«جدل العولمة: نظرية المعرفة وسياساتها» كتاب للمفكر الكيني نغويي واثيونغو نقله إلى العربية الناقد سعد البازعي وصدر عن مشروع «كلمة». يتألف الكتاب من مقدمة وأربعة فصول هي في الأساس محاضرات ألقاها الكاتب الكيني نغويي واثيونغو حول قضايا فكرية وأدبية وثقافية مختلفة لكنها تتمحور حول تأثير العولمة التي يمارسها الغرب على العالم على أكثر من مستوى، والموقف الذي اتخذته ويجب أن تتخذه ثقافات العالم غير الغربي تجاه ذلك التأثير. ومن الطبيعي أن يتركز اهتمام المؤلف على إفريقيا في سياق ما يسمّيه «جدل العولمة» حيث تنشأ مساعٍ مختلفة للحفاظ على الثقافات المحلية وتنميتها باتجاه الانفتاح على العالم، ولكن من دون فقدان الخصائص المحلية التي تهدد العولمة بمحوها. ويضرب المؤلف أمثلة كثيرة لتلك المساعي التي أسهم هو مع بعض زملائه حين كان في بلاده وفي دول إفريقية مجاورة، في الاضطلاع ببعضها، وهي كانت مبعث كتابة المحاضرات وضمها من ثم في كتاب تحت عنوان اشتقه من اللغة الإنكليزية هو «غلوباليكتيكز» الذي يجمع العولمة مع المفهوم الذي وضعه الفيلسوف الألماني هيغل، أي مفهوم الجدل «الديالكتيك» بحيث يحدث تفاعل بين قوتين تنتج عنهما قوة ثالثة. ما يتطلع إليه المؤلف هو جدلية من النوع المشار إليه يتفاعل فيها الطرفان دونما هيمنة لأحدهما. فصول الكتاب الأربعة («السيد الإنكليزي والعبد المستعمَر»، «تعليم العبد المستعمَر»، «المخيلة الجدل – عولمية: في العالم الما بعد استعماري»، «المحلي والشفهي والسيد الكتابي: الأدب المحكي، المشافهة، المشافهة الافتراضية»)، ترسم صورة مركبة للميادين التي جرت فيها مقاومة الاستعمار قديماً. ويرى الكاتب أنها نفسها التي تجري فيها أيضاً مقاومة العولمة حالياً في توجهها لمحو السمات المحلية. والكاتب الكيني الذي عرف برفضه كتابة رواياته بلغة أوروبية وإصراره على كتابتها بلغته الإفريقية المحلية، كما سجل ذلك في كتابه «تحرير العقل من الاستعمار»، إنما ينقل المعركة في هذا الكتاب إلى تخوم أخرى ليست مختلفة تماماً وإنما مواكبة لمستجدات العصر. ولد نغوغي واثيونغو في كينيا عام 1938 ودرس في جامعة ماكريري في أوغندا ثم في جامعة ليدز البريطانية. يكتب الرواية والمسرحية والمقالات والدراسات النقدية، ونشرت له سيرتان ذاتيتان. يكتب أعماله الإبداعية بلغته الأم الغيكويو وكذلك بالسواحيلية. وكتب أعمالاً مسرحية في كينيا وواجه الاضطهاد هناك، ويعيش حالياً في الولاياتالمتحدة أستاذاً في جامعة كاليفورنيا إرفاين. حصل على جوائز وشهادات دكتوراه فخرية ورشحت إحدى رواياته لجائزة «مان بوكر». المترجم سعد البازعي ناقد ومترجم ومؤلف سعودي من مواليد عام 1952. درس في جامعة الرياض (الملك سعود حالياً) وجامعة بردو الأميركية، حيث حصل على الدكتوراه في الأدب الإنكليزي (1983).