يبدو من غير المعقول أن يقفل طريق جديد لم يتمّ من عمره عامين 13 مرة! ليس ذلك فحسب، فوقوع 14 حادثة مرورية بسبب انهيار الصخور على الطريق الواصل بين الطائفومكةالمكرمة، ليس رقماً يمكن تجاوزه.التحذيرات جاءت من مدير إدارة الدفاع المدني في محافظة الطائف العميد محمد الشهري «شديدة»، فتعرض الصخور التي أخذت بالتآكل أمام عوامل التعرية والإرساب أدى إلى تحركها وحدوث الانهيارات، بحسب قوله. وطالب الجهات المختصة بإيجاد حلول سريعة وعاجلة للمشكلة، حفاظاً على الأرواح والممتلكات قبل وقوع كارثة ذات نتائج وخيمة، مشدداً على أن «الحال لا تحتمل التأخير». وكشف عن تدخل الدفاع المدني في 14 حادثة شهدتها المنطقة خلال عام وشهرين، نتيجة لحوادث مرورية وتساقط صخور، نجمت عنها وفيات وإصابات متفرقة، وهو ما يعني أن معدل الانهيارات الصخرية يصل إلى حادثة انهيار واحدة شهرياً. وأشار إلى أن سالكي طريق الهدا يفاجأون بين حين وآخر، ومن دون مقدمات، بالصخور تتدحرج بعد هطول أمطار أو هبوب رياح، لافتاً إلى أن إدارته تلقت غير مرة بلاغات عن مثل هذه الحوادث. وأوضح مدير الدفاع المدني أن فرقتي إنقاذ، جند أفرادهما على مدار الساعة كقوة بشرية في جبال الهدا، «هم على قدر عالٍ من الكفاءة، إذ تم إخضاعهم لدورات متخصصة في الإنقاذ، خصوصاً في المناطق ذات الطبيعة الجغرافية الصعبة»، إحداهما في القمة والأخرى في المنتصف، لافتاً إلى أن التدريبات أهلتهم للتدخل السريع حال حدوث الأزمات التي تشهدها العقبة خلال فترة التغيرات المناخية. من جانبه، كشف مدير مرور الطائف العقيد عبدالله آل عبيد، أن طريق الهدا تم إغلاقه 13 مرة منذ افتتاحه عام 1430 عقب انتهاء الشركة المنفذة من مشروع التوسعة، مشيراً إلى «أمان» الحالة المروية في الطريق الجبلي، معتبراً نسبة الحوادث طوال الفترة الماضية في معدلها الطبيعي. وجود ثلاث دوريات مرور على جانبي الطريق في الأوقات كافة، تم توزيعها بصورة أخذت في الاعتبار مسافة الطريق البالغة 12 كيلومتراً، مشدداً على مسؤولية قائدي المركبات، من خلال أهمية التزامهم بالصيانة الدورية لسياراتهم، ومعرفة مدى كفاءة الكوابح والإطارات وماسحات الزجاج والأنوار الأمامية والخلفية للمركبة لارتباط رداءتها غالباً بوقوع الحوادث المرورية. وفي مثل هذا النوع من الطرق ذات الظروف الخاصة، كونها طرقاً جبلية محفوفة بالمخاطر، تتخذ إجراءات مختلفة، وتستخدم تقنيات خاصة لمنع الانهيارات. من هذه الاحتياطات، تغطية الصخور بمادة «شوت كريت»، التي تمنعها من التحرك والتفتت، وتسهم في انزلاق مياه الأمطار من دون أضرار، كما يشرح المهندس مازن سلو (مالك شركة متخصصة في شق الطرق)، الذي يلفت أيضاً إلى أن هذه الطريقة لا يمكن استخدامها مع جميع أنواع الصخور، «في حال عدم ملاءمة المادة للصخور يتم تهذيبها وتثبيتها باستخدام المسامير الخراسانية»، مشيراً إلى أن كلفة أعمال كهذه تصل إلى 12 مليون ريال. في حين أكد محافظ الطائف فهد بن معمر ل«الحياة»، أن كل الملاحظات التي رصدت حول صخور جبال الهدا رفعت إلى إمارة منطقة مكةالمكرمة وقال: «عقدنا اجتماعاً مع المسؤولين في إدارتي الدفاع المدني والمرور، وفرع وزارة النقل، وأمانة محافظة الطائف، والهيئة العامة للسياحة والآثار، بناءً على توجيهات أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز، لمعالجة حال الطريق بشكل عاجل». ملاحظات قيد الدرس أوضح مدير فرع وزارة النقل في محافظة الطائف المهندس عمر الحسيني، أن الملاحظات التي رصدت في جبال الهدا لا تزال قيد الدرس، وفق خطة تكفل الحفاظ على السلامة العامة سيعلن عن نتائجها قريباً.