10.1 تريليونات قيمة سوق الأوراق المالية    1% انخفاضا بأسعار الفائدة خلال 2024    تستضيفه السعودية وينطلق اليوم.. وزراء الأمن السيبراني العرب يناقشون الإستراتيجية والتمارين المشتركة    الجاسر: حلول مبتكرة لمواكبة تطورات الرقمنة في وزارة النقل    جمعية النواب العموم: دعم سيادة القانون وحقوق الإنسان ومواجهة الإرهاب    «سلمان للإغاثة»: تقديم العلاج ل 10,815 لاجئاً سورياً في عرسال    العلوي والغساني يحصدان جائزة أفضل لاعب    مدرب الأخضر "رينارد": بداية سيئة لنا والأمر صعب في حال غياب سالم وفراس    البرهان يستقبل نائب وزير الخارجية    كاساس: دفاع اليمن صعب المباراة    قدام.. كلنا معاك يا «الأخضر»    القتل لاثنين خانا الوطن وتسترا على عناصر إرهابية    إحالة ممارسين صحيين للجهات المختصة    جواز السفر السعودي.. تطورات ومراحل تاريخية    حوار «بين ثقافتين» يستعرض إبداعات سعودية عراقية    5 منعطفات مؤثرة في مسيرة «الطفل المعجزة» ذي ال 64 عاماً    التحذير من منتحلي المؤسسات الخيرية    لمن القرن ال21.. أمريكا أم الصين؟    ولادة المها العربي الخامس عشر في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية    مشيدًا بدعم القيادة لترسيخ العدالة.. د. الصمعاني: المملكة حققت نقلة تشريعية وقانونية تاريخية يقودها سمو ولي العهد    شكرًا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رجل الرؤية والإنجاز    ضمن موسم الرياض… أوسيك يتوج بلقب الوزن الثقيل في نزال «المملكة أرينا»    الاسكتلندي هيندري بديلاً للبرازيلي فيتينهو في الاتفاق    استشهاد العشرات في غزة.. قوات الاحتلال تستهدف المستشفيات والمنازل    إن لم تكن معي    أداة من إنستغرام للفيديو بالذكاء الإصطناعي    الجوازات تنهي إجراءات مغادرة أول رحلة دولية لسفينة سياحية سعودية    "القاسم" يستقبل زملاءه في الإدارة العامة للإعلام والعلاقات والاتصال المؤسسي بإمارة منطقة جازان    قمر التربيع الأخير يزين السماء .. اليوم    ليست المرة الأولى التي يخرج الجيش السوري من الخدمة!    مترو الرياض    لا أحب الرمادي لكنها الحياة    الإعلام بين الماضي والحاضر    استعادة القيمة الذاتية من فخ الإنتاجية السامة    منادي المعرفة والثقافة «حيّ على الكتاب»!    الطفلة اعتزاز حفظها الله    أكياس الشاي من البوليمرات غير صحية    مشاهدة المباريات ضمن فعاليات شتاء طنطورة    قائد القوات المشتركة يستقبل عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني    ضيوف الملك يشيدون بجهود القيادة في تطوير المعالم التاريخية بالمدينة    سعود بن نهار يستأنف جولاته للمراكز الإدارية التابعة لمحافظة الطائف    المشاهير وجمع التبرعات بين استغلال الثقة وتعزيز الشفافية    الأمير فيصل بن سلمان يوجه بإطلاق اسم «عبد الله النعيم» على القاعة الثقافية بمكتبة الملك فهد    جمعية المودة تُطلق استراتيجية 2030 وخطة تنفيذية تُبرز تجربة الأسرة السعودية    نائب أمير الشرقية يفتتح المبنى الجديد لبلدية القطيف ويقيم مأدبة غداء لأهالي المحافظة    نائب أمير منطقة مكة يستقبل سفير جمهورية الصين لدى المملكة    نائب أمير منطقة تبوك يستقبل مدير جوازات المنطقة    المملكة واليمن تتفقان على تأسيس 3 شركات للطاقة والاتصالات والمعارض    اليوم العالمي للغة العربية يؤكد أهمية اللغة العربية في تشكيل الهوية والثقافة العربية    "سعود الطبية": استئصال ورم يزن خمسة كيلوغرامات من المعدة والقولون لأربعيني    طقس بارد إلى شديد البرودة على معظم مناطق المملكة    اختتام أعمال المؤتمر العلمي السنوي العاشر "المستجدات في أمراض الروماتيزم" في جدة    «مالك الحزين».. زائر شتوي يزين محمية الملك سلمان بتنوعها البيئي    المملكة ترحب بتبني الأمم المتحدة قراراً بشأن فلسطين    5 حقائق حول فيتامين «D» والاكتئاب    لمحات من حروب الإسلام    وفاة مراهقة بالشيخوخة المبكرة    وصول طلائع الدفعة الثانية من ضيوف الملك للمدينة المنورة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وزير خارجية البحرين ل «الحياة»: نعاني من الاحتقان الطائفي بعدما كنا قصة نجاح مشغولون الآن بتثبيت الأمن والاستقرار
نشر في الحياة يوم 30 - 03 - 2011

اعتبر وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن حمد آل خليفة، أن «الاحتقان الطائفي في كل مكان، وعمره 1400 سنة، ولم يُخلق في البحرين، بل في أماكن أخرى». وقال: «نحن نعاني من هذا الشيء ما بين السُّنة والشيعة، هذه ليست مشكلتَنا، هذه مشكلة غيرنا، لكننا نعاني منها اليوم في البحرين، بعدما كنا نظن طوال هذه المدة أننا نمثِّل قصةَ نجاح».
