اعترف المشرف العام على إدارة الأمن والسلامة المدرسية في وزارة التعليم الدكتور ماجد الحربي بوجود أخطاء وتحديات كثيرة تواجه إدارته، وأن تخصيص الوزارة لموازنة قدرها 800 مليون ريال، لتوفير الحدّ الأدنى من عوامل الأمن والسلامة أسهم في تخفيف الأخطاء والمشكلات التي تواجههم، مشيراً إلى أنه تم استحداث نحو 5 آلاف وظيفة حارس مدرسة، واصفاً واقع مدارس المملكة بأنه ينقسم إلى ثلاثة أقسام، هي: مدارس آمنة، ومدارس تحتاج إلى إصلاح، ومدارس تحتاج إلى إخلاء فوري، مستشهداً بأخلاء 400 مبنى مدرسي في 46 إدارة تعليمية في مناطق ومحافظات المملكة، مؤكداً على أن «تعليق الدراسة» في المدارس من صلاحيات مديري التعليم، كاشفاً عن موافقة وزير التعليم على تغطية الأسوار الخارجية لمدارس البنات بكاميرات مراقبة، فيما علمت «الحياة» من مصادرها أن معظم مدارس التعليم العام (بنات) لا يتوافر لديها حراس مدارس، ما تسبب ببعض العوائق لأولياء الأمور، وخوفهم على بناتهم أثناء دخولهن وخروجهن من المدرسة. وأفاد خلال لقاء تلفزيوني بأن إدارته أنشئت بقرار من وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز عام 1433ه بعد حادثة براعم الوطن، مشيراً إلى أن أمام إدارة الأمن والسلامة تحديات كثيرة لأكثر من 33 ألف منشأة تعليمية ومدرسية تضم أكثر من 5 ملايين طالب وطالبة، وأكثر من 700 ألف معلم ومعلمة وإداري وإدارية يعملون في هذه المنشآت، مؤكداً وجود قصور كبير وسلبيات عدة في عوامل الأمن والسلامة داخل مدارس المملكة، لافتاً إلى أن هذه السلبيات تحتاج إلى تكاتف المدارس وأولياء الأمور للتنبيه إليها، وحث الطلاب على التخلي عنها، مع حفز عمال النظافة والصيانة في المدارس على الاهتمام بصيانة دورات المياه، وتحسين بقية مرافق المدرسة. وعن جهود الوزارة لتعزيز معايير الأمن والسلامة في المدارس، أكد المشرف العام على إدارة الأمن والسلامة أن هناك ما يسمى بالأمن المدرسي، وهو ما يجدون فيه صعوبات كبيرة جداً، وتحاول الوزارة حلها، مشيراً إلى أنه تم استحداث نحو 5 آلاف وظيفة حارس، مؤكداً أن هذا العدد لا يكفي لسد العجز الحاصل في غالبية مدارس التعليم العام، التي فاقت أكثر من 33 ألف مدرسة تعليمية بالمراحل الثلاث، مشدداً على أن تعليق الدراسة في المدارس من صلاحيات مديري التعليم في مناطق ومحافظات المملكة وفق آلية واضحة ومعلومات موثقة من هيئة الأرصاد، أما في حال وجود تصدّعات أو تماسّ كهربائي بالمبنى المدرسي فإن لقائد أو قائدة المدرسة الصلاحية في تعليق الدراسة بعد أن يُشعر إدارة التعليم بخطاب رسمي. إلى ذلك، طالب المدير العام للتعليم في منطقة الرياض حمد الوهيبي مديري ومديرات مكاتب التعليم وقائدي وقائدات المدارس بتكثيف الاستعدادات، ومتابعة أعمال الصيانة اللازمة، وتفقد المباني المدرسية استعداداً لاستقبال دخول فصل الشتاء خلال الفترة المقبلة، وما يصاحبه من أمطار، وأجواء تتطلب الاستعداد الجيد، وبضرورة المتابعة المستمرة لصيانة المباني حتى يتم توفير بيئة آمنة للجميع، مشيراً إلى أن سلامة الطلاب والطالبات فوق كل الاعتبارات، داعياً منسوبيه إلى تفعيل الشراكة مع الجهات المختصة ذات العلاقة، وذلك من خلال تدريب الطلاب وتهيئتهم، وتفعيل التواصل في حال وجود مشكلات، مشدداً على أن إدارته حريصة على تعزيز الأمن والسلامة، وذلك بأعمال الصيانة الدورية للمباني، مشدداً على المدارس بتدريب الطلاب والطالبات على خطط الإخلاء الوهمية بشكل مستمر، وتفعيل نظام البلاغات الإلكتروني الخاص بالمدرسة. وكان المدير العام للتعليم في منطقة الرياض أصدر قرارات وتكليفات عدة، شملت تكليف الدكتور حمدان العمري بمهمات وأعمال مساعد المدير العام للتعليم للشؤون المدرسية، إضافة إلى عمله مديراً لشؤون المعلمين، وتكليف عبدالله الغنام بمهمات وأعمال مساعد المدير العام للتعليم للشؤون التعليمية بنين، إضافة إلى عمله مديراً لمكتب تعليم الجنوب، وكذلك تكليف ريم الراشد بمهمات وأعمال مساعد المدير العام للتعليم للشؤون التعليمية بنات، إضافة إلى عملها مديرة للإشراف التربوي، مع منحهم الصلاحيات المفوضة وفق الأنظمة واللوائح. من جانب آخر، أوقف وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى جميع التشكيلات الإدارية للبرنامج الوقائي للطلاب والطالبات (فطن). مشيراً في تعميم مهم وعاجل (حصلت «الحياة» على نسخة منه) إلى إنهاء تكليف المشرفين والمشرفات والمنسقين والمنسقات في «البرنامج»، وكذلك إنهاء التشكيلات الفرعية في مكتب التعليم في مناطق ومحافظات المملكة وفي كل مدرسة، إذ أوضح التعميم إنهاء تكليف فريق سفراء «فطن» الإعلامي والتدريبي، سواء من المعلمين، والمعلمات، أم الطلاب والطالبات، وكذلك المتطوعين من أولياء الأمور. وفي بادرة أخوية، زار المدير العام للتعليم بمنطقة الرياض حمد الوهيبي معلم الصف الأول بابتدائية الندوة بشرق الرياض رشيد العمر، في مدرسته وبين طلابه، والذي قطع إجازته المرضية، واكتفى بأسبوع واحد فقط من إجازة شهر ونصف الشهر، كانت معتمدة له بعد تعرضه لحادثة مرورية أثناء توجهه للعمل في صباح أول يوم دراسي. وقدّم الوهيبي شكره وتقديره للمعلم العمر، موضحاً أن الميدان التعليمي يفخر ويزخر بمثل هذه النماذج التي تقدم مصلحة الأبناء على مصلحتهم الشخصية وعلى صحتهم، تقديراً واحتراماً للطلاب وللزملاء من المعلمين.