قال صلى الله عليه وسلم ( تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم فإن صلة الرحم محبة في الأهل مثراة في المال منسأة في الأثر) وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة مرفوعا(تنكح المرأة لأربع لمالها وحسبها وجمالها ودينها فاظفر بذات الدين تربت يداك) والنبي صلى الله عليه وسلم كان يرتجز ويقول (أنا النبي لا كذب أنا بن عبدالمطلب) ولما كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لهرقل يدعوه إلى الإسلام سأل من هنا من قريش فقيل له أبو سفيان بن حرب فاستدعاه وقال إني سائلك عما تعرفه عن هذا الرجل فكان أول ما سأله عن نسبه فقال هو فينا ذو نسب فقال هكذا كل نبي . وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم حسان بن ثابت أن يأخذ ما يحتاج إليه من علم نسب قريش من أبي بكر الصديق . والخطأ هو في التعصب والتفاخر أما علم الأنساب فهو علم شريف درج عليه السلف الصالح منذ عهد البعثة وألفت المؤلفات فيه وكان هذا العلم متحدث العرب في مجالسهم وفي نواديهم وقد كان أبوبكر نسابه وكذا سعيد بن المسيب وغيره من التابعين وفي معرفة الأنساب فوائد عديده من أهمها التواصل والتوادد وإثبات التوارث ومن هو الأقرب عصبه ومن هو المستحق للوقف وللوصيه ومن هو ألأقرب لولاية النكاح للمخطوبة ومن هو المتحمل للدية من عاقلة الجاني خطأ وهو علم يبحث في أصول القبائل وما يتفرع عنها كما يتفرع الغصن من أصول الشجر بحيث يتضح للناشئين من أي قبيلة انحدروا ومن الذي ينتمي إليهم وإلحاق كل فرع لأصله المنتسب إليه . يقول الشاعر : عرب أوليدك عربه والنار من مقباسها والآخر يقول : من لايعرف منسبه قبل منشبه تروح وغدانه عليه بلاش وقد اشتهر أناس من العرب بالكرم والجود والشهامة والنبل والشجاعة والإقدام في صفوف العدو وبالرأي الثاقب والفصاحة فصاروا بذلك مضربا للأمثال في تلك المواقف فلا ينكرها إلا مكابر فهم يصلون الرحم ويحفظون للجار حقه ويأبون العار ويؤثرون على النفس وفيهم النخوة والتكاتف . يقول الله تعالى : ( ياايها الناس إنا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن اكرمكم عندالله أتقاكم إن الله عليم خبير ) ففي صدر هذه الآية ما يحثنا على تعلم الأنساب وفي آخر الآية وهي قوله (إن اكرمكم عندالله اتقاكم) احتج بها من لايعرف أصله على المتعصبين في أنسابهم والجواب على ذلك انه لايتنافى مع حفظ الأنساب وتعلمها فليس من لازم إعطاء الفضل لذوي الفضل سلبه من الآخرين . مجلي بن عبدالرحمن المجلي الباحث في العلوم الأمنيه