وقال الوزير في حديث الى «الحياة»، إنه «ليس هناك هلع ولا ذعر في البحرين، لأن الدولة اتخذت إجراءاتها كدولة لحفظ الأمن والنظام. لا يخيفنا أحد، ولا يرهبنا أحد».
واعترف بأن المسألة الطائفية واضحة في البحرين. وأشار بعدما قال إن «لا وساطة في الوقت الحاضر بين البحرين وإيران»، إلى أنه إذا كان هناك «أيٌّ من الإخوة أو الأشقاء أو الأصدقاء سيتحدثون معهم، نريد أن ينصحوهم بهذه النصيحة، أن البحرين ستظل لهم جاراً، وستظل لهم أخاً، لأننا لا نستغني بعضنا عن بعض».
وشدد على ان «حزب الله» درَّبَ مواطنين بحرينيين في لبنان، وقال: «لدينا كمٌّ هائل من المعلومات ضد الحزب».
وأكد ان البحرين لم تطلب وساطة تركية مع المرجع علي السيستاني، وقال: «من الضروري للسيد السيستاني أن يستمع الى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان مثلما يستمع الى الكثير من المستشارين، الذين لم يقولوا كلاماً صحيحاً عن البحرين». وشدد على أنه كانت دائماً لسورية مواقف توفيقية بين البحرين وإيران. وهنا نص الحديث:
لنبدأ بالوساطة الكويتية، التي يبدو أنها قيد الإعداد، هل هي وساطة بين الحكومة وجميع أقطاب المعارضة، أم بين إيران والبحرين؟
- لا وساطةَ اليوم، في البداية، وقبل أن تتطور الأمور وندخل في قانون السلامة الوطنية، سعى أمير الكويت وحاول أن يوفد مرسلين الى الإخوان في البحرين، الذين كانوا يعترضون، ليحضّهم على التعاون وقبول الدخول في الحوار. هذه كانت محاولات لم تُقبل ولم يتم الاستجابة لها من طرفهم. نحن نُقدِّر هذا الدور. أما الآن، فقد عادت مسألة الهدوء والأمن والنظام.
أفهم من كلامك أنك لا تريد وساطة من الخارج، ماذا تريد؟
- البحرين طبعاً علاقاتُها متشعِّبة شعبياً ورسمياً مع كل دول العالم. نريد فقط أن يثقوا بأن البحرين قادرة على التعامل مع أمورها السياسية كما كانت قادرة دائماً. ونريد أن نؤكد للعالم أنه ليست لدينا مشكلة بين حكم ومعارضة، هناك مسألة طائفية واضحة في البحرين، هناك انقسام في المجتمع، ونحن قادرون بإذن الله على إعادة النظام والهدوء والخروج من هذه المسألة، نحن قادرون.
بالطبع، هذا ليس رأي أقطاب آخرين في البحرين. إنهم في واقع الأمر يتحدثون عن الرغبة في الحوار والأخذ والعطاء مع السلطة ويقولون إنهم يرحِّبون بالوساطة.
- السلطة انتظرت شهراً زيادةً للحوار، ولم تتم الاستجابة له، بل وبلغ الأمر أنه كان هناك محاولة للتخريب وإغلاق الطرق وإشاعة الفوضى في كل البلد وتهديد المجتمع في كل مكان، من المدارس إلى المدن إلى قَطْع الطرق.
المسألة الآن أن الناس لا بد أن ينعموا براحة البال ويكون عندهم أمن وأمان. نحن لسنا من رفض الحوار، بل رفضه الآخرون.
ولكن لجأتم إلى الحل الأمني.
- هذا، عفواً، ليس حلاًّ، الإجراءات الأمنية كانت لإعادة النظام إلى البلد، وليست كحل، المسألة سياسية، آليات الحل السياسي واضحة عندنا. عندنا الدستور، وعندنا المشروع الإصلاحي وعندنا التزام كامل بالتقدير السياسي، هذه ليست إلا إجراءات لفرض النظام في البلد.
ماذا يمنعكم إذن من التوجه إلى المعارضة مرة أخرى لتقولوا لهم: تعالوا، اجلسوا معنا، هذا ما نقدمه لكم من ضمانات، إما مباشرة أو بالوساطة؟
- ما الذي منعهم من قبل أن يأتوا هم إلى طاولة الحوار؟
الآن فترة تثبيت الأمن
نتكلم عن الآن، الآن الوضع ليس مريحاً، ويتطلب الإقدام على إجراء جديد. ماذا لديكم؟ ما هو السقف؟
- لنكن صريحين، نحن الآن في فترة إعادة النظام والأمن والهدوء، في فترة يجب فيها تثبيت الأمن والاستقرار في كل البلد، وهذه لها متطلبات كثيرة، هذا ما نركز عليه خلال هذه الأيام، وطبعاً ليس هناك شك في أن العملية السياسية ستبدأ وستتطور، وستسير إلى الأمام.
