تبدأ روسيا اليوم (الخميس) مناورات عسكرية واسعة مشتركة مع بيلاروس تصر على انها دفاعية، في وقت بدأت فيه السويد امس أكبر مناوراتها الحربية منذ 20 عاماً بدعم من دول «حلف شمال الأطلسي» (ناتو) بمشاركة 19 ألف جندي، بعد سنوات من تخفيض الإنفاق الذي ترك البلاد تشعر بقلق من القوة العسكرية الروسية المتزايدة. وتعتبر بعض الدول الاعضاء في «حلف شمال الاطلسي» (ناتو) المناورات الروسية «عرضاً للقوة»، إذ تحرص موسكو على طمأنة الدول القلقة في شأن هذه التدريبات التي يطلق عليها اسم «غرب 2017» (زاباد 2017). وسيشارك في المناورات الروسية 12 الفاً و700 جندي طوال اسبوع على طول الحدود مع ليتوانيا وبولندا. وأكد رئيس الاركان الروسي فاليري غيراسيموف مطلع الشهر الجاري خلال لقاء نادر مع رئيس اللجنة العسكرية في الحلف التشيخي بيتر بافل، ان هذه المناورات «خطط لها منذ فترة طويلة وليست موجهة ضد اي بلد محدد». وينظم الجيش الروسي في هذه الفترة سنوياً مناورات واسعة في منطقة ما في روسيا. وهذه السنة ستجرى في بيلاروس وفي جيب كالينينغراد ومناطق عديدة اخرى في شمال غربي روسيا. وهذا يعني انها ستجرى بالقرب من بولندا ودول البلطيق الني ترى في روسيا منذ ضمها شبه جزيرة القرم واندلاع النزاع في شرق اوكرانيا في 2014، «تهديداً محتملاً لسيادتها». وقال وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون الاحد الماضي ان هذه التدريبات «اعدت لاستفزازنا واختبار قدراتنا الدفاعية، لذلك يجب ان نكون اقوياء»، معبراً عن قلقه من روسيا. وأكد الامين العام لحلف «الناتو» ينس ستولتنبرغ، انه «لا يرى في المناورات تهديداً وشيكاً لاي حليف». وتؤكد روسيا حقها في اجراء تدريبات عسكرية على اراضيها وتدين توسع الحلف باتجاه حدودها. وأوضح قائد القوات المسلحة السويدية مايكل بايدن خلال تقديم المناورات التي تستمر ثلاثة أسابيع إن «الوضع الأمني أخذ منعطفاً نحو الأسوأ». وأضاف بايدن إن «روسيا هي الدولة التي تؤثر على الأمن في أوروبا الآن بسبب تصرفاتها من ضم القرم والمعارك المستمرة في شرق أوكرانيا، لذلك فمن الواضح أننا نراقب عن كثب ما تفعله روسيا». وشعرت السويد مثل دول البلطيق وبولندا وكثير من دول الغرب بقلق عميق من ضم روسيا لشبه جزيرة القرم الأوكرانية في البحر الأسود عام 2014 ودعمها للانفصاليين في شرق أوكرانيا. وعشية أكبر مناورات روسية منذ 2013، والتي يقول حلف «الناتو» إنها ستضم عدداً من الجنود أكبر مما أعلنته موسكو وهو 13 ألف جندي، تجري السويد مناورات تحاكي فيها هجوما من الشرق على جزيرة غوتلاند في البلطيق قرب البر السويدي الرئيس. ويشارك حوالى 1500 جندي من الولاياتالمتحدة وفرنسا والنروج ودول أخرى في حلف «الناتو» في المناورات التي يطلق عليها اسم «الشفق». وكانت السويد غير العضو في حلف «الناتو» قد قررت تعزيز قواتها المسلحة بعد أن جعلت الإنفاق يتراجع إلى نحو واحد في المئة بعد أن كان أكثر من اثنين في المئة من الإنتاج الاقتصادي في أوائل التسعينات، وبدأت في إعادة تطبيق نظام التجنيد الإجباري. وقال جنرالات حلف «الناتو» إن هذه المناورات «ليست رداً على المناورات الروسية التي تبدأ اليوم».