نظم مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الإثنين الماضي، لقاءه الشهري المفتوح، بعنوان «دور المرأة في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030»، شارك فيه وكيل وزارة العمل والتنمية الاجتماعية الدكتورة تماضر الرماح، وعضو مجلس الشورى الدكتورة منى آل مشيط، والكاتب والأكاديمي الدكتور علي الخشيبان، إضافة إلى نخبة من الأكاديميين والإعلاميين والمتخصصين، وذلك في مقر المركز بمدينة الرياض. ويأتي اللقاء ضمن سلسلة من البرامج المتعددة التي يتبناها المركز، بهدف تعزيز مفاهيم الحوار البنّاء حول عدد من القضايا الجوهرية التي تهم المجتمع، وتسهم في تلاقح الآراء وتعزيز دور المثقفين والفاعلين اجتماعياً، لتعزيز مسيرة التلاحم والتعايش المجتمعي، إلى جانب ما يوفره لقاء هذا الشهر تحديداً، انطلاقاً من أهمية دور المرأة ومشاركتها في المجتمع، وهو ما أكدت عليه رؤية 2030، التي رفعت مكانة المرأة السعودية عالياً، وعكست التقدير الحقيقي لها، إذ يهدف عمل مؤسسات الدولة في رؤية 2030 إلى رفع نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل من 22 إلى 30 في المئة. وفي مستهل اللقاء، الذي أدارته مساعد الأمين العام للمركز آمال المعلمي، أكدت وكيل وزارة العمل والتنمية الاجتماعية الدكتورة تماضر الرماح، أن رؤية 2030 اهتمت بالمرأة السعودية ودورها الرائد في الحياة الاجتماعية والاقتصادية، مبينة أنه عندما أطلقت رؤية 2030، كانت موجهة للجميع على مستوى البرامج والمبادرات، ومنها برامج دعم وتمكين المرأة. وأشارت الدكتورة الرماح إلى حرص وزارة العمل واهتمامها بتمكين ومشاركة المرأة في التنمية الاقتصادية ودخولها سوق العمل، من خلال توفير فرص وظيفية وفق بيئة عمل مناسبة، لافتة إلى سعي الوزارة إلى إيجاد قطاعات العمل الجديدة التي تخدم المرأة، عبر تطوير وتأهيل ودعم الكوادر البشرية النسائية، لتلبية حاجة سوق العمل، في بيئة عمل تحفظ لهن خصوصيتهن وحقهن، من خلال آليات وتشريعات برامج عمل المرأة، مشيرة إلى أن هناك تنسيقاً عالياً بين الجهات المعنية في رؤية 2030 لخدمة ذوي الإعاقة. بدورها، قالت عضو مجلس الشورى الدكتورة منى آل مشيط: «إن تمكين المرأة يحظى باهتمام كبير من مجلس الشورى، وخصوصاً بعد انضمامها للمجلس وزيادة مشاركاتها الفعلية، التي منحت النساء فرصة التقدم في هذا المجال، مثلما تقدمن قبل ذلك في مجالات أخرى كثيرة في المجتمع السعودي»، لافتة إلى أن هناك توصية في المجلس لرفع تمثيل المرأة في المناصب القيادية الخارجية، «ويجب علينا كسعوديات أن نساعد القيادة السياسية في تحقيق الهدف الذي حددته في الرؤية، وهو زيادة مشاركتنا في سوق العمل وبناء الوطن، وأن نستغل هذه الفرصة لنضع أنفسنا في الصدارة، متناسين كل العوائق التي قد يضعها البعض أمامنا». وأوضحت الدكتورة آل مشيط أن مركز الحوار الوطني بيت خبرة ومرجع رئيسي في التدريب على الحوار والتلاحم الوطني والتواصل الحضاري، ويمكن الاستفادة منه في مجالات عدة، أبرزها تعزيز مشاركة المرأة حوارياً بشكل لافت حيال القضايا الوطنية والاجتماعية المختلفة، بوصف أن المرأة هي الأكثر دراية بشؤونها وقضاياها. من جانبه، أشار الكاتب والأكاديمي الدكتور علي الخشيبان، إلى أنه عندما أطلقت رؤية 2030 كانت موجهة للجميع على مستوى البرامج والمبادرات، ومنها برامج دعم وتمكين المرأة، موضحاً أن هناك من سيحاول التفكير بدلاً عن المرأة، وعليها أن تناقش قضاياها بلسانها، مؤكداً أن المطلوب في هذه المرحلة أن تعرف المرأة أن لها دوراً مهماً وستساهم به في قياده التغيير في المملكة. ولفت الدكتور الخشيبان إلى أن السعودية تنقصها مراكز استطلاعات الرأي، لمعرفه اتجاهات المجتمع السعودي، مبيناً أن لدى مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني مركزاً لاستطلاعات الرأي العام، قد يكون هو الوحيد الذي تتركز أنشطته حول قياس التوجهات العامة للمجتمع حيال القضايا الاجتماعية المختلفة، وإجراء الدراسات الاستطلاعية الهادفة، وإتاحتها للجهات والهيئات والمؤسسات الحكومية والخاصة ومؤسسات المجتمع المدني. وفي مداخلته، أوضح الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني فيصل بن عبدالرحمن بن معمر، أن رؤية المملكة 2030 حملت طموحات المجتمع السعودي رجالاً ونساءً، مبيناً أن «شبابنا أظهر بحماسة منقطعة النظير تفاعله مع خطط حاضره ومستقبله لتحقيق النجاح المأمول»، لافتاً إلى أن المرأة تسجل نجاحات متتابعة على جميع المستويات، وتقدم نموذجاً مميزاً على جميع الأصعدة، معرباً عن شكره وتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين - حفظهما الله - على ما تشهده المملكة من تطوير وتحديث في المجالات كافة.