يعقد سفراء «حلف شمال الأطلسي» (ناتو) اجتماعاً رسمياً مع روسيا غداً (الخميس)، وهو رابع اجتماع منذ أن أوقفت أزمة 2014 في أوكرانيا المحادثات المنتظمة على رغم تبادل الجانبين الاتهامات بزعزعة استقرار شرق أوروبا. ويعد مجلس «الحلف الأطلسي» - روسيا، المنتدى الذي يجمع بين سفراء الحلف وسفير روسيا لدى الحلف الذي تقوده الولاياتالمتحدة وينظر إليه على أنه وسيلة لمنع تصاعد التوترات من خلال شرح المواقف حتى عند وقف التدريبات المشتركة ومهام حفظ السلام. وقالت الناطقة باسم الحلف أوانا لونجيسكو «مجلس الحلف الأطلسي-روسيا منبر مهم للحوار من أجل تخفيف التوترات وزيادة الشفافية والقدرة على التوقع». ويسعى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، المعجب بنظيره الروسي فلاديمير بوتين، إلى تحسين العلاقات مع الكرملين في شأن سلسلة من القضايا بما في ذلك مكافحة المتشددين. وقال ديبلوماسيون غربيون إنه لم يتضح بعد ما إذا كانت فرص التعاون بين الشرق والغرب تحسنت تحت قيادة ترامب. ويأتي الصراع في أوكرانيا على جدول أعمال الاجتماع. ويتهم الغرب روسيا بتدبير الصراع وتنفي موسكو ذلك لكن ضم روسيا لشبه جزيرة القرم في 2014 ما زال مثيرا للانقسام. وقال ديبلوماسيون إن الاجتماع سيناقش تحركات قوات «الحلف الأطلسي» وقوات روسيا فضلاً عن نشر موسكو لصواريخ في منطقة كالينينغراد في بحر البلطيق. وستكون أفغانستان أيضاً على جدول الأعمال لكن لم يتضح ما إذا كان القائد الأعلى للحلف سيعبر عن شكوكه بأن روسيا تقدم إمدادات لمقاتلي حركة «طالبان». ووصفت موسكو الاتهام بأنه «أكذوبة». يأتي الاجتماع بعد أسابيع من أول اتصال هاتفي منذ عامين بين رئيس اللجنة العسكرية للحلف الجنرال بيتر بافل ورئيس هيئة الأركان العامة الروسية فاليري غيراسيموف. ويسعى بافل إلى إجراء اجتماع مباشر. وقال الكسندر جروشكو سفير روسيا لدى الحلف «إيقاع عمل المجلس يتعافى تدريجياً» في إشارة إلى الاجتماعات التي بدأت في نيسان (أبريل) الماضي بعد توقف لحوالى عامين. وتشعر روسيا بالقلق من نشر الحلف لحوالى أربعة آلاف جندي في دول البلطيق وبولندا. وبعض هذه القوات موجود بالفعل والبعض الآخر سيتم نشره بحلول حزيران (يونيو). وسيسعى الحلف للتأكيد على أن التعزيزات العسكرية دفاعية. وتقول حكومات الحلف إن الإجراءات معتدلة مقارنة مع 333 ألف جندي يعتقد الحلف أن روسيا حشدتهم على جانبها الغربي قرب موسكو منذ أيار (مايو). ويقول الحلفاء إن وجود أربع كتائب مدعومة بقوات أميركية إضافية بالتناوب يبرره ضم روسيا لشبه جزيرة القرم من أوكرانيا الأمر الذي يثير مخاوف دول البلطيق بأنها ربما تكون التالية.