اتهم «حلف شمال الأطلسي» أمس (الخميس) روسيا بانتهاك قواعد تستهدف خفض التوتر بين الشرق والغرب لأنها ضللت التحالف في شأن نطاق مناوراتها الحربية الشهر الماضي، وذلك تزامناً مع إعلان موسكو القيام بتدريبات عسكرية بمشاركة إدارة القوة النووية الاستراتيجية التابعة له «بمكوناتها الثلاثة» البرية والبحرية والجوية. وأطلقت روسيا أمس، وفق ما ذكرت وزارة الدفاع الروسية في بيان، الصاروخ العابر للقارات «توبول» من قاعدة بليستسك (شمال)، إضافة إلى ثلاثة صوريخ أخرى من اثنتين من الغواصات النووية. وأطلق صاروخان من بحر أوخوتسك شمال اليابان، وواحد من بحر بارنتس في المحيط المتجمد الشمالي. وفي الوقت نفسه، أقلعت قاذفات استراتيجية من طراز «تو - 160» و «تو - 95 إم سي» و «تو - 22 إم 3» من قواعد جوية روسية عدة وأطلقت صواريخ «كروز» على «أهداف أرضية» في كامتشاتكا (أقصى الشرق)، بجمهورية كوميس (شمال) وعلى منطقة عسكرية روسية في كازاخستان. وأوضح البيان أن «أهداف التدريب تحققت بنجاح». وقال ديبلوماسيون أن مبعوثي التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة، قالوا خلال اجتماع مع السفير الروسي لدى «حلف شمال الأطلسي» ألكسندر جروشكو أن موسكو قدمت روايات متضاربة عن المناورات المعروفة باسم «زاباد» أو (الغرب) التي تجريها في روسيا البيضاء وبحر البلطيق وغرب روسيا وموقعها في كاليننغراد. وأفاد الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ للصحافيين عقب الاجتماع، بأن «عدد القوات المشاركة في المناورات تجاوز بصورة كبيرة العدد المعلن قبلها والسيناريو كان مختلفاً والنطاق الجغرافي أكبر مما سبق الإعلان عنه». وشدّد سفراء الحلف على رسالتهم في اجتماع مع جروشكو في مجلس «حلف الأطلسي وروسيا» وهو منتدى علقت أعماله فعلياً بعد أشهر من ضم موسكو شبهَ جزيرة القرم في آذار (مارس) 2014، لكنه عاد حالياً إلى عقد لقاءات دورية. وقالت وزارة الدفاع الروسية أن المناورات الحربية ضمت حوالى 12700 جندي ودارت من 14 أيلول (سبتمبر) حتى 20 من الشهر ذاته مع سيناريو تخيلي يركز على هجمات يشنها متشددون، فيما يقول «حلف الأطلسي» عدد القوات المشاركة في التدريب، كان أكبر بكثير من ذلك، وأن التدريبات حاكت هجوماً على الغرب خلال آب (أغسطس) وأيلول (سبتمبر). ويضغط الحلفاء الغربيون على موسكو لالتزام الوضوح في شأن مناوراتها العسكرية ولدعوة مزيد من المراقبين، قائلين أنهم قلقون من أن المناورات الواسعة النطاق التي لا يعلن عنها قد تتسبب عرضاً في صراع في شرق أوروبا بين الحلف وروسيا. وتنص معاهدة تعود إلى حقبة الحرب الباردة تعرف باسم وثيقة جنيف وتحدد قواعد التدريبات العسكرية، على أن المناورات الحربية التي يزيد عدد المشاركين فيها عن 13 ألف جندي يجب أن تكون مفتوحة أمام المراقبين الذين يمكنهم التحليق فوق المناورات والسماح لهم بالتحدث مع الجنود. وأرسل «حلف الأطلسي» بالفعل خبيراً في يوم للزوار في روسيا وخبيرين في يوم للزوار في روسيا البيضاء. ويقول ديبلوماسيو «الحلف» أن موسكو حشدت حوالى 100 ألف جندي من القطب الشمالي حتى شرق أوكرانيا، حيث تساند روسيا انفصاليين وأنها استخدمت صواريخ باليستية ووسائل الحرب الإلكترونية لاختبار قدرتها القتالية في أوروبا. وقال جروشكو أن تقييم الحلف خاطئ وأنه جانبه الصواب في جمع كل المناورات التي أجريت في روسيا الشهر الماضي تحت اسم «زاباد».