حذر الأطباء المختصون من أمراض شائعة عديدة تنتشر في الصيف أهمها التسمم الغذائي وإسهال السفر والأمراض الفيروسية والميكروبية والتهابات العيون، بالإضافة إلى اضطرابات النوم نتيجة اختلاف الساعة البيولوجية عند الإنسان. ورأى الأطباء أن كل هذه الأمراض يمكن الوقاية منها وتجنب التعرض إليها باتباع الإرشادات والوصاية الصحية، خصوصا الأمراض الفيروسية التي تنتقل عبر العدوى. وشددوا على ضرورة أن يحرص أصحاب الأمراض المزمنة على اصطحاب الحقيبة الطبية التي تحتوي على أدوية الضغط والسكري والقلب، وأدوية أخرى مثل بخاخ الربو وجهاز البخار إذا كان المريض مسافرا إلى خارج منطقته أو بلاده. أوضح خبير التغذية العلاجية نائب رئيس الجمعية السعودية لعلوم الغذاء والتغذية سابقا الدكتور خالد علي المدني أن التسمم الغذائي يتصدر أمراض الصيف، حيث تشهد المستشفيات العديد من الحالات بعضها تكون بسيطة وأخرى صعبة تستوجب التنويم، موضحا أن إهمال الاشتراطات الصحية في المطاعم يشكل خطرا على صحة الإنسان سواء في بلده أو عند توجهه إلى الخارج لقضاء إجازته الصيفية. أسباب التسمم وأرجع الدكتور المدني أسباب حدوث التسمم إلى أن معظم حالات التسمم الغذائي تعود لسوء تخزين الغذاء في أماكن سيئة وغير مستوفية للاشتراطات الصحية، وهو ما يجعل الغذاء عرضة للتلوث، ويتسبب بدوره في حدوث أعراض مرضية جراء تناولهم لتلك الأطعمة الملوثة. ولفت إلى أن الأطعمة النيئة تشكل وسطا مناسبا لنمو الكائنات الدقيقة لوجود عصارة فيها، وأن تغليف الأطعمة يتطلب وضعها في علب زجاجية أو بلاستيكية تضمن حفظها، وتمنع وصول الميكروبات وانتقالها، مع وضعها في أماكن تخزين مناسبة، بعيدا عن المنظفات والمواد الكيميائية ودورات المياه، تفاديا لحدوث تلوث للأطعمة بالمواد الكيميائية ما يؤدي بدوره إلى حدوث أضرار صحية جراء تناوله من قبل المستهلك. الرقابة على المطاعم وطالب بتفعيل الجولات الرقابية على المطاعم وخصوصا في الصيف الذي يشهد إقبالا كبيرا من المصطافين، وبالتالي فإن الكثير من المطاعم يكون هدفها إنتاج أكبر عدد من المأكولات والوجبات الغذائية وهذا ما يجعلها عرضة لغياب الاشتراطات الصحية. المدني دعا إلى ضرورة شراء أو تناول الأكل في المطاعم التي تتوفر فيها الاشتراطات الصحية ولاسيما عند السفر خارج المملكة، وتجنب المطاعم والبوفيهات ونقاط بيع الأغذية الرديئة تجنبا للتعرض إلى التسمم الغذائي. فيروسات المسابح وفي جانب الأمراض الفيروسية حذر اختصاصي الجلدية الدكتور هيثم محمود شاولي من العدوى الفيروسية ومنها الآثاليل أو الجرثومية التي تنتقل عبر المسابح وخصوصا عند الأطفال، ومن الأمور الشائعة وسط عامة الناس في كافة المجتمعات أن إضافة الكلور في المسابح يشكل حماية وقائية من التعرض للأمراض الفيروسية أو الجرثومية، وهذا الاعتقاد خاطئ ليس له أساس من الصحة. وأضاف «يجب على مرتادي هذه المسابح التأكد من نظافتها جيدا، والاستحمام قبل وبعد ممارسة السباحة، ودهن الجسم بكريم واق في فترة النهار لتجنب تعريض الجلد للحروق والتسلخات». وشدد على النظافة الشخصية واستخدام المعقمات وكافة الوسائل التي تجنب التعرض للميكروبات، وتوجيه الأطفال بالنظافة الشخصية وخصوصا عند استخدام دورات المياه الخارجية. إسهال السفر واعتبر اختصاصي طب الأطفال الدكتور نصر الدين الشريف أن إسهال السفر هو حالة عدوى معوية كثيرا ما يصاب بها المسافرون ولا سيما الأطفال (خاصة عن طريق البر أو البحر أو الجو) إذا ما تناولوا ماء أو طعاما ملوثا بمادة تحتوي على البكتيريا أو الطفيليات أو الفيروسات، وقد يحدث هذا الإسهال بشكل مؤقت أيضا كعارض صحي نتيجة اختلاف الجو في البلد الآخر. وحذر الدكتور الشريف من إهمال العلاج خصوصا إذا كان الإسهال سائلا وغزيرا، لأنه قد يؤدي إلى حدوث الجفاف، ويكون الأطفال والمسنون معرضين بصفة خاصة لهذه الحالة، ولكن الجفاف خطر في كل الأعمار، والحرص على تعويض الجسم بالسوائل. وصايا للحوامل ويأخذ استشاري أمراض النساء والتوليد في مستشفى الثغر في جدة الدكتور محمد يحيى قطان جانب الوصايا والإرشادات التي يجب أن تحرص السيدات الحوامل عليها في الصيف أو أثناء السفر للخارج فيقول: يختلف وضع الحوامل في الصيف أكثر عن الأيام العادية، حيث إن الحامل تكون أكثر حركة في الصيف وهو ما يستوجب مراعاة الإكثار من السوائل والتغذية الجيدة، ومحاولة تجنب الأماكن المزدحمة، وارتداء الملابس القطنية. ونبه الدكتور قطان إلى ضرورة أن تصطحب الحامل الأدوية التي تستخدمها وخصوصا دواء الحديد إن تم وصفه من قبل الطبيب، مع الحرص على عدم إرهاق الجسد وأخذ قسط وافر من الراحة.