«كما لو نودي شاعر أن انهض» لامس برنامج ذلك المساء المختلف شغاف القلوب واستدر ضروع الذكرى، ولم يجد الدكتور عبدالعزيز السبيل من كلمات يصف بها جمالية احتفال مقهى عكاظ بذكرى الشاعر الراحل محمد الثبيتي في «أتيليه جدة» مساء الخميس الماضي أكثر من أن يقول: «كان هذا المساء مدهشاً ومختلفاً بهذه التكاملية بين الفنون في ليلة وفاء تليق بقامة شعرية كبرى، والثبيتي لم يمت لأن إبداعه سيظل حياً». فيما تجلت ملامح البهجة والامتنان على محيا ( يوسف ونزار) ابني محمد الثبيتي، ليمرر نزار بعفوية مهذبة إلى أحد مجاوريه «تصدّق أشعر أني أبي لم يمت، وكنت أتمنى لو وجد مثل هذه الالتفاتة في حياته، خصوصاً حال صحته و قبل مرضه ورحيله». من جهته، خصص رئيس فرع جمعية الثقافة والفنون في محافظة الطائف التشكيلي فيصل الخديدي نسبة من ريع معرضه الشخصي المصاحب للاحتفال بسيد البيد لأسرة الشاعر محمد الثبيتي، موضحاً أن أعماله المخصصة لهذا المعرض تجاوزت الثلاثين لوحة، مستوحاة من نصوص الشاعر الثبيتي، وطغى على معظم اللوحات حس تجريدي زاوج بين النص والوثيقة والتحنيط، لتذهب بالزائر التأويلات مذاهب شتى، ومحفزها محاولات التشكيلي الغوص في بحر الثبيتي عميقاً، لاستنطاق درر قصائده وفرائده.