دافعت الولاياتالمتحدة عن اعتقال قواتها الخاصة القيادي في تنظيم «أنصار الشريعة» الليبي أحمد أبو ختالة من دون تنسيق مسبق مع السلطات الليبية، وأبلغت المندوبة الأميركية لدى الأممالمتحدة سامانثا باور مجلس الأمن، أن أبو ختالة المتهم بقيادة الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي عام 2012، كان يعتزم استهداف المزيد من الأميركيين. أتى ذلك في وقت دانت الحكومة الليبية الموقتة اعتقال الأميركيين أبو ختالة في بنغازي الأحد الماضي، واعتبرته «اعتداء مؤسفاً على السيادة الليبية»، مؤكدة أنه تم «من دون علم مسبق لها وفي وقت تعاني مدينة بنغازي من اختلالات أمنية». وطالب وزير العدل في الحكومة الليبية صلاح مرغني واشنطن بإعادة أبو ختالة إلى بلاده لمحاكمته على الأراضي الليبية. تزامن ذلك مع تضارب تصريحات المسؤولين الأميركيين في شأن إبلاغ الحكومة الليبية من عدمه، بعملية توقيف المتشدد الليبي وهي الثانية من نوعها بعد اعتقال «أبو أنس الليبي» في طرابلس، ولا يعتقد أنها ستكون الأخيرة، إذ اجمع مراقبون على أن اعتقال أبو ختالة يمهد لتوقيف قيادي آخر في «أنصار الشريعة» هو سفيان بن قمو الذي يعتقد أنه يتواجد في معقل التنظيم في درنة (شرق) ويتهم هو الآخر بالتورط بالهجوم على القنصلية الأميركية الذي أدى إلى مقتل السفير الأميركي كريس ستفينز وثلاثة ديبلوماسيين آخرين في 11 ايلول (سبتمبر) 2012. وكان الرئيس الأميركي باراك اوباما أكد في بيان أن أبو ختالة سيواجه نظام العدالة الأميركي «بكامل قوته». وقال أوباما في البيان الذي وزعه البيت الأبيض أول من امس، أنه «منذ الهجمات القاتلة على منشآتنا في بنغازي، أعطيت أولوية للعثور على المسؤولين عن مقتل أربعة أميركيين شجعان وتقديمهم للعدالة». ورأى اوباما ان اعتقال المتشدد الليبي نتيجة ل»الجهود المضنية لجيشنا وأفراد وكالات إنفاذ القانون والاستخبارات». وفي نيويورك، أبلغت المندوبة الأميركية لدى الأممالمتحدة مجلس الأمن ب»اعتقال قوات خاصة أميركية أبو ختالة بعد تحقيق أوضح أن الرجل شخصية رئيسية في هجوم 2012 الذي أسفر عن مقتل أربعة أميركيين». كذلك كتبت سامنثا باور في رسالة إلى مجلس الأمن الثلثاء، ان «التحقيق أوضح أنه (أبو ختالة) استمر في التخطيط لمزيد من الهجمات المسلحة ضد أميركيين». واعتبرت بالتالي ان الخطوات التي اتخذتها واشنطن لاعتقال القيادي المتشدد في ليبيا، «كانت ضرورية، لمنع مثل هذه الهجمات المسلحة واتخذت تماشياً مع حق الولاياتالمتحدة الأصيل في الدفاع عن نفسها». وقالت باور إن الولاياتالمتحدة «تبلغ مجلس الأمن باعتقال أبو ختالة وفقا للمادة 51 من ميثاق الأممالمتحدة» التي تتطلب إبلاغ المنظمة الدولية على الفور، بالإجراءات التي تتخذها الدول دفاعاً عن نفسها ضد هجوم مسلح. وأشارت الرسالة المقتضبة أيضاً إلى أن أبو ختالة سيمثل أمام المحكمة الفيديرالية الأميركية لمحاكمته جنائياً، وذلك اسوة بمواطنه «أبو أنس» (نزيه الرقيعي) الذي اوقف في ظروف مماثلة في العاصمة الليبية في تشرين الاول (أكتوبر) 2013، إذ اقتيد إلى سفينة حربية أميركية قبل نقله إلى نيويورك حيث تجري محاكمته.