منعت الحكومة العراقية انتشار الجماعات المسلحة، باستثناء القوات الاتحادية، من الوجود في كركوك، فيما أصدرت السلطات العراقية أوامر بإجراء تغييرات أمنية وإدارية في المحافظة بعد إنهاء عملية انتشار القوات الاتحادية فيها. لكن قيادات سياسية وعسكرية تتحدث عن مخاوفها من تحول التوتر الحالي في المحافظة إلى «دوامة عنف» ما لم تتحرك الجهات المعنية إلى تثبيت الاستقرار وحلّ المشاكل. وأمر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أخيراً، بمنع وجود كل «الجماعات المسلحة» في كركوك، بعد سيطرة قوات الحكومة العراقية على المدينة وانسحاب قوات «البيشمركة» الكردية. ووجه في بيان مكتوب، «بملاحقة العناصر الذين ينشرون الكراهية والعنصرية ومقاطع فيديو مزيفة هدفها إيقاع الفتنة بين المواطنين وتعريض السلم الأهلي للخطر» وأشار إلى إن «القوات الأمنية في كركوك مكلفة بحماية أمن وممتلكات جميع المواطنين بمختلف أطيافهم»، وأكد أن «الأمن في كركوك مستتب وتحت سيطرة الشرطة المحلية وبإسناد من جهاز مكافحة الإرهاب»، وذلك مع نزوح مئات الأسر من كركوك وسط مخاوف من العنف. وكان محافظ كركوك الموقت راكان الجبوري دعا السكان إلى عدم المغادرة والبقاء في المدينة، نافياً تقارير عن حملات اعتقالات وعنف ضد الكرد في كركوك بعد انسحاب قوات البيشمركة ودخول القوات التابعة للحكومة المركزية العراقية، في ظل تصاعد أزمة استفتاء انفصال كردستان. وصوّت مجلس النواب على قرار بمنع فتح أي مقر أمني لغير السلطة الاتحادية وحصر السلاح بيد الدولة في كركوك والمناطق المتنازع عليها. وكشف مصدر كردي في تصريح إلى «الحياة»، أن «تغييرات واسعة تحدث حالياً في كركوك فرضها قرار إعادة انتشار القوات الاتحادية في المدينة»، واتهم «جهات تحاول استغلال الوضع الراهن من خلال توزيع الإدارة الأمنية لمصلحتها، ومن بينها التركمان المنخرطون في الحشد الشعبي»، وكشف أن «المئات من المسلحين التركمان انتشروا بكثافة في مناطق جنوبكركوك، وهم ليسوا من الشيعة فقط، لكن جميعهم ضمن قوات الحشد الشعبي». وذكر زكي مورالتي، القيادي التركماني في «الحشد»، إن «التركمان لعبوا دوراً مهماً في القتال ضد تنظيم داعش» وأكد «تمّ تشكيل لواءين تركمانيين فهناك اللواء 16 ويعمل في كركوك واللواء 52 ويعمل في أميرلي وطوز خورماتو وآزم، ولدينا ما يتراوح بين 4 و5 آلاف مقاتل». وأفادت مصادر أمنية مختلقة ل «الحياة»، بأن «عدداً كبيراً من المسلحين التركمان باتوا يسيطرون على مناطق جنوبكركوك، فيما تعد منطقة تازة مركز الثقل العسكري حالياً للحشد التركماني». وقرّرت وزارة الداخلية العراقية استبدال عدد من الضباط كانوا يشغلون مناصب أمنية مهمة بآخرين. ومن الذين تم استبدالهم قائد شرطة الأقضية والنواحي العميد سرحد قادر، إذ قررت الوزارة تعيين العقيد فتاح محمود ياسين الخفاجي بدلاً منه. وأوضح ضابط في شرطة كركوك ل «الحياة» إن «السلطات الاتحادية أعدت خطة تغييرات واسعة في المحافظة تشمل مفاصل إدارية وعسكرية، تتزامن مع تشكيل قيادة مستقلة لعمليات الجيش العراقي، خصوصاً في محافظة كركوك وتضم فرقة عسكرية وأربعة ألوية بينها لواء مدرع وكتيبة دبابات فضلاً عن إلحاق الشرطة المحلية والاتحادية وجهاز مكافحة الإرهاب مع هذا التشكيل». وكان القائد العسكري الجديد، الذي نصبته بغداد على كركوك، اللواء علي فاضل عمران، قال الأسبوع الماضي، إن «أمراً صدر بتشكيل قيادة عمليات كركوك التي سيكون مقرها داخل المدينة بديلاً من قيادة عمليات شرق دجلة».