نفذت موسكو مناورات عسكرية واسعة شملت القوات النووية الاستراتيجية وإطلاق صواريخ، تحت إشراف مباشر من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بصفته القائد الأعلى للجيش. واعتُبر ذلك رسالة قوية إلى الحلف الأطلسي، بعد فشل اجتماع لمجلس «روسيا– الأطلسي». وفي خطوة تُعتبر سابقة، كبس بوتين أزرار الإطلاق لأربعة صواريخ باليستية عابرة للقارات قادرة على حمل رؤوس نووية، انطلقت ثلاثة منها من غواصات ذرية، والرابع من قاعدة «بليسيستك» العسكرية الجوية التي تقع أقصى شمال غربي روسيا، على بعد مئات الكيلومترات من الحدود مع فنلندا. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها «نفذت تمريناً لإدارة قوتها النووية الاستراتيجية»، بمشاركة «العناصر النووية الثلاثة، البرية والبحرية والجوية». وأكدت أن الصواريخ «أصابت أهدافها بدقة في حقول تدريب تقع على بعد آلاف الكيلومترات». وأضافت أن قاذفات استراتيجية من طرز مختلفة شاركت في المناورات، وتدرّبت طواقمها على إطلاق صواريخ مجنّحة نحو أهداف في أقصى شرق روسيا وشمالها، وفي حقل «تيريكتا» في كازاخستان. وأتت التدريبات التي لم تُعلن عنها موسكو في وقت مسبق، والتركيز على إشراف بوتين ومشاركته في تنفيذها في شكل مباشر، لتوجيه رسائل روسية إلى «الأطلسي»، على خلفية تصاعد السجالات والتحركات العسكرية التي ينفذها الطرفان في مناطق حدودية. لا سيّما أنها تزامنت مع فشل اجتماع لمجلس «روسيا- الأطلسي» في بروكسيل على مستوى السفراء، اعتبر نواب روس أنه أظهر أن «العلاقات بين موسكو والحلف تراجعت إلى أدنى مستوياتها منذ الحرب الباردة». وأوردت صحيفة «كوميرسانت» الروسية الرصينة، تفاصيل عن السجالات التي دارت خلال الاجتماع، وتحدثت عن «اتهامات متبادلة»، مشيرة إلى أن موسكو تتجه إلى «عدم تعيين مندوب دائم لها لدى الحلف، بعد انتهاء ولاية المندوب الروسي الحالي ألكسندر غروشكو في نهاية العام، وخفض مستوى تمثيل روسيا إلى قائم بالأعمال، بسبب تفاقم العلاقات بين الطرفين». وكان الأمين العام ل «الأطلسي» ينس ستولتنبرغ أشار إلى خلاف في وجهات النظر بين أعضاء الحلف وروسيا في شأن الملف الأوكراني، ما «أثر عميقاً في أمن منطقة شمال الأطلسي»، ومعتبراً الوضع في أوكرانيا «السبب الرئيس للأزمة» بين الجانبين. أما غروشكو فنبّه إلى أن «خطوات الحلف في أوروبا الشرقية تزعزع أمن أوروبا في شكل خطر وتساهم في إيجاد خطوط تقسيم جديدة بين الدول». كما اتهم «الأطلسي» روسيا بتضليله في شأن نطاق مناورات «زاباد» التي نفذتها الشهر الماضي، منتهكة معاهدة تعود إلى حقبة الحرب الباردة وتستهدف خفض التوتر بين الشرق والغرب. وقال ستولتنبرغ: «عدد القوات المشاركة في المناورات تجاوز في شكل كبير العدد المعلن، والسيناريو كان مختلفاً والنطاق الجغرافي أكبر ممّا أُعلِن عنه». ويعتبر الحلف أن موسكو حشدت في المناورات حوالى 100 ألف جندي، من القطب الشمالي حتى شرق أوكرانيا، وأنها استخدمت صواريخ باليستية ووسائل حرب إلكترونية، لاختبار قدرتها القتالية في أوروبا. لكن موسكو تؤكد مشاركة حوالى 12700 جندي في المناورات، واعتبر غروشكو أن تقويم «الأطلسي» خاطئ. وشكّل الوضع في أفغانستان مادة أخرى لسجال حام، خصوصاً على خلفية تجديد الحلف اتهامه موسكو بدعم حركة «طالبان»، لوجستياً وعسكرياً. ونفت روسيا الأمر، معتبرة أنه «لا يستند إلى دليل». إلى ذلك، أعرب الكرملين عن قلق من احتمال تشديد واشنطن عقوبات على موسكو، معتبراً أن ذلك يعكس موقفاً غير ودي، إن لم يكن عدائياً للولايات المتحدة إزاء روسيا. الكرملين ينتقد حظر «تويتر» نشر إعلانات روسية مدفوعة أسِف الكرملين لوقوع موقع «تويتر» الأميركي «ضحية أحكام مسبقة» على وسائل الإعلام الروسية، بعدما حظّر على حسابات قناة «روسيا اليوم» ووكالة «سبوتنيك» نشر مواد إعلانية مدفوعة، في ضوء اتهامها بالتدخل في انتخابات الرئاسة الأميركية عام 2016. وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف: «نأسف لوقوع هذه الشركة ضحية أحكام مسبقة عميقة على وسائل الإعلام الروسية». واعتبر أن «تويتر يوجِد عملياً سابقة في التعامل غير العادل بين زبائنه، ما سيقلق المستخدمين الآخرين للموقع»، مشيراً إلى أن موسكو تأمل في أن يعتبر «تويتر ضرورياً إجراء تحليل أكثر تفصيلاً للوضع، وأن يفهم أن عمل وسائل الإعلام الحرة، مثل روسيا اليوم وسبوتنيك، لا يمكن وصفه بالتدخل في العملية الانتخابية في الولاياتالمتحدة، أو في أي دولة أُخرى». وكان «تويتر» حظّر على حسابات «روسيا اليوم» و «سبوتنيك» نشر أي مادة إعلانية مدفوعة، مستدركاً أن الوسيلتين الإعلاميتين لا تزالان قادرتين على استخدام الموقع عبر تغريدات تقليدية. وأشار «تويتر» إلى أن قراره «يرتكز على تقويم أجريناه في شأن الانتخابات الأميركية عام 2016، والنتيجة التي توصل إليها جهاز الاستخبارات الأميركي الذي أكد أن روسيا اليوم وسبوتنيك حاولتا التدخل في الانتخابات، لمصلحة الحكومة الروسية». وعلّقت رئيسة تحرير «روسيا اليوم» مارغاريتا سيمونيان على القرار قائلة: «يجب أن أعترف بأنني لم أكن أفكر في أن الاستخبارات الأميركية تدير تويتر». وأكدت «سبوتنيك» أنها «لم تستخدم الوسائل الدعائية لتويتر أبداً».