نددت فرنسا وألمانيا بمناورات ستنفذها روسيا الاسبوع المقبل، اذ رأتا فيها «عرض قوة» و «استراتيجية ترهيب» سيشارك فيها «اكثر من مئة الف جندي». وعقد وزراء دفاع دول الاتحاد الأوروبي اجتماعاً غير رسمي في تالين، عاصمة إستونيا، حضرته وزيرة خارجية الاتحاد فيديريكا موغيريني. وناقش المجتمعون مناورات «زاباد 2017» (غرب 2017) التي ستنفذها موسكو في بيلاروسيا، جنوب الحدود مع ليتوانيا، وفي جيب كالينينغراد الروسي وبحر البلطيق وغرب روسيا. وتثير المناورات جدلاً ومخاوف لدى دول البلطيق وبولندا، دفعت بعضهم الى الحديث عن غطاء لغزو. وتؤكد موسكو أن حوالى 12700 جندي روسي وبيلاروسي سيشاركون في المناورات المرتقبة بين 14 و21 الشهر الجاري. ويطالب الحلف الأطلسي بدعوة مراقبين من أعضائه لمتابعة المناورات، لكن روسيا تعتبر أن وجود مراقبين دوليين ليس ضرورياً، بما أن عدد الجنود أقلّ من 13 ألفاً. ويرى الغربيون ان مناورات «زاباد» لعامَي 2009 و2013 كانت أساساً محاكاة لغزو بولندا من عشرات آلاف الجنود الروس، مع توجيه ضربة نووية إليها. ولا يصدّق الغربيون تأكيد موسكو ان «زاباد 2017» ستكون «محض دفاعية» وستحاكي رداً من الجيش الروسي على هجمات ارهابية. وقال رئيس اركان جيش بيلاروسيا اوليغ بيلوكونوف ان المناورات ستحاكي رداً على محاولة «زعزعة» من «تحالف دول في الغرب، حيث بولندا وليتوانيا ولاتفيا». وقال رئيس الوزراء الاستوني يوري راتاس لدى لقائه الامين العام ل «الاطلسي» ينس ستولتنبيرغ في قاعدة عسكرية تشهد تدريبات للحلف في تابا شمال البلاد: «نحن قلقون بسبب طابع هذا التدريب ونقص شفافيته». وشدد ستولتنبيرغ على أن الحلف «سيراقب هذه النشاطات عن كثب»، وزاد: «نحن متيقظون ولكن ايضاً هادئون، اذ لا نرى تهديداً وشيكاً لحليف في الاطلسي». وذكّر بأن الحلف عزّز حضوره العسكري في الشرق، كما لم يحدث منذ الحرب الباردة، ونشر 4 كتائب في الشرق تضمّ اكثر من 4 آلاف جندي، بسبب الازمة الاوكرانية ولمواجهة «روسيا أكثر حزماً». ووضعت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي المناورات في اطار «استراتيجية ترهيب من روسيا»، وتابعت: «يجب الامتناع عن إخفاء ذلك. لروسيا استراتيجية عالمية تستند الى عرض القوة في شكل صريح ومتعمد». وحذرت من أن أي هجوم روسي على دولة من البلطيق أو بولندا سيُعتبر هجوماً على كل دول «الأطلسي». وعلّقت نظيرتها الالمانية أورسولا فون دير ليين: «من المسلّم به أننا نرى عرضاً للقوة وللقدرات من الروس». وأضافت في مؤتمر صحافي مع بارلي على هامش اجتماع تالين: «على كلّ من يشكّ في ذلك أن ينظر إلى الأعداد الضخمة من القوات التي ستشارك في مناورات زاباد: إنها أكثر من 100 ألف». في الوقت ذاته، نفذ وزراء دفاع الاتحاد الأوروبي تدريباً على الحرب الإلكترونية للمرة الأولى، لاختبار قدراتهم على الاستجابة لهجوم محتمل من متسللين إلكترونيين على أيّ من البعثات العسكرية لدول التكتل في الخارج. وفي سيناريو تخيّلي، تتعرّض البعثة البحرية للاتحاد في البحر المتوسط لهجوم إلكتروني من متسللين يعطّلون مركز قيادة البعثة على البرّ، ولحملة على مواقع التواصل الاجتماعي لنزع الصدقية عن عمليات الاتحاد والتحريض على احتجاجات. وحاول كل وزير احتواء الأزمة في غضون 90 دقيقة، في تدريب مُغلق تالين سعى المسؤولون الى منحه طابعاً واقعياً، بتصوير تسجيلات فيديو إخبارية وهمية تتحدث عن تطورات الوضع المتأزم. وقال تانل سيب، نائب مدير التخطيط الإلكتروني في وزارة الدفاع الاستونية: «أردنا أن نظهر للوزراء تأثير الحملات الإلكترونية. باتت الإنترنت أداة تقليدية في الحروب الحديثة».