واصلت أسعار النفط مكاسبها أمس بعدما تعهدت السعودية بتقييد الصادرات اعتباراً من الشهر المقبل، ودعت «أوبك» عدداً من أعضائها إلى زيادة مستوى التزامهم بخفوضات الإنتاج للمساعدة في تقليص فائض المعروض ومعالجة الأسعار المتراجعة. وتلقت المكاسب دعماً من تحذير المدير التنفيذي لشركة «هاليبرتون» من أن نمو عدد الحفارات النفطية في أميركا الشمالية يظهر إشارات على الاستقرار، ما قد يهدد إنتاج النفط الصخري في الولاياتالمتحدة. وارتفعت أسعار خام القياس العالمي «برنت» في العقود الآجلة تسليم أيلول (سبتمبر) 22 سنتاً، بما يعادل 0.5 في المئة، إلى 48.82 دولار للبرميل بعدما زاد 1.1 في المئة في التسوية السابقة. وارتفعت العقود الآجلة للخام الأميركي غرب تكساس الوسيط 23 سنتاً، أو 0.5 في المئة، إلى 46.57 دولار للبرميل. وناقشت منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) ومنتجون مستقلون خلال اجتماع في سان بطرسبورغ أول من أمس، تمديد اتفاق خفض الإنتاج بمقدار 1.8 مليون برميل يومياً بعد آذار (مارس) إذا اقتضت الضرورة. وقال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح إن المملكة ستقيد صادرات الخام عند 6.6 مليون برميل يومياً في آب (أغسطس)، بما يقل بنحو مليون برميل يومياً عن المستويات المسجلة قبل سنة. وأكدت المنظمة أن المخزون لدى الدول الصناعية هبط بمقدار 90 مليون برميل خلال الفترة من كانون الثاني (يناير) إلى حزيران (يونيو)، لكنها ما زالت أعلى من متوسط خمس سنوات بواقع 250 مليون برميل. وقال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك إن 200 ألف برميل إضافي، يومياً، قد تخرج من السوق إذا بلغ مستوى الالتزام بالاتفاق الذي تقوده «أوبك» مئة في المئة. إلى ذلك، أكدت مصادر أمس، أن «شركة بترول أبو ظبي الوطنية» (أدنوك) أخطرت زبونين في آسيا بخفض مخصصات النفط في أيلول بنسبة عشرة في المئة. والخفض لم يتغير عن مستوى الشهر الماضي، ويسري على خامات أبو ظبي الثلاثة وهي «مربان» و «داس» و «زاكوم العلوي». في سياق متصل، أكدت دائرة شؤون النفط في حكومة دبي أمس، أن الإمارة حددت فرق سعر البيع الرسمي لخامها بعلاوة 0.05 دولار للبرميل، عن العقود الآجلة للخام العماني لشهر تشرين الأول (أكتوبر). ويطبق فرق السعر على متوسط التسويات اليومية لعقد أقرب استحقاق للخام العماني تسليم تشرين الأول في نهاية آب، لتحديد سعر البيع الرسمي لخام دبي تحميل تشرين الأول. في سياق منفصل، أشار نائب رئيس مجموعة «سينوبك» الصينية النفطية العملاقة تشانغ هاي تشاو، الى إن واردات البلد من النفط الخام ستتجاوز 400 مليون طن هذه السنة، مع تنامي الشراء من الخارج بفعل تراجع الأسعار وانخفاض الإنتاج المحلي. وفي تصريحات الى وكالة «رويترز» على هامش مؤتمر للقطاع في بكين، توقع نمو واردات الخام الصينية بأرقام في خانة العشرات العام المقبل. وفي الأشهر الستة الأولى من هذه السنة، استوردت الصين 212 مليون طن من الخام، بما يعادل 8.55 مليون برميل يومياً وبزيادة 13.8 في المئة عن الفترة المماثلة من 2016 وفقاً لبيانات الجمارك. وكانت البيانات أظهرت أول من أمس أن روسيا شحنت 5.22 مليون طن من النفط الخام، بما يعادل 1.27 مليون برميل يومياً، إلى الصين في حزيران بزيادة 27 في المئة على أساس سنوي. وبهذا تظل روسيا أكبر مورد للنفط الخام إلى الصين للشهر الرابع على التوالي وفقاً للأرقام. وزادت شحنات حزيران من أنغولا، ثاني أكبر مورد، 10.6 في المئة عنها قبل سنة، لتصل إلى مليون برميل يومياً، في حين انخفضت صادرات الخام السعودية إلى الصين 15.8 في المئة إلى 936 ألفاً و607 براميل يومياً. ونما حجم الشحنات من العراق 47 في المئة مقارنة به قبل سنة ليبلغ 834 ألفاً و788 برميلاً يومياً، في حين قفزت الإمدادات من البرازيل 118 في المئة إلى 689 ألفاً و969 برميلاً يومياً.