«إزاي» هي الكلمة المصرية العامية للسؤال كيف؟ وهي عنوان الأغنية الممنوعة المعبرة جداً عن حال مصر والمصريين قبل ثورة 25 يناير، وهي أيضاً السؤال الذي يطرح ذاته كلما دار جهاز التلفزيون لأن الأحداث المتلاحقة باتت غير مفهومة ويود الجميع أن يعرف «إزاي» حدث كل هذا من خلال آلاف الحوارات والتحليلات التي تدور رحاها في شتى القنوات. عقب إعلان نائب الرئيس المصري السابق عمر سليمان نبأ تنحي الرئيس مبارك بادرت قنوات التلفزيون المصري إلى بث أغنية الفنان محمد منير «إزاي» التي سجلها قبل نحو ثلاثة أشهر، بعدما منع بثها لأن كلماتها تحرض على الثورة. ليس هذا فقط، بل أُضيفت لقطات من الثورة إلى الأغنية التي تمس كلماتها كل مصري. «مش لاقي في عشقك دافع، ولا صدقي في حبك شافع، إزاي أنا رافع راسك، وانتي بتحني في راسي إزاي... وحياتك لأفضل أغني فيكي لحد ما ترضي عليّ، إزاي سايباني بضعفي، طب ليه مش واقفة في صفي... إزاي أحمي لك ضهرك، وأنا ضهري في آخر الليل دايماً بيبات محني ومكشوف؟!»... صدقت مخاوف المسؤولين في التلفزيون من أن الكلمات تحرض المظلومين على الثورة، ولكن يبدو أنهم كانوا قد تجاوزوا مرحلة انتظار أغنية رائعة كهذه ليثوروا، فبادروا بثورتهم. وعلى رغم ذلك، فإن الأغنية» التي تذاع عشرات المرات أصبحت شعاراً للمرحلة. «إزاي» حدثت الثورة المصرية؟ و«إزاي» حدثت من قبلها الثورة التونسية؟ و«إزاي» تشهد إيران والبحرين والجزائر ودول أخرى في المنطقة بوادر مشابهة؟ «إزاي» فات كثير من الحكام أن يتلفتوا إلى ما يجري حولهم؟ سؤال «إزاي» هو شعار المرحلة المنعكس فضائياً ليس فقط في مرحلة اشتعال الثورات ومتابعاتها ولكن في تقويم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في عهد ما بعد الثورات. «إزاي» يمكن تعويض الخسائر البليونية التي نجمت عن الثورة؟ و«إزاي» ستعالج على المدى الطويل؟ و«إزاي» ستنعكس آثار الثورة اجتماعياً على الشعوب؟ و«إزاي» يمكن ضبط وإعادة ترتيب الهرم الاجتماعي في شكل يضمن العدالة الاجتماعية؟ خبراء ومحللون لا أول لهم أو آخر يطوفون في فلك الفضائيات بين محلل ومستشرف ومفسر للأوضاع. كلهم يحاول الإجابة عن سؤال «إزاي». ومع هذا يتوقع أن يظل السؤال مطروحاً على كل القنوات لمدة طويلة مصرياً وعربياً. وهنا تنقسم منظومة «إزاي» قسمين. فها هي القنوات المصرية تموج بالسؤال عن قضايا داخلية حول «إزاي» يُسن دستور جديد أو يُعدّل الدستور القائم، و«إزاي» تعود العلاقة الجيدة بين الشرطة والمواطن. أما «إزاي» الإقليمية فستتطرق إلى شكل الشرق الأوسط. «إزاي» أغنية كانت ممنوعة لأنها تحرض على الثورة وصارت شعاراً للمرحلة الفضائية الحالية بعد انتهاء مرحلة «الشعب يريد إسقاط النظام».