اعتبر الأمين العام ل "حلف شمال الأطلسي" (ناتو) ينس ستولتنبرغ، أمس (الأربعاء) أن خطاب روسيا النووي وتمارينها العسكرية على نطاق واسع مصدر "قلق عميق". وقال ستولتنبرغ في كلمة خلال زيارة إلى واشنطن، إن مشروع موسكو لنشر صواريخ يمكن تزويدها برؤوس نووية في كاليننغراد قرب حدود بولندا وتهديدها بنشر مقاتلات نووية في القرم "سيحدث تغيراً عميقاً في التوازن الأمني في أوروبا". ووجه ستولتنبرغ انتقاداً شديداً لسلوك روسيا خلال العام الماضي بما في ذلك تدخلها العسكري في أوكرانيا وتعهد بأن يضاعف "الحلف الأطلسي" التزامه من أجل "الدفاع المشترك". واعتبر أمام "مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية" أن "الخطاب النووي الروسي والتمارين والعمليات العسكرية التي أطلقتها موسكو مصدر قلق عميق". وقال إن إقرار "الرئيس الروسي فلاديمر بوتين بأنه كان ينوي وضع القوات النووية الروسية في حال تأهب عندما قام بضم القرم العام الماضي هو أحد الأمثلة على ذلك". وأضاف ستولتنبرغ أن "روسيا زادت في شكل كبير عدد طلعات الطائرات النووية ومدتها فوق أغلب مناطق العالم، من اليابان إلى جبل طارق ومن كريت إلى كاليفورنيا، ومن البلطيق إلى البحر الأسود". وتابع أن روسيا نسيت العبر التي تعلمتها من الحرب الباردة ولا سيما أنه عندما يتعلق الأمر بالأسلحة النووية فإن "الحذر والقدرة على التوقع والشفافية أمور حيوية". وقال إن "التلويح بالحرب النووية بهذا الشكل من قبل روسيا لا مبرر له وهو خطير ويزعزع الاستقرار". وانتقد ستولتنبرغ المناورات العسكرية الروسية المفاجئة واعتبرها انتهاكاً للاتفاقات الدولية التي تتطلب إعلاناً مسبقاً ودعوة مراقبين. وقال إن روسيا لجأت إلى هذه الطريقة لنقل الجنود خلال ضم القرم في شباط (فبراير) 2014 ودعم الانفصاليين الأوكرانيين. وتقوم روسيا بمناورات مفاجئة أخرى بالقرب من أوكرانيا هذا الأسبوع تشارك فيها 250 طائرة و700 قطعة من العتاد الثقيل، وفق ستولتنبرغ. وتابع أن روسيا ومنذ تدخلها في جورجيا في العام 2008، سعت إلى حل النزاعات بالقوة العسكرية أو التهديد بها. وقال إن روسيا بدأت بنشر أحدث أنظمة الأسلحة لديها بالقرب من حدودها مع الدول الأعضاء في "الحلف الأطلسي" في أوروبا الشرقية. ومضى ستولتنبرغ يقول إن موسكو من خلال سلوكها في أوكرانيا وغيرها "تبرز قوتها العسكرية وتثير المشاعر القومية وتطالب بالحق في فرض إرادتها على جيرانها والاستيلاء على الأراضي". وذكر بأن علاقات "الحلف الأطلسي" مع روسيا في أدنى مستوى لها منذ عقود. وقال: "لم نعد بعد إلى الحرب الباردة لكننا أصبحنا بعيدين عن علاقة شراكة استراتيجية". وشدد ستولتنبرغ على ضرورة أن يواجه الحلف التحديات "التي يمكن أن تستمر لفترة طويلة". وشدد على أن الحلف سيلتزم بمبادئه بما فيها احترام سيادة الدول والشفافية في النشاطات العسكرية مع تجديد التزامه بالدفاع "المشترك" والردع. وتعتزم ليتوانيا ولاتفيا واستونيا التقدم بطلب رسمي من "الحلف الأطلسي" لنشر عدة آلاف من عناصره على أراضيها للتوازن إزاء روسيا. لكنه لم يزل من غير الواضح ما إذا كان الحلف سيوافق على الطلب. وتأتي تصريحات ستولتنبرغ غداة لقائه مع الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي اتهم روسيا باعتماد "موقف يزداد عدائية". وحضّ كل من أوباما وستولتنبرغ السلطات في أوكرانيا والمتمردين الموالين للكرملين في شرق البلاد على احترام وقف إطلاق النار.