«ضع إصبعك على الجرح وتأكد من حقيقة وجودي»، بهذه الرسالة يستقبل الفلسطينيون البابا فرنسيس في زيارته لبيت لحم الأحد المقبل، وتتجسد هذه الرسالة من خلال مرئيات صممها المتحف الفلسطيني، بتكليف من اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس. وستتوزّع المرئيات في ساحة المهد ومخيم الدهيشة خلال أسبوع الزيارة، على شكل لافتات كبيرة الحجم وبطاقات بريدية، لتوثق الزيارة التاريخية وتسليط الضوء على الحياة اليومية التي يعيشها الفلسطينيون في ظل احتلال إسرائيلي مستمر. وصممت المرئيات التي أنتجها المتحف الفلسطيني بعنوان «في حضرة الحبر الأعظم»، من خلال دمج لوحات غربية كلاسيكية شهيرة مع صور فوتوغرافية صحافية وصور من أرشيف منظمة الأونروا. وبينما اختيرت اللوحات الكلاسيكية لتمثل مشاهد من قصص الإنجيل اتخذت من فلسطين في الماضي البعيد مسرحاً، عكست الصور الفوتوغرافية واقعاً مؤلماً عاشه، ولا يزال يعيشه الفلسطينيون تحت الاحتلال. يقول جاك برسكيان مدير المتحف الفلسطيني الذي لا يزال قيد الإنشاء في بيرزيت، والمسؤول عن المرئيات: «المشاهد التي أنتجها فريق المتحف الفلسطيني من خلال مشروع «في حضرة الحبر الأعظم»، تعكس رسالة فلسطينية واضحة مفادها أن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي المقدسة لا يزال مستمراً. فلسطين هي مسرح لأحداث الإنجيل التي تعكس تعاليم تحمل قيماً إنسانية سامية في مضمونها، ولكنها في الحقيقة بلد يرزح تحت الاحتلال الإسرائيلي منذ عقود طويلة، ويتعرض شعبها لكل أشكال القمع والظلم والتهجير والمعاملة غير الإنسانية». ويشير برسكيان إلى أن المزج ما بين لوحات كلاسيكية جميلة من الماضي، وصور صحافية تعكس المعاناة الفلسطينية اليومية في ظل الاحتلال، تنقل المُشاهد بين زمنين مختلفين، وبين قصص مختلفة ومتشابهة في آن واحد، حدثت كلها على الأرض ذاتها.