متى؟
- بعد تثبيت الأمن والاستقرار.
لكن هذا الأمر مفتوح زمنياً، لا يجوز، من وجهة نظر الآخرين، أن تقولوا سنتكلم لاحقاً بالإصلاحات السياسية لأنكم أنتم رفضتم في السابق، من دون تحديد سقف زمني.
- نحن انتظرنا شهراً كاملاً، لماذا نُلام نحن ونُعتبر مَنْ رفض؟ إن الآخرين هم الذين رفضوا الحوار، والآن حين تم تشديد الأمن والنظام وتشديد القبضة الأمنية في البلد قالوا نريد إجراء الحوار. نحن لم نرفض، لكن دعونا نُتِمَّ مهمتنا في تثبيت الأمن وكل شيء سيأتي إن شاء الله.
كثيرون تحدثوا عن وساطة، حتى الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون، وفي حديثه الى «الحياة» قال إنه كان في صدد نوع من الوساطة، أو طُلب إليه أن يلعب دور الوسيط بينكم وبين إيران. ماذا حدث في هذا الصدد؟
- البحرين أصدقاؤها كُثر في العالم، ودائماً إذا حدثت مشكلة يظهرون، جزاهم الله خيراً. إنهم يريدون مساعدة البحرين، من بينهم الأمين العام للأمم المتحدة. ما حدث بيننا وبين إيران لم نبدأه نحن. في لحظة، تتهم البيانات الرسمية الإيرانية والمواقف التي نسمعها من كبار مسؤوليهم البحرين بشتى الاتهامات وبشتى المواقف، قناة تلفزيونية إيرانية اسمها «العالم»، وقناة تلفزيونية إيرانية أخرى اسمها «برس تي. في.» تعملان 24 ساعة، 24 ساعة لا أقول تغطي الأحداث، بل أقول هي أكاذيب.
هناك محطات مسؤولة عالمياً غطت الأحداث في البحرين، رغم أن فيها شيئاً من التضخيم، لكن هذه الصحافة وهذه المهنية، اللتين نراهما دائماً لم نرهما في إيران. وقناة «المنار» أيضاً في لبنان، التي نعتبرها تابعة لهم، قامت بهجوم غير مبرر. قبل سنتين، عندما حدثت في طهران ثورة حقيقية، لم نتكلم. نحن لا نتدخل في الشأن الداخلي الإيراني، لكن هذا ما حدث منهم اليوم.
لم نسمع بوساطة بين البحرين وإيران
نعود إلى موضوع طرح الأمين العام فكرةَ أنه طُلب منه أن يلعب دورَ الوساطة بين البحرين وإيران. ما هي هذه الوساطة؟
- لم أسمع بوساطة بين البحرين وإيران. طرْحُ الأمين العام حول ما إذا كان في الإمكان أن يساعد إذا كان هناك حوار أو أي شيء، ونحن نقدِّر له هذا الشيء ونعتبره اهتماماً منه، لكنّ وساطة ما بين البحرين وإيران لم نسمع بها.
وهل تريدونها؟
- لا نريد أي وساطات، نحن لدينا علاقات مباشرة مع إيران. ندعو الإيرانيين إلى أن يكفوا عنا هذه الهجمة التي نتعرض لها، وإذا كان هناك أي من الإخوة أو الأشقاء أو الأصدقاء سيتحدثون معهم، نريد أن ينصحوهم بهذه النصيحة: «أن البحرين ستظل لهم جاراً، وستظل لهم أخاً، ولا نستغني بعضنا عن بعض».
أنتم وصلتم الى درجة أنكم أول من تحدث من المنطقة عن حزب الله بوصفكم له ب «التنظيم الإرهابي». هذا طبعاً زاد من الغضب المتبادَل، أنتم غضبتم لدرجة أن وجَّهتم مثل هذا الاتهام واستخدمتم كلمة من هذا النوع، وهم طبعاً غضبوا لأنكم ألصقتم بهم مثل هذه التهمة.
- هل نحن الذين بدأنا؟ نحن أفقنا ذات يوم لنسمع على محطات التلفزيون هجوماً من الأمين العام لهذا الحزب يهاجم البحرين ويتهمها بالظلم ويشتم قادتها بأفظع الألفاظ، ويتعهد، يتعهد بأنه سيتدخل، وأنه سيكون له دور في ما يحدث في البحرين. أليس هذا هو الإرهاب؟
تقولون إن لديكم أدلة، هل هذا كل ما لديكم؟
- لا، لا، الدليل والشاهد الظاهر هو الخطاب الذي سمعناه، وانظري إلى فقرات الخطاب بكل وضوح. لكن ليس هناك من شك في أن هناك أدلة تجمعت لدينا على فترة طويلة عن كيفية الاتصال، وكيف يتم التنسيق الدائم بين حزب الله وبين أطراف أخرى وبين أطراف هنا في البحرين.
