سرّب موقع «ويكيليكس» أخيراً برقية ديبلوماسية للسفير الأميركي السابق لدى الرياض جيمس سي أوبرويتر، تناولت قصيدة للشاعر السعودي سعد البواردي عنوانها «رسالة إلى بوش» نشرها خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان في عام 2006. وقال السفير الأميركي إن القصيدة «تعبّر عن غضب الشارع السعودي من موقف الولاياتالمتحدة من العدوان»، لافتاً في برقيته التي أرسلها في 16 آب (أغسطس) 2006، ونشرها أحد المواقع الإلكترونية الأميركية أخيراً، «إلى حنق السعوديين على سياسة بوش، والسياسة الأميركية الخارجية، خصوصاً في العراق ولبنان وأفغانستان». وأنها «تصف المزاج العام للسعوديين، وحجم الإحباط الذي أصيبوا به بسبب سياسة بوش». من جهته، أكّد الشاعر سعد البواردي أن «الشاعر يحرك الدنيا ولا يقعدها»، مشيراً إلى أن صوت الشاعر هو «مشاعر تعبّر عن طموحات وأماني، ويصرخ من خلال الكلمات التي تودع في ذهن المتلقي». وشدد على أن الشعر «صوت حياة، شريطة أن يكون هذا الصوت صادقاً وفاعلاً ومؤثراً، والحياة هي ذلك الصوت الذي ينبعث من أعماق النفس، ويرفع الآمال ويستشرف المستقبل». وأوضح سعد البواردي في حديثه ل«الحياة» حول ما سرّبه موقع «ويكيليكس» أن الشعر «إذا لم يكن إنسانياً ويتجاوز المحلية والإقليمية ويصبح عالمياً ويرسم صورة صادقة للإنسان والإنسانية ويعبّر عن آمالها وآلامها، فليس جديراً بأن يقال له شعر. وكما قال الشاعر السابق إذا الشعر لم يهززك عند سماعه/ فليس حري بأن يقال له شعر. والشعر لا جنسية له، فهو أداة طرح تعبر عن خلجات الإنسان، وتطرح عنه ألمه ومعاناته». وتطرّق إلى قصيدته «رسالة إلى بوش» وقال إنها «قصيدة تعبّر عن مشاعر مواطن محب لوطنه العربي وعالمه الإسلامي ومحب للإنسانية ويكره الظلم والجور، فصرخ يقول «كفى... كفى»، مضيفاً: «بوش لم يكن موفقاً ولم يكن عادلاً في نظرته للعالم الإسلامي، وينظر للعالم برؤية فرض القوة وتقديم المصالح على حساب الإنسان والإنسانية، هذه الرؤية الظالمة دفعتني إلى أن أكتب قصيدة، لأن الشعر كما يعبّر عن الحب، فهو يقف أيضاً في وجه الظلم وضد الحرب». وأوضح السفير الأميركي السابق لدى الرياض، الذي عمل في المملكة من تشرين الأول (أكتوبر) 2004 حتى آذار (مارس) 2007، في رسالته التي أرسلها إلى وزارة الخارجية الأميركية، إن الشعر يجري في دماء السعوديين، «وعلى مدى التاريخ يستخدمونه للتعبير عن آرائهم الاجتماعية والسياسية والثقافية، ومنذ قيام المملكة فإن هناك نوعين من الشعراء، شعراء المديح وشعراء الهجاء، وفي ضوء الأحداث الأخيرة (العدوان على لبنان)، فإن شعراء الهجاء نشروا قصائد أكثر وتفوقوا على شعراء المديح، إذ تناولوا في قصائدهم الأحداث السياسية في المنطقة».