طرابلس، قرب أجدابيا، واشنطن - أ ف ب، رويترز - ذكرت وكالة «فرانس برس» في تقرير من قرب أجدابيا أن دوي انفجارين ضخمين سُمع الجمعة قرب هذه المدينة التي تسيطر عليها قوات موالية لمعمر القذافي، أعقبهما دخان كثيف. وأفادت شهادات جمعتها «فرانس برس» على بعد كيلومترات من أجدابيا، أن المتمردين كثفوا عمليات التوغل لاستعادة السيطرة على هذه المدينة الأساسية التي تبعد 160 كلم جنوب غربي بنغازي معقل المتمردين. وقال المواطن السوري عبدالرؤوف (43 سنة) وهو على متن سيارة بيك آب مع نحو عشرة أشخاص آخرين بعد أن هربوا من أجدابيا: «لقد دخلت سيارات تقل ثواراً إلى وسط المدينة واقتربت المعارك من منزلنا، فكان لا بد من الرحيل». وأكد انه شاهد سيارات للثوار تتجول في أجدابيا. وشوهد عشرات السكان من هذه المدينة الساحلية وهم يهربون على متن سيارات سياحية باتجاه الجنوب، فيما تسيطر القوات الموالية للقذافي على المدخلين الشرقي والغربي للمدينة. وقال الليبي منصور الزقزق (42 سنة) «الوضع بات لا يطاق فكان لا بد من الرحيل». واتهم هذا الليبي قوات القذافي باستخدام المدنيين دروعاً بشرية. وكان مراسل «فرانس برس» أفاد الخميس أن المتمردين يسجلون تقدماً باتجاه اجدابيا. وكانت القوات الموالية للقذافي تمكنت الأسبوع الماضي من السيطرة على اجدابيا، وكانت تنوي التوجه إلى بنغازي قبل أن يجبرها تدخل قوات التحالف ابتداء من التاسع عشر من الشهر الجاري على أن تعود أدراجها. وقالت ناطقة عسكرية أميركية أمس إن قوات التحالف التي تطبق حظراً للطيران فوق ليبيا أطلقت 16 صاروخاً موجهاً من طراز توماهوك ونفذت 153 طلعة جوية خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية مستهدفة المدفعية والقوات المدعومة بالآليات والبنية التحتية للقيادة والسيطرة التابعة للعقيد القذافي. وأضافت نيكول دالريمبل الناطقة باسم القيادة الأميركية في أفريقيا ومقرها ألمانيا إن قوات التحالف أسقطت أيضاً أربع قنابل موجهة على قوات القذافي. وكان نصيب الطائرات الأميركية من الغارات الجوية 67 غارة بينما نفذت بقية القوات الجوية للتحالف 86. مصراتة وقال مسؤولون ومعارضون مسلحون أمس إن منظمات إغاثة تمكنت من توصيل بعض الإمدادات إلى مدينة مصراتة الليبية لكنها تشعر بالقلق بسبب استمرار وجود قناصة تابعين للحكومة في قلب المدينة. وقال سايمون بروكس رئيس عمليات اللجنة الدولية للصليب الأحمر في شرق ليبيا ل «رويترز» في اتصال عبر القمر الصناعي: «هناك إمدادات منتظمة إلى حد معقول تدخل إلى مصراتة ... لكننا نشعر بقلق بالغ بشأن التقارير التي نتلقاها حول القتال في المدينة». وعانت مصراتة الساحلية الواقعة في الغرب وهي ثالث اكبر مدن البلاد من أعنف أعمال القتال بين المعارضين المسلحين وقوات معمر القذافي منذ اندلاع انتفاضة شعبية ضده. وتدفق المصابون والقتلى على المستشفى المحلي ما أثار قلقاً دولياً في شأن السكان المحليين. وقال ناطق باسم المعارضين المسلحين يدعى سامي أمس إن أصوات المدافع صمتت أثناء الليل بعد اندلاع قتال عنيف الخميس. وأضاف في اتصال عبر القمر الصناعي انه لا يزال من الصعب الخروج من مصراتة، مشيراً إلى أن القناصة مختبئون في مبان في شارع طرابلس وهو الطريق الرئيسي المؤدي إلى وسط المدينة. وتابع أن من غير المعروف عدد هؤلاء القناصة لكن المعارضين قتلوا 30 منهم حتى الآن. وقال المعارضون انهم استعادوا السيطرة على الميناء من القوات الحكومية التي استولت عليها يوم الأربعاء. ويقول مسؤولون دوليون إن الميناء هو الممر الحيوي لتوصيل إمدادات الطعام والدواء إلى المدينة. وقال بروكس إن إمدادات الصليب الأحمر تُشحن إلى الميناء. وطلبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من الحكومة الليبية السماح لها بالوصول مباشرة إلى المتضررين من الحرب حتى تقدم لهم المساعدات. وقال بروكس: «رفض هذا رغم الجهود والحوارات المتكررة مع طرابلس». في غضون ذلك، أكدت السلطات الليبية الجمعة أن شركات توزيع المحروقات تملك «كميات كبيرة» من المحروقات، لقطع الطريق على إشاعات عن نقص الوقود في طرابلس. وقالت وكالة الأنباء الليبية الرسمية إن «شركات توزيع الوقود أفادت بأن الكميات الكبيرة المتوافرة لديها تكفي لتغطية الاحتياجات المطلوبة بالكامل من الوقود». ودعت الوكالة «أصحاب شركات توزيع الوقود الأهلية والخاصة» إلى «الالتحاق بالعمل والانتظام في تسلم الكميات المطلوبة كالمعتاد وبطاقتها المعهودة لتلبية احتياجات المواطنين في أي وقت». وتحدثت معلومات في الأيام الأخيرة عن نقص في المحروقات في العاصمة الليبية. وتشكلت منذ ذلك الوقت صفوف طويلة أمام محطات الوقود. وكانت مؤسسة النفط الليبية أكدت السبت أنها ستحترم الالتزامات والعقود التي أبرمتها مع الشركات الأجنبية في البلاد.