«حزب الله» درَّب عناصر في لبنان
ذكرت سابقاً أن هناك تدريباً لعناصر يقوم بها حزب الله. أين يتم هذا التدريب، في لبنان، أم في إيران، أم في مناطق في الخليج؟
- في مناطق كثيرة في المنطقة، لكن لحزب الله دوراً واضحاً فيها.
والتدريب هل يتم في لبنان؟
- تم في لبنان. حدث أن تم تدريب في لبنان.
بصراحة، الأدِلة التي أشرت إليها الآن ليست بمستوى التهمة الكبرى!
- لا، لنترك الأيام إلى أن نُعلن التهم التي سنوجهها. أنا لا أريد أن أتدخل في مسألة سير أشخاص معروضين أمام القضاء الآن.
كم عددهم؟
- المقبوض عليهم الآن بدأوا بسبعة (7)، ولا يزال العمل جارياً الآن لكشف المزيد.
بعدما قمتم بالاحتجاج لدى الحكومة اللبنانية رسمياً، ماذا حدث؟ هل هناك من محاولات لضبط الأمور؟
- نحن تلقينا اتصالاً من الرئيس (ميشال سليمان) الذي تحدث مع الملك، ونقدر هذا الاتصال، وتلقينا اتصالاً من سعد الحريري (رئيس حكومة تصريف الأعمال)، وكذلك تلقينا اتصالات من كثير من الأصدقاء، فقط يريدون أن يطمئنوا، وأن يتبرّأوا من هذه التصريحات، وأن يطمئنوا على أحوال الجالية اللبنانية في البحرين، ونحن طمأنّاهم. كل ما هناك، أن إجراءات أمنية احترازية ستُتخذ، لكن الجالية المعروفة لأهل البحرين حالهم حالنا.
تقول دائماً إن هناك إجراءات أمنية، باسم الأمن تقطعون العلاقات مع دول، تتصرفون.
- لا، لا، السفارة اللبنانية موجودة هنا.
لكن أنتم تعاملون اللبنانيين والعراقيين والإيرانيين وكأنهم «العدو اللدود» منذ سنوات.
- من إيران استدعينا سفيرنا للتشاور، ولم نقل للسفير اللبناني أيَّ شيء. السفير اللبناني شقيق وأخ وموجود في بلده هنا، لكننا نعرف مَن سَبَّبَ لنا مشكلة في لبنان. مَن سنخاطب إذا لم نخاطب الحكومة اللبنانية؟ ليس لدينا خيار.
ماذا تريدون، هل باسم الإجراءات الأمنية ستُبقون الأمر على ما هو عليه، تعاقبون الناس بسبب خطاب؟
- لا، نحن لا نعاقب أحداً، كان هناك خطاب، هذا الخطاب أثر فينا كثيراً، وهذا الخطاب هو الشعرة التي قصمت ظهر البعير في ما يتعلق بما لدينا من كم هائل من معلومات ضد هذا الحزب.
تقصد «حزب الله»؟
- طبعا أقصد «حزب الله»، أما وقد وصلت المسألة إلى هذا الحد، يجب أن ندافع عن وطننا، لكن أرجو ألا يُعتبر أن هناك أيَّ عقاب للشعب اللبناني. الشعب اللبناني شعب عزيز علينا. أنت أدرى بالأمور كلها، أدرى كيف أن البحرين كانت دائماً سباقة إلى أن يكون لها دور في مساعدة لبنان، منذ سنة 1975، إلى لجنة اتفاق الدوحة إلى... إلى.
الانطباع السائد هو أن هناك نوعاً من العقاب الجماعي، إن كان للعراقيين أو للبنانيين، نظراً للإجراءات التي اتُّخذت.
- يعني نحن لا يحق لنا ان نقول إن هناك إجراءات اتُّخذت تجاه البحرين عندما خرج مسؤولون في العراق يتهمون البحرين بأنه بلد يقمع الشيعة؟ عندما يأخذ البرلمان العراقي عطلة عشرة أيام من أجل أحداث البحرين؟ ما هذه المهزلة؟ هذه مهزلة. كل هذا لم نبدأه نحن. نحن لم نقطع علاقاتنا. عندما يتوجَّه لنا العداء من جهة أو من شخص لا بد من أن نتصرف.
رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، زار العراق ليبحث أيضاً مع المرجع علي السيستاني في مسألة البحرين. هل كلفتم أردوغان بأن يفعل شيئاً في هذا الإطار؟
- لم نكلف أردوغان بهذا الشيء.
