نجح الشاعر نصر الدين ناجي أن يعبر عمّا في داخل المصريين من خلال أغنية «إزاي»، مقدّماً بأسلوبه العذب حواراً يحمل عتاباً مقترناً بالعشق لمصر. وتميّز المطرب محمد منير بتأدية الأغنية بإحساس عال وصوت شجيّ أدخلها إلى قلوب المصريين ووجدانهم بسرعة، فكان وقعها قويّاً على مسامعهم. وفي كواليس الأغنية خاطر المنتج الفني للأغنية محمد حسين بحياته وحياة فريق عمل الأغنية، وصمّموا على تصويرها في فيديو كليب تحت إدارة المخرج هادي الباجوري. وكان من الممكن أن يغتالهم رصاص «البلطجية» في منطقة المهندسين في القاهرة. وأوضح حسين أنه «كان من المفترض أن تُعرض الأغنية بعد أحداث جريمة الاعتداء على كنيسة القديسين في الإسكندرية، ولأن الشعار التقليدي الذي يرفع الهلال مع الصليب لا يصلح لأن يتم الترويج له من خلال هذه الأغنية كان للقدر رأي آخر». وأضاف: «جاءت ثورة «25 يناير» لتكون الحدث الأمثل الذي يمكن أن تعبر عنه هذه الأغنية التي أهديت إلى كل مواطن مصري شارك أو لم يشارك في الثورة». وقال ناجي: «عرضت أغنية «إزاي» على المطرب محمد منير منذ ثمانية شهور تقريباً، واقترحت عليه أن تكون عنوان ألبومه المقبل. فنالت إعجابه وقرر ضمها إلى ألبومه الجديد، لكنه طلب مني تغيير المقطع الثاني حتى يتوافق مع الأول والذي يخاطب فيه مصر ويلومها، حتى أحافظ على معنى الأغنية الذي يحرض على الرفض، وبالفعل اقتنعت بوجهة نظره». وعن اختياره لمحمد منير لتأدية الأغنية، قال: «لو رفض منير الأغنية لما كانت خرجت إلى النور، فلا يوجد مطرب آخر يصلح لتقديمها لما تحتويه من ألفاظ قد يعتبرها البعض جديدة عليه مثل «أنا أقدم شارع فيكي»، و»أعشق اسمك» وخلافه، لأن منير محرّض على الحب والرفض والعشق ولديه إحساس قوي في الغناء يجعلها تلامس قلوب الناس». وعن فكرة الأغنية، قال: «اجتمعت بالملحن أحمد فرحات ووضعنا الخطوط العريضة للأغنية، وكان فرحات قد انتهى من اللحن الذي أعتبره ثورياً ومحرضاً ومنها بدأت في الكتابة واستعنت بقصيدة لي كتبتها منذ فترة طويلة تحمل هذه الجمل، لكن من الصعب غناؤها والحمد لله خرجت بهذا الشكل». أما الملحن أحمد فرحات، فأكد: «بدأت في وضع لحن يعكس حالة التمرد والرفض والعشق والثورة، وطورنا الفكرة مع مرور الوقت، ورفضت أن أقدّمها كجملة موسيقية فيها نوع من السلطنة، وهدفنا كان توصيل رسالة مضمونها التمرد على الظروف والإصلاح». وعن توقعاته لردّ فعل الجمهور على الأغنية، يقول: «توقعت أن تحقق نجاحاً لكن ليس بهذا الشكل، وأعتقد أن الظروف خدمت الأغنية لأنها لمست وتراً حساساً لدى الجمهور، رغم أن بعض الناس حاولوا مهاجمة الأغنية بحجة أنها تنافق الثورة. إلا أن منظومة العمل التي شاركت في هذه الأغنية خير دليل على أن الشباب المصري شرّف بلده على الأصعدة كافة». وأشار المخرج هادي الباجوري إلى أن الفيديو كليب اعتمد على الصور الثابتة التي التقطها مصورون عاشقون لتراب بلدهم وظهرت وكأنها تتحرك، «فطائرة الهليكوبتر لم تكن ثابتة ولكنها تطير في سماء ميدان الشهداء وعلم مصر يرفرف على أرواح الشهداء». وأضاف أن «هدف الأغنية معاتبة هذا الوطن، لأن شرفاءه لا يستحقون من مصر إلا كل خير وهي عكس الأغنية السابقة التي تقول «ما تقولش إيه اديتنا مصر، هنقول حندي إيه لمصر»». وأوضح أنه «رغم صدور عدد كبير من الأغنيات الوطنية التي تحض الشعب المصري على الثبات، إلا أن أغنية «إزاي» هي أغنية النهضة، والدليل على ذلك أنها تؤكد أن الشباب سيظلون يغيّرون في مصر حتى ترضى عنهم والعكس». وأضاف: «للمرة الأولى تعبر الأغنية عن مطالب المصريين ببساطة شديدة ومن دون اللجوء إلى سياسة الصوت العالي، كما أن صناع الأغنية لم يتطرقوا ولو للحظة إلى موضوع يخص أجرهم المادي، ويرون أن عشق الشعب المصري والعربي لها أهم بكثير من الأجر المادي. فهي أغنية للتاريخ ولم يكن غريباً أن يكون التلفزيون المصري «كوميديا»... فبعد تنحي الرئيس حسني مبارك، طلب التلفزيون المصري من القائمين على الأغنية، تزويدهم بها من أجل عرضها سريعاً؛ لأنها مميزة. لكننا استغربنا جميعاً لأن التلفزيون المصري رفضها في البداية بشكل مستفز ثم تراجع بعد تنحي مبارك».