أكد الأمير الدكتور فيصل بن محمد بن ناصر أن موقف الشعب السعودي ووحدته خلف قيادته دليل على نجاح استراتيجية الحوار، وقال: «استراتيجية الحوار في المملكة نجحت؛ لأنها امتازت بالواقعية والتدرج»، مبينا أن انتهاج الحوار كمنهج وثقافة نابع من إدراك ولاة الأمر لوجود اختلافات في الرؤى بين شرائح المجتمع السعودي . وأبرز الأمير الدكتور فيصل بن محمد المحاضر في المعهد العالي للقضاء في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، دور الحوار في حياة الشعوب، من خلال محاضرته «العلاقة مع الآخر بين صدام الحضارات ومشروع خادم الحرمين الشريفين في الحوار مع الأديان» البارحة الأولى على مسرح جامعة جازان، بحضور أمير منطقة جازان صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبد العزيز، ثلاثة محاور هي: الحضارة الإسلامية، جذور الصراع في الحضارة الغربية ومراحلها الزمنية، واستراتيجية الحوار السعودي. وخاطب الأمير فيصل بن محمد الحضور، قائلا: «قادة هذه البلاد المباركة أدركوا ما يحيكه أعداء الأمة لبلادهم من مخططات تهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار والمساس بوحدة الوطن القائمة على أسس العقيدة والشريعة الإسلامية»، مضيفا «ردعت القيادة هذه المخططات بانتهاج استراتيجية الحوار لقطع الطريق أمام نداءات الصراع ونظرياته بخطوتين رئيستين هما: إيجاد خطة لتعزيز الجبهة الداخلية، وترميم البيت السعودي المرتكز في الأساس على التوحيد في العقيدة والتوجهات قبل الأراضي والمكتسبات، وإشاعة ثقافة الحوار لعرض وجهات نظر شرائح المجتمع المختلفة، بسعي صادق لحلها دونما وصاية أو تأثير من الغير، لذلك تم إنشاء مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني عام 1424ه وعقد العديد من اللقاءات الوطنية التي سبرت أغوار عدد من القضايا المحلية والدولية وأفرزت العديد من الحلول». واستطرد الأمير فيصل بن محمد «أبرز النتائج التي حققتها استراتيجية الحوار الوطني في المملكة تتمثل في التخفيف من الاحتقانات المتولدة نتيجة العزلة والانكفاء على الذات، والتحذير من انتهاج سياسة الإقصاء وأحادية الرأي بين شرائح المجتمع السعودي الذي يسبب بدوره التطرف المذموم المسبب للصراع، فتح قنوات شعبية لعرض الآراء التي من أهدافها ترشيد قرارات الدولة لتصب في مصلحة الوطن والمواطن، والخروج برؤى متحدة تهدف للحفاظ على الثوابت الشرعية مع ترك المجال مفتوحا للحوار في المتغيرات التي تطال حياة البشر سعيا لحلول توفيقية تنسجم مع مقاصد الشريعة الإسلامية». وبين الأمير فيصل «بعد تكثيف وتعزيز الجبهة الداخلية برزت دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لأتباع الحضارات والأديان إلى المؤتمر العالمي للحوار الذي نظمته رابطة العالم الإسلامي في مدريد في يوليو 2008م، وقال: «فتحت هذه الدعوة المجال للعديد من المؤتمرات والندوات الدولية اللاحقة، وكان لعلماء الإسلام ومفكريه دور كبير في إيضاح أحكام الإسلام فيما يخص التعامل مع غير المسلمين، التسامح مع أتباع الديانات الأخرى، إبراز عالمية الحضارة الإسلامية وقيامها على مبادئ إنسانية راسخة أفضت إلى التعايش السلمي مع أتباع الديانات الأخرى، وإثبات أن الإسلام دين الوسطية والاعتدال، وأن التطرف الذي سلكه بعض أبنائه ما هو إلا ردة فعل لتطرف معاكس ظهر من خلال سياسات خاطئة تجاه القضايا المصيرية في العالم الإسلامي».