هل ترحبون بطرحه موضوع البحرين؟
- مسألة البحرين أصبحت مسألة تهم المنطقة كلها، لذلك أنا توجهت إلى تركيا، ونقلت رسالة من القيادة إلى الأشقاء في تركيا، ووجدت منهم كل تفهم وكل وضوح في سياسة جمهورية تركيا تجاه المنطقة. ونحن حقيقة نُقدر سياستهم، ونثمِّن موقفهم. تركيا حريصة، وهي الآن، مع مجلس التعاون، أهم اللاعبين الرئيسيين في هذه المنطقة. وإذا كان هناك لاعب رئيسي آخر فهو إيران. نحن على خلاف مع إيران، فإذا توجه السيد أردوغان إلى أكبر شخصية في العالم الشيعي الآن، فهذا مسعى نشكره عليه من أجل بلورة الصورة وإيجاد نوع من التفاهم الواضح. لكن ضروري للسيد السيستاني ان يسمع السيد رجب طيب أردوغان كما يسمع الكثير من المستشارين، الذين لم يقولوا كلاماً صحيحاً عن البحرين.
محاولة أردوغان هي تنفيس الاحتقان الطائفي في البحرين؟
- في كل مكان، الاحتقان الطائفي عمره 1400 سنة، ولم يُخلق في البحرين. خُلق في أماكن أخرى. اليوم نحن نعاني من هذا الشيء بين السُّنة والشيعة. هذه ليست مشكلتنا، هذه مشكلة غيرنا، لكن اليوم نحن في البحرين نعاني منها بعدما كنا نظن طوال هذه المدة أننا قصة نجاح. يعني في بلد آخر يوجد انهيار أمني، في بلد آخر يوجد جمود سياسي ولا يستطيعون تشكيل حكومة، في كل مكان نحن البلد التي كانت تعمل، انظري أين وصلنا اليوم.
وزير خارجية تركيا أحمد داود أوغلو دعا القادة في البحرين إلى «الحؤول دون تحول الاضطرابات إلى مواجهة طائفية تؤثر في عملية التحول الجارية في المنطقة»، وقال أيضا إن «الخسائر المدنية والمواجهة الطائفية غير مقبولة» بالنسبة لتركيا.
- الخسائر المدنية والمواجهة الطائفية غير مقبولة بالنسبة لمملكة البحرين، وأيضاً قالوا إنهم غير سعداء بعدم قبول أطراف لا تأتي إلى طاولة الحوار، هذا أيضاً كان تصريحاً من تركيا. السؤال الآن هو من الذي لا يريد الحوار؟ عندما بدأ تطبيق الأمن، أصبح النظام يطلب وساطات؟ ما هذا العبث؟
دعيني أذكرك بالصور الأولى التي نقلتها وسائل الإعلام عندما تم قمع المتظاهرين وسقط قتلى. هل ترون أنه حان الوقت من أجل فتح صفحة جديدة للاعتذار عما حدث؟ هل القيادة في البحرين مستعدة للاعتذار؟
- في أول الأمر، نحن لا نعتذر، لكن الملك ترحَّم عليهم في الخطاب. الملك أمر بأن يكون هناك يوم حداد في البحرين على من سقط من قتلى في الأيام الأولى للتظاهر.
لماذا لا يحصل اعتذار؟
- نعتذر لمن؟
لأهالي الضحايا.
- نحن لم نخطئ ابداً. حضررجال الأمن لحفظ النظام. لماذا لا يعتذرون للشرطة الذين قتلوا وسُحِلوا بالسيارات؟ أنا مستعد لأن أعطيك فيلماً، لكن أخشى عليك أن تريه، لأنه فيلم صعب رؤيته، ناس تقتل في الشوارع. أتعتذر قيادة لشعبها لانها تريد أن تفرض الأمن والنظام، أم تعتذر لمجموعة من الناس أدخلوا شعبهم في نفق مظلم؟ لم يكن هناك خطأ يتطلب الاعتذار. كانت هناك قيادة، وترحَّم الملك على من قُتل في خطابه، وبعد ذلك أُعلن يومُ حداد، وفي الأيام التي تلت يوم الحداد قُتل رجال أمن كما لم يقتل أحد.
من المآخذ عليكم، وأنت تعرف أن هناك مآخذ، دولية وإقليمية، أنكم تتصرفون بنوع من، واعذرني، من الهلع ومن الذعر.
- ممن؟
تتصرفون بإجراءات أمنية فقط، وتقولون إن الذين رفضوا الوساطة سينتظرون إلى حين الانتهاء من الإجراءات الأمنية.
- لا يا سيدتي، ليس هناك هلع ولا ذعر، في البحرين في الأيام الأخيرة كان الهلع والذعر في قلوب المواطنين. الدولة اتخذت إجراءاتها كدولة لحفظ الأمن والنظام. لا يخيفنا أحد، ولا يرهبنا أحد. نحن قمنا بمسؤوليتنا تجاه شعبنا بكل طوائفه، لأن الحقيقة أن الذين كانوا خائفين ليسوا فقط السنة. الذين كانوا خائفين أيضاً أبناؤنا الشيعة، لكن من كانوا يحاولون الدخول في هذا النفق، بهذه الأيدي، لا يخيفوننا، بل هم الذين يجب أن يخافوا.
لماذا يجب أن يخافوا، يقولون إنهم يشكلون 70 في المئة من عدد السكان.
