قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بعد لقائه رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أحمد الجربا في باريس أمس، أن بلاده وضعت سفارة سورية في باريس بتصرف التكتل المعارض، في وقت أفيد في القاهرة بأن وزراء الخارجية العرب سيعقدون اجتماعاً استثنائياً الشهر المقبل لتسليم مقعد سورية إلى «الائتلاف». وقال الجربا إن بشار الأسد يريد أن يكون «رئيساً على جماجم السوريين»، مجدداً طلبه الحصول على دعم عسكري. (للمزيد) وقال هولاند بعد لقائه الجربا في قصر الإليزيه، إن نظام الرئيس الأسد يستخدم جميع الوسائل ضد شعبه وتساعده قوات خارجية، وإن «هذا سبب إضافي لدعمنا للائتلاف المكون من مختلف مكونات الشعب السوري والشخصيات المختلفة التي لديها قاسم مشترك (بالعمل لتحقيق) الديموقراطية والحرية والرغبة في التوصل إلى حماية سيادة أراضي سورية بعد رحيل النظام وإيجاد حل سياسي». وعن الانتخابات الرئاسية السورية المقررة في بداية الشهر المقبل، قال: «لو لم يكن الوضع بهذه الخطورة، لكنا ضحكنا من ذلك. فكيف وتنظم انتخابات في سورية في وقت بلغ أكثر من عشرة ملايين عدد من النازحين واللاجئين أي 40 في المئة من الشعب، خارج سيطرة النظام. لا يمكن أن تكون لهذه الانتخابات المزعومة أي أهمية ولن تؤدي إلى أي نتيجة سوى التي أعلن عنها (النظام) أي استمرار نظام بشار الأسد». من جهته، قال الجربا: «الأسد أصر على أخذ سورية مرة أخرى وخطفها لسبع سنوات مقبلة ليكون رئيساً على جماجم السوريين من نوع الكوميديا السوداء»، مضيفاً: «إننا في صدد اتخاذ إجراءات مع الحلفاء لإيقاف هذه المهزلة ودعم القوى المعتدلة التي نمثلها وذراعنا العسكرية في المجلس العسكري الأعلى وهيئة الأركان والجيش الحر لدعم هذه القوة على الأرض في شكل حقيقي وقوي ليكون هناك توازن مع سلاح نوعي يوقف البراميل التي لا تزال تمطر على المدنيين السوريين في جميع قرى سورية وجعلت أيام السوريين جحيماً». وزاد: «طالبنا الولاياتالمتحدة وفي مؤتمر لندن (أصدقاء سورية) وفي باريس أن هذا وقت الدعم الآن لتتصدى بالقوة العسكرية لجميع المتطرفين والإرهابيين، وعلى رأسهم بشار الأسد». في القاهرة، قال رئيس اللجنة القانونية في «الائتلاف» هيثم المالح إنه بحث مع الأمين العام للجامعة نبيل العربي، عدداً من الموضوعات، وخصوصاً مسألة تسليم مقعد سورية ل «الائتلاف». وقال إن «الموضوع منته، ويمكن أن يُعقد اجتماع الشهر المقبل هنا في مقر الجامعة، وقد يكون استثنائياً، لبحث وتسليم المقعد». ونوه بجهود سعودية في هذا الصدد. ميدانياً، استأنف النظام السوري قصف ريف حلب شمال البلاد بصواريخ «سكاد» أرض- أرض بعد توقف لفترة. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»: «قضى عشرة شهداء صباح اليوم (أمس) عند المدخل الشرقي لمدينة أعزاز، وجرح عدد من المواطنين الآخرين بعضهم في حالة خطرة إثر انفجار هز مدخل أعزاز الشرقي، وقال سكان من المنطقة إنه ناجم عن قصف صاروخ من طائرة حربية». وأشار «المرصد» إلى مقتل 13 شخصاً جراء قصف لقوات النظام بصاروخ من نوع أرض - أرض على منطقة في بلدة مارع ليل أمس. وقال نشطاء معارضون إن قوات الأسد ألقت قنبلة كلور على قرية كفر زيتا في حماة وسط البلاد. ونشر النشطاء لقطات مصورة لرجال وأطفال يتلقون العلاج في مستشفى ميداني. سياسياً، نقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء عن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف أن بلاده ستستخدم حق النقض (الفيتو) ضد مسودة قرار للأمم المتحدة يحيل ملف الحرب السورية على المحكمة الجنائية الدولية إذا طرحت للتصويت في مجلس الأمن. ووزعت فرنسا مسودة القرار على أعضاء مجلس الأمن في 12 الشهر الجاري. ونقل عن غاتيلوف قوله «المسوّدة التي قدمت إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة غير مقبولة لنا ولن نؤيدها. إذا طرحت للتصويت سنستخدم حق النقض ضدها». وكانت مجموعة من 58 بلداً تقودها سويسرا أعلنت أمس عن تأييدها الاقتراح الفرنسي.