انطلقت كلمات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أول من أمس على سجيته المعتادة، ليطلب من الحاضرين ومن خلفهم المواطنين عدم ذكر ملك القلوب أو ملك الإنسانية، مع أنها كلمات محبة تنطلق بها أفواههم مغرافاً لما في قلوبهم من المحبة لهذا الملك الكريم، الذي أعطاهم الكثير دون طلب مقابل منهم. وقال الملك عبدالله بن عبدالعزيز (الثلثاء) لدى استقباله جموعاً من المواطنين: «أشكركم، وأتمنى لكم التوفيق، وأشكر كل واحد منكم رأيته وسلمت عليه، ولكن مع الأسف أنني لم أتمكن أن أقف، وإن شاء الله بعد أيام أو أشهر إن شاء الله». وأضاف: «إخواني هناك كلمتان ما دام المشايخ حاضرين وهي للشعب أجمع، إخواني يقال ملك القلوب أو ملك الإنسانية، أرجوكم أن تشيلوا هذا اللقب عني، الملك هو الله، ونحن عبيد لله عز وجل، أما هذه أرجوكم تعفوني منها، وشكراً لكم يا إخوان». ويستحضر العقل في هذا الموقف أمره القريب بألا تطلق على الأوامر الملكية المكرمة أو الهدية، وجاء في الأمر أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أمر بعدم استخدام كلمة «مكرمة» عند تناول أي قرار ملكي أو أي قرار صادر من أي مسؤول في الدولة بأي حال من الأحوال، وأبلغ الديوان الملكي رؤساء تحرير الصحف ووسائل الإعلام السعودية بهذا التوجيه. إن إنسانية الملك عبدالله ليس لها حد ولا نهاية، فمن أوامر ملكية شملت جميع أطياف المجتمع السعودي إلى محاولات جادة لتقريب الإنسان من اخيه الإنسان أياً كانت ديانته أو عرقه أو لونه، جامعاً لمثل هذه الغاية علماء العالم من الديانات المختلفة في السعودية وسويسرا وبيت العالم (الأممالمتحدة). إنها قصة حقيقية من تواضع ملك لرد فعل تلقائي على ملاحم حب مباشرة من القلب إلى القلب.