- هذه الأرقام نسمعها فقط من محطات تلفزيونية، ليس هناك 70 في المئة، في الحقيقة هناك أرقام موجودة لدى الحكومة لا نفضل أن نتطرق إليها. إن كان هناك أكثرية شيعية أو أكثرية سنية، فكلنا مسلمون. ليس هناك سؤال في أي ورقة، في أي مرحلة، لو اتخذ إجراء أنت سُني أو أنت شيعي. لا نسأل هذا السؤال،. لكن ال 70 في المئة هي محض اختلاق وغير صحيح.
ماذا تعني يجب أن يخافوا؟
- مثيرو الفتنة هم الذين يجب أن يخافوا، يخافوا من تطبيق القانون عليهم، أنا لا أوجِّه تهديداً لأيٍّ من الشعب. أوجه التهديد لمثيري الفتنة الذين يحاولون أن يُدخلوا شعب البحرين في نفق مظلم، هؤلاء هم الذين أهددهم.
أنتم تقولون إن البحرين أقرب ما يمكن أن تكون إلى الملكية الدستورية، لكنكم ترفضون مثلاً أن يكون منصب رئيس الوزراء للطائفة الشيعية.
- نحن ليست لدينا محاصصة لهذا المنصب للطائفة الفلانية، كما في لبنان، أو هذا المنصب للديانة الفلانية، أو هذا المنصب...
للعائلة الحاكمة إذن؟
- لا، العائلة الحاكمة هي بيت الحكم في البحرين. هذا النظام في البحرين، لكن أن نقول إن هذا المنصب لهذه الطائفة وهذا المنصب للطائفة الأخرى، هذا سيدخلنا في خراب طويل. نحن لا نقسِّم على هذا الأساس، ودائماً العملية السياسية في تطور، شيئاً فشيئاً.
إذن أنتم ستدخلون الإصلاحات الجذرية.
- لم تتوقف الإصلاحات.
هناك احتجاج من قسم من الشعب على الأقل، إن كان 70 في المئة أو 30 في المئة، واضح أن هناك احتجاجات والمطالبة بإصلاحات.
- المطالبة بالإصلاح دائماً مستمرة ولا تأتي فقط من 70 في المئة بل من كل شعب البحرين سُنة وشيعة. هناك مطالب، هناك إصلاحات نلتزمها. قلنا إن هناك بطءاً في العملية الإصلاحية في العقد الماضي، لكن أن يُقال نحن نرفض أي مطالب للشعب؟ نحن اعتدنا على تلبية مطالب الشعب.
أوضحتم أن منصب رئيس الوزراء لن يكون سوى للعائلة الحاكمة، في كل الدول الخليجية هناك كلام عن منصب رئيس الوزراء.
- رئيس الوزراء يعينه الملك وهذا القرار في يد الملك.
أنتم تقول إنكم أقرب ما يمكن للملكية الدستورية.
- نحن ملكية دستورية، نحن لسنا أقرب ما يمكن، الملكية الدستورية هي أن الملك يحكم من خلال المؤسسات، وهناك دستور في البلد. والملكية الدستورية مكتوبة في الميثاق الوطني الذي وافق عليه شعب البحرين. هناك من يقول إننا لسنا ملكية دستورية، وأنا لا أفهم هذا الكلام.
ألا ترى مجالاً للإسراع في العملية الإصلاحية؟ ألا تخشى أن يكون هناك احتقان؟
- كيف تقولين إنه ليس هناك إصلاح أو لن يكون هناك إصلاح.
لأنك تقول إن الكلام السياسي يأتي بعد الإجراءات الأمنية.
- الإجراءات الأمنية هي للمحافظة على النظام والأمن وليست إجراءات سياسية. هذا حرص أمني للإجراءات في البلد ولن تطول. هذا أقرب شيء أستطيع قوله لك. لن تطول، لأن العملية السياسية جارية. افتحي الجرائد في البحرين وسترين أن هناك بيانات وأن هناك مواقف وحواراً سياسياً مفتوحاً. ليس هناك أحكام عرفية، والدستور ليس معطلاً، والحكومة غير معطلة، القوانين غير معطلة.
حظر التجول؟
- حظر التجول يُطبق في شارع واحد ولخمس ساعات يومياً.
ومنع التظاهرات؟
- طبعاً، منع المظاهرات، التي كانت سبب المشكلة. انما هذه فترة محدودة، لأن القانون في البحرين يسمح بالتظاهر.
ذكرت أنكم قبل اتخاذ إجراءات بالذات نحو الطائفة الشيعية كان هناك تنسيق ما بين دول مجلس التعاون الخليجي. ذكرت ذلك في إحدى مقابلاتك، ماذا كنت تقصد بذلك؟
- أي تنسيق، من أي ناحية، قبل اتخاذ ماذا؟
قلت اتخذنا هذه الإجراءات.
- طبعا، مسألة الأمن في البحرين واضحة تهم دول الخليج كلها. التنسيق جاء بدخول قوات «درع الجزيرة». أول شيء كان هناك دعم اقتصادي كبير، لأن البحرين عندها مشاكل اقتصادية ومهتمة بالبرامج المخصصة للإسكان وجاء الدعم في هذا المجال. التنسيق لم يأت لأن البحرين كانت ستبطش بالشعب. قوات الشرطة كانت كافية لهذا. جاء لأن مسألة حقن الدماء كانت ذات أهمية لدى الملك. وفي مملكة البحرين رجال دفاع الحرس الوطني كانوا محتاجين أن يعاونوا في حفظ الأمن في البلد. من كان سيحفظ هذا الأمن؟ قوات «درع الجزيرة». هذا التنسيق جاء من قوات «درع الجزيرة» لحماية المنشآت، فيما نحن نحفظ الأمن والنظام في البلد.
