ينظم أتيليه جدة للفنون الجميلة بعد غد (الخميس) معرضا تشكيليا بعنوان «تحية لسيد البيد» للفنان التشكيلي فيصل الخديدي. المعرض الذي يعتبره فيصل الخديدي إهداء إلى روح الشاعر محمد الثبيتي يحوي نحو 30 عملا فنيا مفاهيميا للفنان جمع فيه قصائد الثبيتي وحولها بتقنيات الفنون الجميلة الحديثة إلى لوحات مفاهيمية، ويقام على هامش المعرض قراءة نقدية للناقد سعيد السريحي بعنوان «اللون في شعر الثبيتي»، ومسرحية بعنوان «كنا صديقين» للكاتب والمخرج المسرحي فهد ردة الحارثي، يتناول فيها قصة حياة الشاعر الثبيتي وعلاقته بمن حوله من أصدقاء وشعراء ومثقفين. انطلق الخديدي في أعماله الأخيرة من فلسفة الفن الحديث وزادت ثقافته البصرية ودراسته الأكاديمية لأعماله بعدا فكريا حوله إلى فنان ارتقى بأعماله عن المألوف فدخل في عدة اتجاهات فنية، إلا أنه وجد نفسه في فنون الأعمال المافهيمية كأحد الفنانين السعوديين الشباب الذين انتهجوا لهم نهجا فنيا مختلفا عن غيرهم، فالخديدي يحمل فكرا يقوده إلى إنتاج أعمال تندرج ضمن ما يسمى بهوس الفنان فتجد لوحات الخديدي تستوقف المتلقي وتجعله يتأمل كل مفردات العمل ليسيطر على الفكر والمخيلة وليخوض المتلقي في تفسير تلك الرموز التي أرادها الفنان أن تكون بلا قاعدة وبلا حدود من رؤيته للأشياء المحيطة بذائقة جمالية تخصه. قد يكون الخديدي لا يأبه بمدارس الفن التشكيلي، فهو يعمل لخدمة فكرة في مخيلته والتي حتما قادته إلى أن يكون مختلفا وينغمس في التناقضات مستحضرا الماضي تارة ومستبشرا بالمستقبل تارة أخرى دون حدود أو قيود، فتجد تغليفه لأعماله يحمل مضامين عدة تسيطر على ألوانه الشفافة والأكثر عمقا فنجد في أعماله الجديدة استخدامه لألوان الصحراء التي كان يعشقها محمد الثبيتي؛ ليبرهن أنه ابن للصحراء وأنه عاش ومات على كفنها، وقصائده عن الرمال حيث امتزجت في قصائد الثبيتي روح الأصالة ومواكبة العصر ليترك لنا إرثا شعريا يسجل في تاريخ الشعر السعودي.