قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بعد لقائه رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أحمد جربا في باريس أمس، إن بلاده وضعت سفارة سورية في باريس بتصرف بعثة «الائتلاف» ليس في موقع السفارة الحالية بل في موقع آخر كي تكون ممثلة كلياً في فرنسا وفاعلة في إقامة الاتصالات، في وقت قال الجربا إن الوقت حان لدعم المعارضة «كي تتصدى بالقوة العسكرية لجميع المتطرفين والإرهابيين وعلى رأسهم (الرئيس ) بشار الأسد». وجدد هولاند إدانته المجازر اليومية التي تشهدها سورية، قائلاً: «إن النظام يستخدم جميع أنواع الأسلحة، وأحياناً الأسوأ، وكنا أكدنا وجود الأسلحة الكيمياوية وإذا وجدنا المزيد من آثارها سنستخدم كل الوسائل لإدانة النظام مجدداً وفرض عقوبات جديدة». وقال إن النظام السوري يستخدم جميع الوسائل وتساعده قوات خارجية، وإن «هذا سبب إضافي لدعمنا للائتلاف السوري المكون من مختلف مكونات الشعب السوري ومن الشخصيات المختلفة التي لديها قاسم مشترك (بالعمل لتحقيق) الديموقراطية والحرية والرغبة في التوصل إلى حماية سيادة أراضي سورية بعد رحيل النظام وإيجاد حل سياسي». وعن الانتخابات الرئاسية السورية المقررة في بداية الشهر المقبل، قال: «لو لم يكن الوضع بهذه الخطورة، لكنا ضحكنا من ذلك، فكيف تنظم انتخابات في سورية عندما يكون عدد النازحين واللاجئين أكثر من عشرة ملايين، أي 40 في المئة من الشعب هو خارج سيطرة النظام. فلا يمكن أن تكون لهذه الانتخابات المزعومة أي أهمية ولن تؤدي إلى أي نتيجة سوى التي أعلن عنها، أي استمرار نظام بشار الأسد». وقال هولاند إنه أثار مع الجربا كل ما في وسع فرنسا أن تبذله على الصعيد السياسي والديبلوماسي ليحصل «الائتلاف» على اعتراف ديبلوماسي، إضافة إلى «الصعيد المالي كي يكون ل «الائتلاف» وسائل للحماية ضد النظام وأيضاً ضد القوى الإرهابية». وأكد هولاند أن فرنسا تقف إلى جانب الشعب السوري، وأن «الائتلاف» برئاسة الجربا هو المحاور الوحيد الذي يتيح التوصل إلى إيجاد حل سياسي. ووعد بتكريس كل الجهود على الصعيد الأوروبي وفي الأممالمتحدة من أجل حقوق الشعب السوري، وقال إن هناك قراراً في مجلس الأمن قيد الإعداد لإحالة الملف السوري على محكمة الجنايات الدولية». من جهته، قال الجربا إنها المرة الثالثة التي يستقبل هولاند رئيس «الائتلاف»، موضحاً: «إننا في أوضاع سياسية معقدة بعد فشل (مفاوضات) جنيف بسبب النظام، حيث حمله (المبعوث الدولي- العربي المستقيل الأخضر) الإبراهيمي الفشل بسبب هذا النظام المجرم. الآن بعد جنيف التقينا بالرئيس الفرنسي لنرى أين الأمور ذاهبة لنتشاور مع صديق كبير وعزيز للسوريين». وأضاف: «بشار الأسد أصر على أخذ سورية مرة أخرى ويخطفها لسبع سنوات قادمة ليكون رئيساً على جماجم السوريين من نوع الكوميديا السوداء. على جميع الدول وفرنسا أن يقولوا له كفى إمعاناً في قتل السوريين، وكفى إذلالاً لهذا الشعب العزيز الذي رفضك منذ ثلاث سنوات، وأسقطك في شوارع درعا وحمص وباقي سورية». وتابع الجربا: «إننا في صدد اتخاذ إجراءات مع الحلفاء لإيقاف هذه المهزلة ودعم القوى المعتدلة التي نمثلها وذراعنا العسكرية في المجلس العسكري الأعلى وهيئة الأركان والجيش الحر لدعم هذه القوة على الأرض في شكل حقيقي وقوي ليكون هناك توازن مع سلاح نوعي يوقف البراميل التي لا تزال تمطر على المدنيين السوريين في جميع قرى سورية بالنار وجعلت أيام السوريين جحيماً، وهناك الإرهاب الذي دخل سورية من الباب الخلفي والنافذة ليزيد المشكلة السورية تعقيداً. نحن نحارب هذا الإرهاب وإرهاب الأسد وحزب الله ومرتزقة العراق المدعومين من حرس الثورة الإيراني ضمن إمكانات محدودة». وأضاف: «طالبنا الولاياتالمتحدة وفي مؤتمر لندن (أصدقاء سورية) وفي باريس أن هذا وقت الدعم الآن لتتصدى هذه القوة العسكرية لجميع المتطرفين والإرهابيين، وعلى رأسهم بشار الأسد».