أكد الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، وزير خارجية البحرين، أن لدى البحرين وثائق تؤكد تورط عناصر لبنانية في دعم وتدريب بعض عناصر المعارضة البحرينية، في لقاء مع برنامج "أستوديو بيروت" الذي عرضته قناة "العربية" الخميس. وأضاف آل خليفة أن خطاب حسن نصر الله، أمين عام حزب الله، والذي يؤكد فيه التزامه بدعم المعارضة البحرينية هو أكبر دليل على ذلك. وأضاف وزير خارجية البحرين أن قرار اتخاذ إجراءات أمنية خاصة ضد اللبنانيين المشتبه في تورطهم في دعم المعارضة البحرينية وإثارة الفتنة في البلاد هو قرار تم اتخاذه باتفاق وتأييد كل دول مجلس التعاون وأنه لا يخص أبداً اللبنانيين الذين يعيشون في البحرين منذ سنوات طويلة يحترمون ويدعمون أمن واستقرار البحرين. وأضاف "هناك تدريبات وهناك تنظيم وهناك احد رموز الفتنة الذين قبض عليهم في الآونة الاخيرة كان قد جاء من لندن وتوقف في لبنان يومين ونعلم جميعاً أين ذهب وأين أتى، وهناك مقطع بأن هناك التزاماً بدعم ما يجرى في البحرين من قلاقل وما يجرى في البحرين من أعمال تهدد المجتمع ووحدة المجتمع، وهناك التزام كامل بدور واضح مما يجرى في مملكة البحرين". وأوضح وزير الخارجية أن قرار اتخاذ إجراءات أمنية خاصة ضد اللبنانيين المشتبه في تورطهم بدعم المعارضة البحرينية لإثارة الفتنة في البلاد تم اتخاذه باتفاق وتأييد كل دول مجلس التعاون وأنه لا يخص ابداً اللبنانيين الذين يعيشون في مملكة البحرين منذ سنوات طويلة والذين يحترمون ويدعمون أمن البحرين واستقرارها. وقال "انا لا أتكلم عن جالية لبنانية موجودة في البحرين من زمان معانا وهذه الجالية جزء من مجتمع البحرين ولكن أتكلم عن الانتقاد وأتكلم عن من جاء في الفترة الاخيرة وذهب وهناك خلط كبير وهذه الاجراءات طبعاً ستمسهم". وقال الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة إن لبنان له في دول مجلس التعاون مصالح كبيرة ونحن طبعاً ما اتخذنا هذه الخطوة قبل ان نتشاور مع جميع اخواننا في دول مجلس التعاون، مضيفاً أن لدول مجلس التعاون مصالح كبيرة في لبنان وأن لبنان ايضاً لها مصالح ترتبط مع دول مجلس التعاون وهي من أقرب الدول الى دول مجلس التعاون، لكن الآن ان يصل هذا التهديد الى حجم ان تكون هناك مؤامرة لا تستهدف فقط البحرين بل تستهدف عدة دول في المنطقة هذا شيء واضح وستكشف الايام جميع المواضيع وهذا الشيء يجب أن نضع النقاط على الحروف. وحول الأزمة الحالية بين لبنان والبحرين، قال وزير الخارجية إن هذا الموضوع يهم شعب البحرين وقيادة البحرين جداً خصوصاً أن يأتينا تهديد من لبنان من شخص في لبنان يهدد البحرين ويدعو الى نشر العنف فيها ويدعو الى الفتنة ما بين شعبها فهي ليست عقوبة وليس شيئاً موجهاً للشعب اللبناني بقدر ما هو تحميل لبنان هذه المسؤولية الكبرى. ------------------- وفيما يلي نص الحوار التي أجرته الإعلامية جيزيل خوري في قناة «العربية» مساء أمس الخميس (24 مارس/ آذار 2011) مع وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة: معالي الوزير الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة؛ شكراً لوجودك معنا، وأنا أعرف أنك من طائرة إلى طائرة، رغم أنكم منعتم الطيران بين بيروت والمنامة، هل هذا نوع من إجراء أوليّ سوف تدفّعوا الثمن لكل اللبنانيين بالأزمة الحالية الموجودة بين البحرين ولبنان؟ - فيما يتعلق بالسؤال؛ حقيقة هذا الموضوع يهم شعب البحرين ويهم قيادة البحرين جداً خصوصاً أن يأتينا تهديد من لبنان، من شخص في لبنان، يهدد البحرين ويدعو إلى نشر العنف فيها، ويدعو إلى الفتنة ما بين شعبها. فهي ليست عقوبة أو ليس شيئاً موجها إلى الشعب اللبناني، بقدر ما هو تحميل لبنان هذه المسئولية الكبرى. نحن لبنان بلد عزيز على قلوبنا، وشعب لبنان من أقرب الشعوب العربية إلى شعب البحرين، وتربطنا به علاقة تاريخية معروفة في مختلف المجالات، لكن ما سمعناه في الآونة الأخيرة من تهديدات إرهابية حقيقة حتمت علينا أن نتخذ هذه الإجراءات وليتحمل الجميع مسئوليته. دعنا نسمع ماذا قال أمين عام حزب الله حسن نصرالله بموضوع البحرين إذا كان بعض المشاهدين لم يستطيعوا مشاهدته، ماذا قال والذي اعتبرتموه أنتم حقيقة تهديداً... معالي الوزير؛ وصّف أمين عام حزب الله الحالة في البحرين، واضح أن الأزمة بينكم وبين حزب الله، ولكن هل تعتبر أنها أزمة سياسية بين الدولتين؛ بين الحكومتين، وما الذي أزعجكم فيما قاله السيد حسن نصرالله؟ - المسألة ليست أزمة بيننا وما بين حكومة لبنان، نحن قدمنا مذكرة رسمية إلى حكومة لبنان، وبما أن الحكومة ذات سيادة على البلد فيجب أن تتحمل هذه المسئولية، وهي الجهة التي يتم التخاطب معها رسمياً في هذا الشأن. المسألة أن التهديد الذي سمعتموه والكلام المليء بالأكاذيب التي سمعتموها الآن وسمعناها قبل دقيقة، هذا وُجه لنا، وُجِّه إلى البحرين من لبنان، من أراضي لبنان، فكيف سنستمر في هذا المجال إذا لم نحمّل المسئولية لأحد؟ هذا الرجل قال وبيّن أن هناك جيوشاً دخلت لتقتل وتستبيح، بينما هناك اتفاقية ما بين ست دول، وجاءت للدفاع عن منشآت حيوية وليس لها أي دور أمني. هذا الكلام الذي سمعناه كذب، ليس لها أي دور أمني أبداً، ولم يرها أي واحد من شعب البحرين إلا حينما دخلت على جسر الملك فهد وهي متجهة إلى القاعدة. فالكلام الذي سمعناه هذا من أين جاء به لا نعلم، ما أنزل الله به من سلطان. وأن يتهمنا بالظلم ونحن دولة تهتم بشعبنا، وموقعها عالمياً من أكثر الدول تطوراً من ناحية التنمية البشرية، هذا أيضاً فيه ظلم وفيه تجنٍّ على مملكة وقيادة وشعب البحرين. لا نقبل منه هذا الكلام. ولذلك أعود؛ ليس هو خلاف مع حكومة لبنان، الله يوفق لبنان، نحن كنا من أول المساندين للوصول إلى حلّ لحكومة لبنان، إن كان في سنة 75، حيث كانت بعثة الجامعة العربية برئاسة مملكة البحرين (الشيخ محمد بن مبارك)، وإن كان في البعثة الأخيرة التي وصلت إلى اتفاق الدوحة أنا كنت حاضراً فيها. نحن قلوبنا مع لبنان، لكن حين يأتينا الشرّ من لبنان فيجب أن نحمّل صاحب السيادة المسئولية في هذا الشأن. معالي الوزير؛ قلتم إنكم بعثتم طلبات للحكومة اللبنانية، هل بإمكاننا أن نعرف نقاط طلباتكم من الحكومة اللبنانية، وكيف هو السبيل لحل هذه الأزمة بين البلدين؟ أنتم منعتم الطيران أن يأتي من بيروت وأن يذهب من المنامة نحو بيروت، وأنتم قطعتم الخطوط الهاتفية بين البحرين ولبنان، فما هو المطلوب لحلّ هذه الأزمة؟ وعندما تقولون إن مصالح لبنان هي ليست بهذا الموقف، السؤال الأساسي؛ هل سوف تحمّلون المسئولية للبنانيين الموجودين بالبحرين؟ - اللبنانيون الموجودون في البحرين هم إخواننا، والموجودون لدينا منذ فترة طويلة هم أهل البحرين، لا نفرّق بينهم وأعز الناس عندنا حقيقة، لكن هناك مجاميع تدخل علينا وتذهب وتأتي من لبنان هي مصدر قلق ومصدر خطر إرهابي على مملكة البحرين. هناك من يتجه من البحرين إلى لبنان لتلقي التدريب، وهذا شيء معروف وتعرفه جميع دول المنطقة، هناك اتصالات هاتفية محمومة... هل لديكم وثائق أو شيء ملموس بأن هناك لبنانيين يتدربون أو ينقلون لبعض – كما ذكرت – إرهاب أو مقاومة، ماذا مسكتم على هؤلاء اللبنانيين تماماً، هل توجد وثائق أو شيء ملموس يظهر بأن اللبنانيين تعدوا على أمن البحرين؟ - هذا العمل لم يبدأ أمس أو اليوم، ومسألة أننا قلنا إن هناك دوراً إرهابياً من تنظيم إرهابي لم نأتِ به في يوم وليلة، هذا عمل طويل ومراقبة طويلة، هناك اتصالات مباشرة محمومة حتى خلال هذه الأيام، وهذا الشيء نعرفه ويعرفه المقصود بالكلام، وهناك تدريبات، وهناك تنظيم، وهناك أحد رموز الفتنة الذين قبض عليهم في الآونة الأخيرة جاء من لندن وتوقف في لبنان يومين ونعلم جميعاً أين ذهب وأين أتى. فهذه المسألة طويلة، نريد الآن أن نبيّن لإخواننا في لبنان أن ما يأتينا من لبنان هو شرّ مستطير، يجب أن ينتبهوا لهذا الشيء لأنه لا نستطيع أن نتحمل أكثر، إخواننا اللبنانيون هنا من عاشوا معنا واقتسموا لقمتهم وصاروا جزءاً من تماسك هذا الوطن، فهم سيظلون في قلوبنا، أما من نعلم أو نشك أن لديه شيئاً من الشر فسنتعامل معه على هذا الأساس. إذاً، ما هو المطلوب من الحكومة اللبنانية، والتي هي حكومة تصريف أعمال تحديداً، ما المطلوب منها؟ - لا يحتاج، إن كانت حكومة تصريف أعمال فالبلد فيها قيادة واضحة، نريد أن نتكلم مع لبنان كدولة، لا نريد أن نتكلم مع لبنان كطائفة أو كمجموعة أو كتنظيم، نريد أن نتكلم مع لبنان كدولة على أراضي هذه الدولة اللبنانية، العضو في الأممالمتحدة، العضو في الجامعة العربية، هذا ما يأتينا منه. إذا لم نخاطب الحكومة اللبنانية فمن نخاطب؟ نخاطب من في هذا الشأن ونحن يأتينا هذا التهديد الإرهابي علينا وعلى مواطنينا، وإن قطعنا الرحلات. حقيقة لبنان، اسأليني عن لبنان، لبنان بلد عزيز علينا جميعاً، ولبنان هو وجهنا الحضاري، هناك وجه قبيح عن العرب ترينا إياه هوليوود، وهناك وجه لبنان، هناك وجه الثقافة، وجه الحضارة. لبنان من أعز البلدان إلى قلوبنا، لكن ما يأتينا اليوم منه هو صراحة شر يجب التعامل معه، فلذلك ليس لدينا أحد نخاطبه في هذا الموضوع إلا الحكومة اللبنانية، الحكومة الرسمية. ولكن معالي الوزير ماذا تقدر تعمل الحكومة اللبنانية، ماذا تطلبون منها، هل مثلاً تراقب على الحدود من يذهب إلى البحرين ومن يأتي من البحرين، هل هناك بعض رموز المعارضة البحرينية موجودون في لبنان أنتم تطلبون أن يسلموهم لكم، أو تطلبون من لبنان يطردهم، ماذا تطلبون تحديداً؟ - حقيقة، مسألة كيف تتحمل الحكومة اللبنانية مسئوليتها، هذا لا يخصنا. نحن دولة خاطبت دولة رسمياً بمذكرة رسمية وتكلمنا مع سعادة السفير هنا في مملكة البحرين، يجب أن نقوم بهذه الخطوة، إن لم يستطع لبنان أن يتعامل مع هذا الشأن فنحن نتفهم الوضع في لبنان ونعرف الوضع بكل دقته في لبنان، وكان الله في عون حكومة لبنان على ما يجري في بلدهم، لكن هذه كخطوة يجب أن تتخذ قبل أن تتخذ خطوات أخرى. حقيقة لا نستطيع أن نقوم بغير هذه الخطوة في البداية. ماذا يعني خطوات أخرى؟ -ممكن أن نرفع الموضوع إلى جهات دولية، إذا استمر هذا الشرّ وهذا الإرهاب يأتينا من لبنان لا نستطيع الاستمرار، ولكل حادث حديث في أوانه. معالي الوزير؛ أريد أن أشدد وأرجع وبعتذر ولكن هو همّ لبناني، نحن نعرف أنتم مجلس تعاون خليجي، هناك اتفاقات موجودة بينكم، اللبنانيون الموجودون في الخليج، لاسيما في البحرين، متخوفون من أن تكون هناك إجراءات تجاههم، وسبق أن حصلت إجراءات ضد عدد من اللبنانيين في دولة خليجية، السؤال الأساسي والهمّ اللبناني، قلت إن الناس الموجودين في البحرين هم مثل أهل البحرين، ولكن قلت ربما تتخذوا خطوات متقدمة، مثل أن تشتكوا لدى جهات دولية، هل ممكن – وأكرر السؤال – أن تتخذوا، أنتم ودول الخليج، إجراءات عقوبات تجاه اللبنانيين الموجودين في هذه المنطقة؟ يعني هل هناك استهداف، إذا ليس لكل اللبنانيين، لفئة من اللبنانيين؟ - أرجو ألا ينظر لمسألة حينما تكلمت عن اللبنانيين، أنا أتكلم عن جالية لبنانية موجودة في البحرين منذ زمن معنا، وهذه الجالية جزء – كما بينت لكِ – من المجتمع البحريني، لكن أتكلم عن الانتقال وأتكلم عمن جاء في الفترة الأخيرة أو ذهب، هناك خلط كبير، هذه الإجراءات طبعاً ستمسهم. لبنان لدول التعاون مصالح كبيرة فيه، ونحن طبعاً لم نتخذ هذه الخطوة طبعاً إلا بعد أن تشاورنا مع جميع إخواننا في مجلس التعاون. لدول التعاون مصالح كبيرة في لبنان، وللبنان أيضاً مصالح ترتبط مع مجلس التعاون، من أقرب الدول إلى مجلس التعاون هي لبنان، لكن الآن أن يصل هذا التهديد إلى حجم أن تكون هناك مؤامرة، لا تستهدف فقط البحرين، تستهدف كذا دولة في المنطقة، هذا شيء واضح وستكشف الأيام جميع المواضيع، هذا الشيء خطر، يجب أن نضع النقاط على الحروف، لبنان بلد عزيز علينا، لكن لبنان يمر الآن بضياع للسلطة لا يتمكن أن يتحكم في تجمع إرهابي أن يهدد دولاً شقيقة له منضمة معه في معاهدات ومنضمة في جامعة الدول العربية ومن ضمن الأممالمتحدة. هذا الشيء خطير ولا يمكن أن نعيش معه، وكان الله في عونكم إن شاء الله. معالي الوزير؛ دائماً ما تقولون لاحقاً سنريكم وثائق، والأيام سوف تكشف، متى سوف تكشفون إذا حقيقة هناك شيء ما يهدد دول الخليج والبحرين من قبل بعض اللبنانيين، متى؟ - ارجعي إلى جزء من الخطبة التي أسمعتينا منها مقطعاً، هناك مقطع آخر في الخطبة قد يكون الناس رأوه أو لم يروه، هناك مقطع بأنه هناك التزام بدعم ما يجري في البحرين من قلاقل، وما يجري في البحرين من أعمال تهدد المجتمع ووحدة المجتمع. هناك التزام كامل، فقرة كاملة يلتزم بها بما يجري في مملكة البحرين. هل تريدون إثباتاً أكثر من هذا الشيء، هذا ليس له علاقة بما لدينا من وثائق وكل شيء، وهذا الشيء لا يُكشف على الإعلام بل يُكشف للسلطات في الشقيقة لبنان، لكن المسألة وما فيها مكشوفة للجميع، وجميع الأشقاء يعلمون في منطقتنا ومن خلال مجلس التعاون. لكن ليعلم الناس جميعاً أن الخطاب الذي ردينا عليه، وليعودوا إلى ما قيل فيه، وما به من تعهد والتزام بالقيام بعمل ودور بإثارة هذه الفتنة في مملكة البحرين. معالي الوزير؛ سوف نسمع مقطعاً صغيراً من هذا الخطاب، والذي حقيقة يتكلم عن الموضوع المذهبي في المنطقة... طبعاً يقول إن غالبية المعارضة الموجودة في البحرين هي من الطائفة الشيعية، ولكن أيضاً أخذتم إجراءً آخر ليس فقط ضد لبنان، ولكن أيضاً أخذتم إجراء ضد العراق وضد إيران، هل نستطيع القول إنه دخلت البحرين اليوم بالموضوع الحرب بين إيران والدول العربية، هل دخلت الحرب أيضاً بين المذهب الشيعي والمذهب السني، ماذا يحصل؟ تقولون أمور خارجية، ويقول حسن نصرالله أمين عام حزب الله إن غالبية المعارضة هي من مذهب ما؟ - أرجو ألا يعلّمنا أحد ما هي المعارضة، وما هو العمل السياسي الشعبي والتنظيمي في مملكة البحرين. مملكة البحرين دولة عريقة في الوعي الشعبي وفي الشدّ والجذب ما بين السلطة وبين فئات المجتمع المدني وهذه لدينا قديماً من زمان. لكن هذا ليس الذي أتكلم عنه، ما جرى في الآونة الأخيرة في مملكة البحرين، الذي كان التحرك بحسب مخطط وأخذ وجهاً ولوناً طائفياً واضحاً. ووُجه أيضاً بردٍّ قائم على أساس الطائفة، فأصبح لدينا الاستقطاب. فليست عندنا المسألة أن كلمة معارضة لا تنتمي وحتى المطالب التي إن كانت طُرحت أو استخدمت، نعم هناك مطالب حقيقية يعني قد تكون دائماً سمعناها من قبل وتم التعامل معها بميثاق العمل الوطني، بالحياة البرلمانية وبالدستور، ومن ثم بتعديل الدستور، نحن متعودون على هذا الشيء، ولذلك دعونا إلى حوار. لكن مسألة المماطلة والتسويف، ومن ثم يتضح لنا أنه لم تكن هناك رغبة للحوار، هذا الشيء لم نستطع الاستمرار معه. فأنا لا أرى أن هذه مطالب معارضة بل أرى أنه من الواضح أن هناك تحركاً استخدم طائفة رئيسية من مكونات مجتمع البحرين، جزء كبير من مجتمع البحرين لا نستغني عنه، نحن جميعاً أخوة، لكن تم توجيه الموضوع بهذا الشكل. ولكن معالي الوزير أيضاً اتخذتم إجراءات ضد الطيران المدني الآتي من العراق، وأخذتم إجراءات سحب دبلوماسييكم من إيران، وتقولون إن هناك أصابع خارجية، كيف تفسر هذه الإجراءات غير تفسير قتال طائفي أو مذهبي؟ -لا يحتاج أن أفسرها أكثر للمتابعين للأخبار، قد أبيّنها لمن لم يتابع التطورات في الفترة الأخيرة، في العراق سمعنا من الحكومة العراقية إدانة لمملكة البحرين بأنها تضطهد وتقتل وتقمع الشيعة، وهذا شيء لا نقبله على أنفسنا، ولا نقبله أن يأتينا من العراق هذا البلد الشقيق العريق الذي تربطنا به علاقات تاريخية. كبيرة كانت علينا تأتينا منهم هذه الكلمة، ثم ما من شك أنا نعرف التحركات ونعرف الاتصالات ونعرف التنظيمات ونعرف جميع ما يجري، أن يأخذ البرلمان العراقي عطلة 10 أيام بسبب ما يجري في مملكة البحرين، ما هذا الكلام؟ فيما يتعلق باستدعاء سفيرنا للتشاور، هل أنتم تنظرون إلى محطات التلفزيون كيف استهدفت مملكة البحرين بهذا الهجوم المحموم الذي صوّر البلد وكأنها تمر في انهيار أو تمر بوضع مذبحة أو شيء، هذه كانت من ضمن الأسباب، محطات تلفزيونية تبث من إيران، لما صارت ثورة في إيران قبل سنتين وقتل الناس في الشوارع وقمعوا بأشد الأسلحة لم نتكلم لأننا نعرف نحن ما هي الأمور السياسية وكيف تكون الجيرة واحترمنا الجيران في إيران، لكن حينما حدثت عندنا هذه المؤامرة اتضح أن كل شيء كان منسقاً، إضافة إلى القناة الموجودة لديكم في لبنان كانت جزءاً من هذه الجوقة التي استهدفت مملكة البحرين. هل لما اتخذنا خطوات دبلوماسية، وهي من أقل الخطوات، هل هذا بكثير على ما جاءنا من هذه الدول؟ أبداً، مسألة أمن واستقرار بلدنا لا نأخذ فيها حقاً وباطلاً، وأية خطوة متطلبة في أي وقت سنقوم بها. معالي الوزير؛ قمت بالأمس بجولة للقاهرة التقيت بأمين عام الجامعة العربية عمرو موسى، وذهبت إلى أنقرة والتقيت بالمسئولين الأتراك، هل هناك شيء محدد أبلغتهم إياه، هل تشرح لهم ما جرى أم تطلب منهم شيئاً؟ - أبداً، نحن طبعاً عليّ واجب كدبلوماسي في بلدي أن أزور الدول العربية الشقيقة، نحن في دول مجلس التعاون ننسق ليل نهار، لكن طبعاً زرنا الشقيقة مصر لتبيان ما جرى من وضع في البحرين وإعطائهم الصورة الحقيقية وليس الاعتماد على الإعلام أو على المراسلات الدبلوماسية، وتقريباً جئنا لنشرح لهم وجهاً لوجه ووجدنا كل التفاهم. وأيضاً طبعاً الأمين العام عمرو موسى عقدت اجتماعاً معه وعقد اجتماع الجامعة العربية على مستوى المندوبين، كان عاقد اجتماعاً لموضوع ليبيا، أيضاً أصدر بياناً يتعلق بمملكة البحرين، ومن ثم توجهت إلى تركيا، تركيا هي الآن الدولة الرئيسية إضافة إلى دول مجلس التعاون في المنطقة، وبيننا وبينها حوار استراتيجي وبيننا علاقة عميقة وتنسيق مستمر، فذهبت بأمر جلالة الملك إلى القيادة التركية وبيّنت لهم مجمل الأوضاع، والحقيقة سررنا وسعدنا بموقفهم من هذا الشأن. معالي الوزير؛ الاتحاد الأوروبي عرض أن يلعب دور الوسيط إذا وافقت المنامة، وسيط بين مَن ومَن؟ أنا لم أفهم تماماً هذا الخبر... - ليس عرضاً رسمياً بالوساطة، البحرين لها أصدقاء كثيرون في العالم، إن كان في الوطن العربي، إن كان في الاتحاد الأوروبي، إن كان في الولاياتالمتحدة، إن كان في الأممالمتحدة، نتيجة اهتمامهم بالبحرين ونتيجة أهمية الموضوع الذي ليس فقط يؤثر على البحرين بل يؤثر على المنطقة كلها، كثير عرضوا علينا إذا كان ممكناً أن يقوموا بأي دور، ونحن شاكرون لهم على ذلك حقيقة، لكن اليوم نحن في مسألة لا نحتاج إلى وساطة بين الحكم والشعب في البحرين، ليس هناك خلاف ما بين الحكم والشعب في البحرين، هناك فرض للاستقرار وللأمن في البلاد، لكي تعود البحرين كما هي حية سياسياً واقتصادياً، وفي كل المجالات واجتماعياً. هذا هو الذي يجري في البحرين، وليس هناك حاجة لأية وساطة، ونحن نقدر ونشكر ونثمن جميع من حاول أن يبذل جهداً لصالح مملكة البحرين. هل سيعود الحوار، وأنا لا أريد أن أدخل في الأمور الداخلية لمملكة البحرين، ولكن هل سيعود الحوار مع المعارضة، هل تعتقد أن البحرين تجاوزت الأزمة بعدما قلت إن الوضع خطير جداً؟ - لما قلت بحسب ما أوردت وكالة الأنباء إن الوضع خطير جداً، المقصود واضح، أن وصل الأمر إلى درجة خطيرة التي تطلبت أن يتم فرض قانون السلامة الوطنية، وأن يتم فرض النظام والأمن في مملكة البحرين، هذا كان شيئاً مطلوباً من جميع شعب البحرين، الجميع كان مطلوباً منهم أن يفرض النظام لإعادة الاستقرار. لكن فيما يتعلق بالحوار تم انتظارنا وكم كانت دعوة صادقة من سمو ولي العهد لهذا الحوار، الآن هناك قانون السلامة الوطنية لنعيد الهدوء، لنعيد الاستقرار، لنعيد الأمن إلى كل ربوع البلاد، ولنوقف كل من يستهدف أن ينال من أمن هذه البلاد، وبعد أن نصل إلى هذه الدرجة وتصبح بلدنا في أمان كامل بإذن الله ونحن متفائلون جداً، فكل شيء مفتوح للكلام وللتطوير السياسي في مملكة البحرين