هناك كلام يدور عن أن دول مجلس التعاون الخليجي «عليها ان تعتني بشؤونها الأمنية»، ما المقصود؟ هل هذه رسالة الى الولايات المتحدة الأميركية؟ هل ترى أن هناك نوعاً من التوتر في العلاقة بين دول المجلس والولايات المتحدة؟
- لا ليس هناك توتر، علاقتنا مع الولايات المتحدة تاريخية وقديمة ودائمة. هناك بعض الوضوح وعدم الوضوح في العلاقة، وهذا طبيعي، لكن الآن واضح من تصريحات الولايات المتحدة أنهم يفهمون الصورة في المنطقة بكل وضوح. يفهمون أن هناك تهديداً أمنياً مباشراً على جميع دول الخليج.
كيف تفهم هذا الاستنتاج؟ هل هذا ما حدث في اتصالات رسمية عندما أجرى نائب الرئيس الأميركي جو بايدن اتصالات هاتفية؟
- بايدن اجرى اتصالات مع ولي العهد، والرئيس باراك أوباما كلَّم الملك، ووزيرة الخارجية كلينتون كلمتني ونحن على اتصال بالمسؤولين كافة.
ما هو مفهومكم الآن؟
- كانوا يحاولون أن يعرفوا ما هي الصورة في البحرين، الآن الصورة بين الولايات المتحدة والبحرين واضحة، وهي ان مسألة تثبيت الأمن والاستقرار هي أولوية لأي عمل سياسي ناجح.
هل يدعمونكم في ذلك؟
- نعم، يدعموننا.
كان هناك تحفظ في البداية.
- كان هناك تحفظ لأن الصورة لم تكن واضحة. وضحت، لأنهم شاهدوا عندنا التزاماً بالتوجه السياسي للإصلاح والتطوير. انت تعرفين الولايات المتحدة جيداً، إذا لم يروا التزاماً لدى أي من أصدقائهم وحلفائهم في طريق الاصلاح والتطوير، لا يقفون معه. واضحة وقفتهم الاستمرارية معنا، لأنهم راوا التزامنا صريحاً وجدياً.
وهم يتفقون معكم على عدم الدخول في الحوار السياسي الآن؟
- لا هذه مسألة بحرينية خالصة.
هل حاولوا التوسط؟
- لم نقل إننا لا نريد الدخول في حوار، نحن نقول إننا الآن مشغولون فقط بتثبيت الأمن والاستقرار. أرجو ألا تكون هناك نظرة أننا نتهرب من الحل السياسي. أبداً، وستثبت لك الأيام القليلة المقبلة أننا ملتزمون بالإصلاح وبالتطوير السياسي.
ماذا ستتخذون من إجراءات في الأيام القليلة المقبلة؟
- الأمور كثيرة، هناك مطالب سمعناها واضحة، هناك مسألة تتعلق بالمجلس النيابي. هناك مسألة تتعلق بأن تكون الحكومة محاسبة وتكون مسؤولة أكثر في عملها. هذا ما سنتخذه من إجراءات. هناك أمور كثيرة ولا تُمنع المطالبة بها، ولكن ليس بالطريقة التي حدثت الشهر الماضي.
سنعود إلى ذلك بعد قليل، لكن دعنا نتحدث عن بايدن ورسالة بايدن. هذه الأيام، هناك كلام عن نوع من الفجوة في العلاقة بين الولايات المتحدة ودول في مجلس التعاون الخليجي.
- هذا كلام فيه تضخيم كبير. هناك آراء وهناك اتصالات يومية تجري بيني وبين كبار المسؤولين في الولايات المتحدة، وبين دول الخليج وكبار المسؤولين في الولايات المتحدة بأجمعها. تقولون ان هناك فجوة بيننا وبين أكبر حليف لنا في العالم؟ لا والله، هذا كلام مبالغ فيه كثيراً. الاسطول الخامس موجود في البحرين والتعاون قائم وليس هناك فجوة.
كيف تنظرون إلى العلاقة الأميركية مع إيران في هذه المرحلة.
- لدى الولايات المتحدة وإيران قضايا كثيرة، وأهمها الملف النووي الإيراني.
أتكلم في نطاق خلافكم أنتم مع إيران.
- واضح، انظري إلى تصريح وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس، عندما قال إن إيران حاولت أن تتدخل في الأحداث في البحرين ولديهم (الاميركيون) أدلة واضحة بأن إيران تتدخل.
ومن ثم؟
- وجِّهي هذا السؤال لهم، لقد بينا لهم الأمور ونحن على صلة معهم في ما يجري في البحرين. ومن ثم، إن كان هناك أي تصريح بين الولايات المتحدة وإيران فهذا شيء بينهم.
