طوكيو - أ ف ب، رويترز - أعلنت شركة «طوكيو الكتريك باور» (تيبكو) المشغلة لمحطة فوكوشيما دايتشي المتضررة من الزلزال الذي ضرب شمال شرقي اليابان في 11 الشهر الجاري اكتشاف يود 131 المشع يزيد 3355 عن المعدل الطبيعي في مياه البحر على مسافة 300 متر جنوب المحطة، وهو أعلى معدل لهذه المادة منذ بدء الكارثة. وتواصل الشركة درس كل الخيارات لتقليص تسرب المواد المشعة وإفراغ أطنان من المياه أصابها التسرب في المحطة، وبينها تغطية ثلاثة مفاعلات واستخدام ناقلة نفط لتفريغ المياه التي أصابها التسرب الإشعاعي. والأحد الماضي، أعلن اكتشاف يود مشع يزيد 1850 مرة عن المعدل الطبيعي في مياه البحر، ما يشير الى تسرب آلاف الأطنان من المياه التي سكبتها فرق الإنقاذ لتبريد المفاعلات منذ بدء الحادث النووي الى المحيط الهادئ. لكن «تيبكو» ووكالة السلامة النووية، تؤكدان أن هذا المستوى من النشاط الإشعاعي الذي انبعث الى البحر يذوب مع المد، والخطر على الطحالب والحيوانات البحرية ضئيل. ويواجه الفنيون الذين يكافحون منذ نحو عشرين يوماً لتفادي كارثة كبرى في فوكوشيما، عقبات في عملياتهم بفعل مسطحات مائية كثيفة الإشعاعات اجتاحت قاعات ومعدات تقنية. وهم يدورون في حلقة مفرغة، إذ من الضروري تبريد المفاعلات لكن كلما استخدموا المياه كلما زادت المسطحات المائية. وكلما قللوا ضخ المياه، ارتفعت حرارة المفاعلات. وقبلت «تيبكو» مساعدة خبراء من مجموعة «اريفا» الفرنسية للنفط المتخصصة في معالجة تسرب المواد المشعة، وينتظر وصولهم قريباً الى طوكيو. كما وضعت وزارة الطاقة الأميركية في تصرف الشركة اليابانية «روبوتات» مقاومة للإشعاعات من أجل جمع معلومات حول المفاعلات في أماكن تشهد معدلات إشعاعات مرتفعة، علماً أن الرئيس الأميركي باراك أوباما أكد في اتصال هاتفي أجراه مع رئيس الوزراء الياباني ناوتو كان أمس، دعم الولاياتالمتحدة لليابان في جهودها للتعامل مع الآثار المدمرة للكارثة على المديين القريب والبعيد». ويزور الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي يرأس مجموعة الدول العشرين ومجموعة الثماني اليابان اليوم، ما سيجعله أول زعيم أجنبي يزور طوكيو منذ الكارثة. وفي أول اعتراف رسمي بعدم كفاية معايير السلامة النووية في المحطات النووية قبل الكارثة، أعلنت طوكيو أن قواعد شاملة ستوضع للشركات المشغلة للمحطات. وساهمت المفاعلات النووية اليابانية ال55 قبل الكارثة بنحو 30 في المئة من الطاقة الكهربائية في البلاد. وكان يتوقع أن ترتفع هذه النسبة إلى 50 في المئة بحلول عام 2030، لتشكل أكبر مساهمة للمفاعلات النووية في إنتاج الكهرباء في العالم. وأشارت وزارة التجارة الى أن اليابان يجب أن تبدأ في إعادة النظر في سياستها للطاقة مع التركيز على إمكانات الطاقة الشمسية. الى ذلك، أفادت وسائل إعلام بأن المدير العام لشركة «تيبكو» ماساتاكا شيميزو أدخل الى المستشفى للمعالجة من ارتفاع في ضغط الدم، علماً أنه كان أصيب بمرض في 16 الشهر الجاري، أي بعد خمسة أيام على الزلزال وتوقف عن العمل أسبوعاً. وهو يواجه انتقادات إعلامية بسبب غيابه عن الساحة منذ اندلاع الأزمة، وكان آخر ظهور علني له في 13 الشهر الجاري.