أكّد الأمير الدكتور فيصل بن محمد بن ناصر بن عبد العزيز أن استراتيجية الحوار في المملكة نجحت، «لأنها امتازت بالواقعية والتدرج، وأن ذلك كمُن في إدراك ولاة الأمر وجود اختلافات في الرؤى بين شرائح المجتمع السعودي، وكان من الضروري اتخاذ الحوار وسيلة لحلها وشكلّ ذلك الحوار فيما بعد، جبهة فكرية موحدة قادها خادم الحرمين الشريفين للحوار مع الغير». وأضاف الأمير فيصل، في محاضرة قدمها بعنوان «العلاقة مع الآخر بين صدام الحضارات ومشروع خادم الحرمين الشريفين في الحوار مع الأديان» ضمن فعاليات الموسم الثقافي الرابع بجامعة جازان أخيراً، بحضور أمير منطقة جازان محمد بن ناصر بن عبد العزيز وعدد كبير من الأكاديميين والمثقفين والإعلاميين، «أن قادة هذه البلاد المباركة أدركوا ما يحيكه أعداء الأمة لها من مخططات تهدف إلى زعزعة أمنها واستقرارها، والمساس بوحدتها الوطنية القائمة على أسس العقيدة والشريعة الإسلامية، فردعوا ذلك بانتهاج استراتيجية الحوار لقطع الطريق أمام نداءات الصراع ونظرياته في الغرب بالقيام بخطوتين رئيسيتين هما: إيجاد خطة لتعزيز الجبهة الداخلية، وترميم البيت السعودي المرتكز في الأساس على التوحيد في العقيدة والتوجهات قبل الأراضي والمكتسبات، وإشاعة ثقافة الحوار لعرض وجهات نظر شرائح المجتمع المختلفة، والسعي الصادق لحلها دونما وصاية أو تأثير من الغير، فتقرر إنشاء مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني في عام 1424ه، وعُقدت في هذا المركز الُمشرق العديد من اللقاءات الوطنية التي سبرت أغوار العديد من القضايا المحلية والدولية وأفرزت العديد من الحلول». وقال إن أبرز النتائج التي حققتها إستراتيجية الحوار الوطني في المملكة تتمثل في التخفيف من الاحتقانات المتولدة نتيجة العزلة والانكفاء على الذات، والتحذير من انتهاج سياسة الإقصاء وأحادية الرأي بين شرائح المجتمع السعودي الذي يسبب بدوره التطرف المذموم المسبّب للصراع، فتح قنوات شعبية لعرض الآراء التي من أهدافها ترشيد قرارات الدولة لتصب في مصلحة الوطن والمواطن، الخروج برؤى متحدة تهدف للحفاظ على الثوابت الشرعية مع ترك المجال مفتوحاً للحوار في المتغيّرات التي تطال حياة البشر سعياً لحلول توفيقية تنسجم مع مقاصد الشريعة الإسلامية الصالحة لكل زمان ومكان». وفي المداخلات، التي أدارها المشرف العام على الموسم الثقافي الدكتور حسين بن حمد دغريري، أجاب المحاضر عن أسئلة المداخلين، وفي ختام المحاضرة قام راعي الحفل أمير منطقة جازان بتسليم هدية الجامعة للمحاضر.