حذرت اختصاصية الأمراض الجلدية الدكتورة مها العبد القادر من انتشار الأمراض المعدية في دورات المياه العامة، بعد أن تم تسجيل حالات في مستوصفات ومستشفيات مصابة بأمراض جلدية وتناسلية، يرجح إصابتهم بعدوى من حمامات عامةوأشارت في حديث ل «الحياة» إلى أنه «خلال الصيف تبدأ الأمراض الجلدية في الانتشار، خصوصاً مع ارتفاع معدلات الرطوبة، عندها يكون استخدام دورات المياه خصوصاً في الكورنيش والمجمعات التجارية، محفوفاً بالمخاطر، وتكون هذه الأماكن مناسبة لنمو الجراثيم والبكتيريا، وتكاثر الأمراض بها وخصوصا المعدية»، مستشهدة ب «حالات وردتني قبل أيام، كان أبرزها حالة امرأة أصيبت بمرض جلدي نتيجة استخدام دورات المياه في الكورنيش، وبعد التأكد وإجراء تحليل تبين أنها مصابة بعدوى جرثومية، تتطلب علاجا ومتابعة طبية، خصوصاً أن الإصابة قد تؤدي إلى مضاعفات أخرى، كالعقم مثلاً، لأن الفيروس الجرثومي إذا دخل في الجسم، يترك نتائج لا تحمد عقباها وهذا حسب نوعه والمرض الذي يسببه»، مضيفة «الأفضل هو أخذ الحيطة والحذر، خصوصاً في هذه الأوقات من السنة، ومع تزايد الرطوبة تدريجياً»، مؤكدة على إمكانية بقاء الميكروبات المسببة للأمراض على مراحيض دورات المياه بعد انتهاء الأشخاص من استخدامها. وتشير العبد القادر إلى أن «مغاسل الأيدي قد تكون سبباً في انتقال الأمراض التي تنتقل من طريق اللمس، إلا أن الأمراض التي تنتقل، لا تكون بحجم الأمراض التي تنتقل من طريق دورة المياه نفسها»، مضيفة «كطبيبة وأعالج حالياً حالات جلدية بسبب أمراض معدية، تنتقل من دورات المياه، أنصح المرتادين من عدم استخدام دورات المياه الإفرنجية، واستخدام دورات المياه الأرضية (العربي)، حيث لا تشكل مشكلة، ولا تقارن خطورتها مع خطورة دورات المياه المحتوية على مقاعد، والتي تلامس أجسام المرضى، حيث يمكن أن تنتقل البكتيريا والفيروسات من جسم الإنسان إلى المقعد، وتلتصق بجسم شخص آخر، ما يسبب أمراضاً والتهابات جلدية، خصوصا للنساء، ولدي حالة تعاني من مشكلة جلدية، وصلت إلى أعلى مراحلها، وتخضع لعلاجات وطرق وقاية مؤلمة ومملة لما يتطلبه العلاج، حتى أنها لن تتمكن في الوقت الحالي من الإنجاب، لأن الأمر يتعلق بها وبزوجها، علما بانه لم يمض على زواجها سوى شهور قليلة». ونصحت النساء أن يتبعن طريق الحيطة والحذر من خلال «الاهتمام بالنظافة الشخصية والابتعاد عن لمس دورات المياه». وطالبت الجهات المعنية بنظافة دورات المياه في الأماكن العامة بوضع اللوحات الإرشادية داخل دورات المياه، والتي تحث مستخدمها على التأكد من نظافة دورة المياه، قبل وبعد الاستخدام، بالإضافة إلى إرشاد الناس إلى أهمية استعمال المعقمات عند استخدام دورة المياه. وأوضحت «يلاحظ أحياناً أن بعض دورات مياه الكورنيش لا تمت إلى الصحة والسلامة بصلة، كما أنها بؤرة للأمراض والأوبئة، وحاليا العديد من المتنزهين في هذه الأيام من السنة، يستمتعون بتحسن الطقس، ويمضون إجازتهم الأسبوعية في التنزه على الكورنيش».