وجهت واشنطن تهماً إلى ليبي اعتقلته القوات الأميركية الخاصة يدعى مصطفى الإمام تشتبه بانه على علاقة بالهجوم على بعثتها في مدينة بنغازي (شرق) في العام 2012. وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب في بيان أمس (الإثنين) «أمس بناء على أوامري، اعتقلت القوات الاميركية مصطفى الامام في ليبيا». وجاء اعلان ترامب في ما كان البيت الابيض منشغلاً بنبأ توجيه تهم إلى ثلاثة من مساعدي الرئيس في حملته الانتخابية. واضاف ترامب ان الإمام «سيمثل أمام القضاء في الولاياتالمتحدة لدوره المفترض في هجمات بنغازي». وبعد وقت قصير على اعلان ترامب، أكدت النيابة العامة في واشنطن توجيه الاتهام للإمام، الذي قيل ان عمره 46 عاماً تقريباً. وبموجب دعوى كشف عنها أخيراً تتضمن ثلاث تهم، سيُحاكم الإمام بتهمة «قتل شخص خلال هجوم على منشأة فيدرالية، باستخدام سلاح ناري». وهو يواجه ايضاً تهمة حيازة سلاح ناري وتقديم «دعم مادي لإرهابيين أدى الى وفاة». ويحاكم العقل المدبر المفترض للهجوم، أحمد أبو ختالة (46 عاماً) حالياً في واشنطن ويتهم بأنه كان مسؤول جماعة «أنصار الشريعة». وقتل في الهجوم السفير الأميركي كريستوفر ستيفنز وثلاثة موظفين اأميركيين آخرين. وأثار الهجوم عاصفة سياسية زاد من حدتها المعارضة الجمهورية لوزيرة الخارجية آنذاك هيلاري كلينتون. وأجري تحقيقات عدة من جانب الكونغرس ومراجعة أمنية من وزارة الخارجية، للتحقيق في مسألة التعاطي مع الهجوم وكيف وصف في وسائل الاعلام. ولم تتهم كلينتون بأي مخالفة او إهمال لكن المسألة اثرت على حملتها الرئاسية في العام 2016، وربما تكون اسهمت في فوز ترامب. ورحب وزير الخارجية ريكس تيلرسون بإعلان ترامب. وقال في بيان «انا ممتن جداً للقوات الأميركية واجهزة تطبيق القانون ووكالات الاستخبارات على جهودها لسوق مرتكبي اعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) 2012 الإرهابية امام العدالة». واوضح تيلرسون انه تحادث مع بعض أقارب قتلى اعتداء بنغازي «للتأكيد على دعم الحكومة الأميركية الراسخ لهم». واقتحم مسلحون في 11 ايلول (سبتمبر) العام 2012 المجمع الديبلوماسي الأميركي في بنغازي تزامناً مع ذكرى اعتداءات تنظيم «القاعدة» على نيويوركوواشنطن في العام 2001. وكانت المدينة الواقعة في شرق ليبيا بؤرة لفصائل مسلحة تمكنت في العام الذي سبق الهجوم، من الاطاحة بالزعيم معمر القذافي مدعومة بعمليات قصف من «حلف شمال الأطلسي» (ناتو). ولكن منذ سقوط النظام، ومثل مناطق ليبية عدة، وقعت هذه المدينة بأيدي فصائل متناحرة، وكان من بينها جماعات متطرفة. وتعرضت حكومة الرئيس الاميركي آنذاك باراك اوباما للانتقاد، في بعض ردود الفعل الاولية، لانها عزت سببت الهجوم على القنصلية الى غضب شعبي في المنطقة على فيلم من انتاج هاو في الولاياتالمتحدة، معاد للاسلام. لكن تبين فيما بعد انه كان عملية منسقة. وقضى السفير كريستوفر ستيفنز، والموظف في وزارة الخارجية شون سميث اختناقاً بسبب تنشق الدخان بعد أن شن المسلحون الهجوم واضرموا النار في مبنى في المجمع الديبلوماسي. وأطلق المهاجمون لاحقاً قذائف هاون على مبنى تستخدمه «وكالة الاستخبارات المركزية» (سي آي إيه) ما ادى الى مقتل المتعاقدين غلين دوهيرتي وتايرون وودز وكلاهما عضوين سابقين في قوة النخبة «نيفي سيلز». ولم يذكر بيان ترامب تفاصيل اسر المشتبه به مصطفى الإمام. لكن ابو ختالة اعتقل في العام 2014 في عملية للقوات الخاصة الاميركية بناء على معلومات استخبارات من شخص تلقى سبعة ملايين دولار مكافأة من الحكومة الاميركية. وقال ترامب ان عملية الاعتقال الثانية لا تعني نهاية حملة الولاياتالمتحدة لتحقيق العدالة. وتوجه الى «عائلات الأبطال الذين سقطوا»، قائلاً «اريدكم ان تدركوا اننا لم ننس احباءكم ولن ينساهم أحد». وأضاف ان «ذاكرتنا قوية وأذرعنا طويلة، ولن تهدأ جهودنا للعثور على منفذي الهجمات الشنيعة في بنغازي وسوقهم الى العدالة». وأكد مجدداً الدعم الأميركي لعملية المصالحة التي تقودها الأممالمتحدة في ليبيا، وحض الليبيين على دعم جهود بناء حكومة وجيش موحدين.