربعاء)، بلاغاً عن نقل الفتاة إلى قسم الطوارئ في مستشفى القطيف المركزي، إذ قدمت لها الإسعافات الأولية. ووصفت حالتها ب»المستقرة»، مشيرة إلى أن التحقيقات «لا زالت جارية، لمعرفة الأسباب والدوافع التي جعلت الفتاة تُقدم على الانتحار». وشهدت محافظات المنطقة الشرقية، خلال الأشهر الماضية، محاولات انتحار متكررة، كانت غالبيتها، لنساء تتراوح أعمارهن بين ال14 و30 سنة. وأوضح الاختصاصي النفسي أسعد النمر، أن «نسبة كبيرة من حالات الانتحار تعود إلى أسباب نفسية واضطراب في الشخصية، مثل «الاكتئاب التفاعلي»، الناتج عن ظرف محيطي. أما «الاكتئاب العقلي» الذي له علاقة في الظروف الخارجية، فهو أضعف». وحول أسباب الانتحار، قال النمر إلى «الحياة»: «إنها غالباً تعود إلى الظروف المادية والاقتصادية، أو مشاكل في المحيط الأسري، فتلجأ الفتاة إلى الانتحار من طريق تناول جرعات زائدة من الأدوية أو المنظفات المنزلية، والأصعب منها الحرق، لأسباب نفسية، أو لخلافات أسرية، ناجمة عن الضغط والشك في تصرفات الفتاة، وافتقاد العاطفة، أو الفشل في العلاقات». وأشار إلى ما يسمى ب»الكيمياء العصبية»، المرتبطة في مادة «السيروتينين»، وهي ماده مرتبطة بالاكتئاب، وهو الجانب العضوي. وقال: «إذا كانت أقل من مستواها فإنها تؤدي إلى الاكتئاب، وإذا ارتفعت نسبتها فتؤدي إلى الهوس، بالتالي هناك علاقة بين المستوى الكيماوي في المخ والحالة المزاجية»، مشيراً إلى أن الانتحار «حالة ديناميكيه معقدة، والرؤيا لها تختلف عن الرؤى الأخرى في نظريات علم النفس». وقال: «إن تحدثنا حول الإقدام على الانتحار، فهي محاولة اعتداء على الذات والمحيطين، وتدمير الذات بطريقة معينة، وترتبط في جذور تكمن منذ الطفولة من الست سنوات الأولى»، مؤكداً أن «النساء أكثر من الذكور في الإقدام على الانتحار، لأسباب اجتماعية، بما إن المرأة تعاني من ضغوط واحباطات في مجتمعات محافظة، وهي نسبة ثابتة في العالم ترتفع وتنخفض من مجتمع إلى آخر».