قيل إن سورية لعبت دوراً.
- والله حاولت، الأخ وليد المعلم قام بدور وذهب إلى إيران وعاد، ونشكره على هذا، لأن سورية دائماً لها مواقف توفيقية بين البحرين وإيران.
وبماذا عاد من ردود من الجانب الإيراني؟
- الجانب الإيراني أعطى المسألة التي قام بها السيد وليد المعلم حقها، لأنه كان مسعى جاداً جداً وأخوياً. لكن حقيقة، لا تزال التصريحات من إيران إلى يوم أمس غير أخوية.
إذن المسعى بلا نتيجة؟
- وأحمِّل إيران عدم حصول نتائج.
ماذا عن الدور السوري، بينكم وبين «حزب الله»؟
- ليس هناك أي دور.
هل طرح الجانب السوري معكم مسألة ترطيب الأمور بينكم وبين «حزب الله»؟
- لا، لا أبداً.
إذن أنتم في مواجهة أكثر مع «حزب الله».
- نحن ندافع عن أنفسنا، نحن لم نبدأ مواجهة ولم نعلن الحرب على «حزب الله». «حزب الله» هو الذي أشعل علينا جميع نيرانه، إعلامياً وسياسياً وتدخل في كثير من الأمور. نحن لم نذهب إلى «حزب الله» ونزعجه في مكانه.
دعني أختتم بسؤالين، أحدهما عما يقال عن أجواء التعبئة الطائفية في منطقة الخليج ككل والخوف من صدام مذهبي.
- هذا صحيح، هناك أجواء طائفية محمومة في كل مكان. وعندما أقول مسألة حفظ الأمن والنظام، تدخل فيها أيضاً مسألة الطائفية. مجتمعنا ليس مجتمع عنف. مجتمعنا مجتمع مسالم. مجتمع البحرين إن كان شيعي أو سُني مسالم. الطائفية دائماً تصعد وتنزل في تاريخنا، لكني متأكد أن اللحمة ستعود بين المواطنين. نحن لا نجد أنفسنا في الصباح نقاتل بعضنا ولا نتآمر على بعض. لكن هناك في المنطقة جو طائفي محموم، بطريقة او بأخرى، وتزكِّيه فضائيات كثيرة، وفضائيات ليست فقط المعروفة، ليست فقط فضائيات طائفية أعوذ بالله.
أتخشى المواجهة العسكرية أو المواجهة المسلحة؟
- أن تتطور الطائفية إلى مواجهة مسلحة؟ نحن في البحرين مجتمع مسالم، كما تعودنا عليه. كان خوفنا أن تتطور الأمور بهذا الاستقطاب إلى أن تبدأ مواجهات شعبية وليست رسمية، أن تبدأ مواجهات شعبية على أساس طائفي، ولا تحدث فقط في البحرين، تحدث في كل المنطقة. كانت فتنة كبرى ستأتي في المنطقة وليست فقط محدودة في البحرين. ما قمنا به هو لإطفاء فتنة كبرى تستهدف المنطقة.
أخبرونا عن هذا المخطط، تقولون إن هناك مخططاً لفتنة.
- واضحة، ألم تري الاستقطاب؟ أيُّ مشاهد يشاهد التلفزيون في البحرين أو في المنطقة يعرف أن الكلام تشوبه الفتنة، مِن الجُمَل التي يسمعها، المتابع للإعلام الاجتماعي، على الفايسبوك واليوتيوب والتويتر، يجد أن هناك فتنة تقسم المجتمع الى نصفين في البحرين وفي الكويت وفي كل مكان. ماذا نفعل؟
واجباتكم كقادةِ دولٍ طمأنةُ الناس، ماذا لديك لتطمئن أهل البحرين بالشق الشيعي كما بالشق السُّني منهم، بإصلاحات، بمشاركة سياسية بعدم التعرض لتعبئة ضدهم؟
- هذه تماماً إجاباتي وملتزمون بها كحكومة وكقيادة. الملك منذ أول حكمه تعهد بالإصلاح، وخطا خطوات إصلاحية كبيرة نتائجها واضحة، برلمان، صحافة، قوانين، إلغاء قانون أمن الدولة، أمور كثيرة. البحرين اليوم تتنفس. إننا ملتزمون بأن نأخذ أيضاً بعشرين خطوة إلى الأمام. هل هناك تجربة برلمانية لا تتطور؟ انظري إلى الدستور الأميركي، كم مرة تم تعديله؟ كم تعديل حصل في الدستور الأميركي؟ كم من القوانين سُنت لتجريم التفرقة بين المجتمع.
الوقت ليس في صالحكم. هناك أناس يتحدثون عن أن الحكم في البحرين على شفير الهاوية.
- لا، هذا كلام مضحك وكلام فاضي، ليس هناك أحد على شفير الهاوية، ولازم أن يعوا أن البحرين هي أولاً نظام ثابت ومعروف وقائم. البحرين عندما تتعامل مع شعبها بكل حضارية وتحاول حقن الدماء، ليست هي الضعيفة التي على شفير الهاوية، بل هي القوية التي تتحمل مسؤولية شعبها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.