أنهى رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان زيارته بغداد، متوقعاً ارتفاع التبادل التجاري مع العراق الى 20 بليون دولار هذا العام. وحظي اردوغان باستقبال رسمي وشعبي حاشد، فللمرة الأولى منذ عام 2003 استقبله المئات من انصار «تيار الصدر» قرب مطار بغداد وهم يحملون الورود والاعلام التركية والعراقية. وكان مقتدى الصدر دعا أول من امس انصاره الى استقبال حاشد لاردوغان تقديراً ل «مواقفه المشرفة». وأمضى اردوغان الذي رافقه وزير الخارجية ووزير الطاقة ووزير التجارة ووفد أقتصادي ضم ممثلين عن مئات الشركات، يومه الاول في بغداد حيث عقد اجتماعات مطولة مع رئيس الوزراء نوري المالكي انتهت بتوقيع اتفاقيات اقتصادية وتجارية. وأكد المالكي في كلمة ألقاها في «الملتقى الاستثماري العراقي التركي» الذي أفتتحه مع اردوغان ان «الشركات التركية ورجال الأعمال ورؤوس الأموال تبحث عن فرص استثمارية ناجحة في ظل استقرار سياسي وأمني، وهذا ما تم تحقيقه في العراق». وأضاف ان «العراق استطاع أن يطور القوانين الاستثمارية بالشكل الذي يتيح للشركات العمل وتحقيق النجاح»، لافتاً الى ان «الدولة العراقية على استعداد تام لإصلاح أي خلل أو مشكلة تواجهها الشركات العاملة في البلاد لتسهيل عملها». بدوره دعا أردوغان الى «فتح بوابات حدودية جديدة بين البلدين، خصوصاً بعد ازدياد التبادل التجاري خلال السنوات الأخيرة»، معتبراً «تركيا بوابة العراق إلى البحر الأسود وأوروبا، والعراق بوابتها إلى الخليج العربي». بعدها زار اردوغان البرلمان وبدأ كلمته بمقاطع من النشيد الوطني العراقي بالعربية وقال: «لدينا مثل تركي يقول ان لا حبيب مثل الأم ولا مدينة مثل بغداد»، مبيناً ان «بغداد المذكورة في حكايات الف ليلة وليلة هي فخر لحضاراتنا المشتركة». وأضاف ان «تركيا تريد عراقاً موحداً يحافظ على السلام ويوفر الرفاهية لشعبه والمنطقة»، مذكراً «بأننا وقفنا على مسافة متساوية مع جميع الاطراف في العراق ونحتضن جميع العراقيين بغض النظر عن دينهم ومذهبهم وسنعمل من اجل ان يعم الخير كل العراق». ودعا بغداد الى دعم تركيا في مواجهتها مع «حزب العمال الكردي»، وقال ان «أنقرة لا ترغب بوجود منظمة ارهابية تعرقل صفو علاقتها مع العراق مما يتطلب العمل سوية لمكافحة هذه المنظمة». وبعد ظهر أمس وصل اردوغان الى النجف، حيث زار مرقد الإمام علي، بعدها التقى المرجع الشيعي الاعلى اية الله علي السيستاني والمراجع الثلاثة الاخرين. ومن ثم توجه الى اربيل، حيث كان في استقباله رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني. وأفتتح القنصلية التركية في اربيل وبعض المشاريع الاقتصادية. وفي اربيل اختتم رئيس الوزراء التركي زيارته الثالثة للعراق.