«لا يمكن أن يصنع أعضاء الخبرة في مجلس الشورى فارقاً في البناء الوطني في ظل غياب حيوية الشباب وحماسهم ورؤيتهم العصرية لمستقبل بلادهم»، ذلك ما يراه الكاتب سعيد آل جندب الذي يؤكد أنه «لا يمكن أن يشعر بحاجة الشباب إلا ممثلون لهم»، مبدياً تشاؤمه من قادم الأعوام وسط تغييب الشباب من فرصة صنع التحولات الشعبية. وأشار إلى أن بإمكان إمارات المناطق من خلال دورها التنظيمي والأمني أن تختار نخبة من الشباب ليكونوا صوت مناطقهم في قاعة مجلس الشورى، إذ يرى أن تمثيل اسمين لكل منطقه يكفل حضور 26 اسماً مسؤولاً عن لجنة الشباب، ومخططاً ومناقشاً لكل الوزارات في أعمالها. ويضيف آل جندب: «عندها لن أتفاجأ بمواكب متجمعين يطالبون بحقوقهم، وسيكون الشورى صوت الشباب ورجع صدى لما يطلبون»، منبّهاً إلى أن «القضايا المثيرة من قيادة السيارة، وافتتاح دور السينما، يجب أن تخرج مشرعة وممنهجة من خلال أعضاء شباب يقررون مستقبلهم، فهم الأحق بتحديد ما سيكون عليهم وعلى وطنهم، لأنهم يتطلعون لحياة جديدة سيتبينون سبيلها، ويعقدون عزماً صادقاً لتحقيق أحلامهم في وطن خال من فوضى الاجتهاد». من جهتها، تمنّت عضو مجلس الشورى الدكتورة ثريا عبيد أن يأتي اليوم الذي «نرى فيها شباباً من الجنسين في مجلس الشورى». وقالت: «ما نقوم به سوياً الآن من تهيئة للشباب، وما يقومون به من خلال تجمعاتهم وشبكات اتصالهم، وما يتعاونون فيه مع مؤسسات الدولة والجمعيات المختلفة، هو في الحقيقة الحاضر الإيجابي الذي يصنعونه بأنفسهم، بدعم من الدولة والمؤسسات الحكومية والأهلية. وسيحدد هذا النوع من الوعي والمشاركة مسار المستقبل ومكانة الشباب وقيادتهم للوطن». وعن مطالب الشباب بتخصيص عدد من المقاعد لهم في مجلس الشورى علقت الدكتورة ثريا: «هذا المطلب حلم حقيقي بالنسبة لي بصفة خاصة، فكنت داعمة للشباب خلال وظيفتي في الأممالمتحدة، ووضعنا برامج خاصة لسماع صوت الشباب في البرامج الوطنية التي تعتمدها الدول، وكذلك في البرامج الإقليمية والدولية، ما يجعل وجود الشباب في العملية الشورية تعبيراً ليس فقط عن فئات الوطن بتنوعهم الجغرافي، بل أيضاً العمري بعد أن ضمت المرأة في صفوف عضويته». وتابعت: «أجزم أن وجود الشباب سيكون محركاً ومفيداً، وله قيمة معنوية وشورية مهمة، فعضوية المجلس تأتي بقرار من ولي الأمر خادم الحرمين الشريفين، ولا شيء يمنع سماع أصوات الشباب في المجلس من الناحية العملية، لكن هناك نواحٍ قانونية لا بد من أن تؤخذ في الاعتبار».