طوكيو، واشنطن، موسكو – رويترز، يو بي أي، أ ف ب - أكد رئيس الوزراء الياباني ناوتو كان أمس، استعداد حكومته لخوض معركة طويلة للسيطرة على محطة فوكوشيما النووية المتضررة من الزلزال الذي ضرب شمال شرقي بلاده في 11 آذار (مارس) الماضي، وأكد سعيه لاتخاذ قرار بحلول نهاية الشهر الجاري في شأن اقرار موازنة اضافية لجهود الاغاثة. وقال كان في مؤتمر صحافي: «لا نستطيع الجزم حالياً بأن المحطة سليمة بدرجة كافية، لكننا نتحسب لأي وضع، وأنني مقتنع بإمكان اصلاح المحطة، ونبذل قصارى جهدنا لتحقيق هذا الامر». ورداً على تقارير إعلامية عن حاجة شركة «طوكيو للكهرباء» (تيبكو) المشغلة لمحطة فوكوشيما إلى مساعدة مالية من الحكومة للتعامل مع آثار الكارثة، أكد رئيس الوزراء الياباني ضرورة بقاء الشركة في أيدي القطاع الخاص، متوقعاً إلزامها دفع تعويضات قدّرها «بنك اوف اميركا - ميريل لينش» هذا الاسبوع بأكثر من 130 بليون دولار إذا استمرت الازمة النووية لفترة طويلة، ما زاد التوقعات بأن الحكومة ستتدخل لإنقاذ أكبر شركة للمرافق في اليابان. وزادت مخاوف المستثمرين في شأن مستقبل الشركة بعدما دخل رئيسها ماساتاكا شيميزو إلى المستشفى. وقالت الشركة الأربعاء الماضي إن «قروضاً طارئة بقيمة تريليوني ين (24 بليون دولار) من بنوك يابانية كبرى لن تغطي الكلفة المتزايدة». مأساة عمال المحطة الى ذلك، نقلت محطة «فوكس نيوز» الأميركية عن والدة أحد العمال في محطة فوكوشيما ان هؤلاء يتوقعون أن يموتوا من مرض إشعاعي بسبب الجهود التي يبذلونها لمنع انصهار المفاعلات الأربعة في المحطة. وأشارت السيدة التي رفضت كشف اسمها إلى «أن ابنها وزملاءه ناقشوا مسألة تعرضهم لخطر الموت بسبب الإشعاع، وأعلنوا التزامهم بفعل أي شيء لإنقاذ الأمة، حتى لو كان الثمن هو الموت». لكن السيدة لم تؤكد اصابة ابنها أو العمال بمرض إشعاعي، وأضافت وهي تجهش بالبكاء: «خلصوا إلى أن بعضهم سيموت خلال أسابيع أو شهور، وهم يعرفون أنه يستحيل ألاّ يتعرضوا لكميات مميتة من الإشعاع». وكانت «تيبكو» اعلنت ان فريقاً طبياً يجري اختبارات دورية للعمال الموجودين داخل المحطة من اجل رصد مؤشرات على أي مرض ناجم عن تعرضهم للإشعاع. وأكدت ان العمال الثلاثة الذين تعرضوا لحروق ناجمة عن وضع أقدامهم لفترة طويلة في مياه ملوثة بنسب عالية من الإشعاعات يشكلون الحالات الوحيدة لإصابات مرتبطة بالتعرض للإشعاع في المحطة. وفي موسكو، اعلن مسؤولون من منشأة روسية تعالج المخلفات النووية انها رصدت نشاطاً اشعاعياً في طبقة الغلاف الجوي المحيط بروسيا مصدره محطة فوكوشيما. وقال اوليغ بولسكي، نائب مدير شركة «رادون» في موسكو والتي تراقب النشاط الاشعاعي والتخلص من المواد المشعة في وسط روسيا: «نرصد منذ الاسبوع الماضي آثاراً لمادتي اليود والسترونتيوم، لكن الكميات غير خطرة على الصحة». على صعيد آخر، انتشر 17 الف جندي ياباني و7 آلاف جندي اميركي للبحث عن جثث ضحايا امواج المد «تسونامي» الذي اكتسح الساحل الياباني بعد زلزال 11 آذار (مارس) الماضي، علماً ان حوالى 16 الفاً و541 شخصاً لا يزالون في عداد المفقودين بينما تأكد مقتل 11 الفاً و578 شخصاً. واستعان الجنود في مهمتهم ب 120 طائرة ومروحية و65 سفينة. وأوضح مسؤول في الجيش الياباني: «سنركز على الساحل ومصبات الانهر والاراضي التي لا تزال مغمورة بمياه البحر، فيما لن تغطي العملية منطقة تقع في دائرة 30 كيلومتراً حول محطة فوكوشيما، حيث يتواجد حوالى الف جثة.