ظهر شعراء في فترات معينة، وبرز نجمهم، ليس بشعرهم، إنما بمدح قبائلهم وتمجيدها، وانتقاص الآخرين، ووصفوا أقاربهم بأكرم الخلق، لكنهم سرعان ما اختفوا، بعدما عجزوا عن الخروج عن قصائد المدح في أنسابهم. شعر المديح جميل، حينما يمدح الشخص موقفاً نبيلاً لقبيلته، ويشجع الآخرين على الأفعال الحسنة، التي تزيد ترابط المجتمع، بيد أنه يسوء عندما يكرر الشاعر المدح في أقاربه طوال العام، وكأنه لا يوجد إلا هو وقبيلته، وغيرهم ناقصين. عدد كبير من الشعراء في جميع أمسياتهم ذبحونا ب«الهياط» والمدح لقبائلهم، ما جعل متابعين يصفوهم بالمزعجين، وعلى النقيض تماماً هناك شعراء طوال مسيرتهم لم يمدحوا حتى أقرب الناس لهم، وهذا ما ساعدهم في البروز، واحترام جماهيرهم لهم. نحن في زمنٍ انتهى فيه التفاخر بالأنساب، إذ يعتمد على التميز في مجالات مختلفة، حتى الشعر أصبح لا وجود للقبيلة فيه، وإنما يرتكز على الحدث، والقضايا التي تدور في المجتمع. هل يستوعب شعراء «المهايط» الذين بدأوا يتزايدون يوماً بعد آخر؟ [email protected]