تشهد مدينة حلجبة الكردية احتجاجات متكررة على أوضاع مدينتهم التي تعرضت لقصف بالأسلحة الكيماوية عام 1988، ويتهم المتظاهرون الحزبين الحاكمين في الإقليم باستثمار المأساة سياسياً على الصعيدين المحلي والدولي. وتفجرت في حلبجة الثلثاء مصادمات عنيفة بين متظاهرين وقوات من الشرطة أسفرت عن مقتل احد رجال الشرطة وإصابة خمسة أشخاص بينهم شرطيان. ويقول مسؤول الاعلام المركزي في حزب «الاتحاد الوطني الكردستاني» بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني آزاد جندياني في تصريح إلى «الحياة» ان الاتهامات التي توجه الى الحزبين بإهمال حلبجة او استثمار مأساتها سياسياً باطلة ومن يقف وراء هذه الاتهامات أحزاب المعارضة، وهذا شيء معروف وعلى رغم أن حادثة حلبجة تعد كارثة إنسانية، إلا أنها كانت حدثاً سياسياً بارزاً آنذاك، ومن الطبيعي ان تكون هناك جهات تستفسد من الإجراءات القمعية وتستثمر هذه الحوادث والنكبات سياسياً». وشهدت حلبجة سلسلة تظاهرات اعقبت احداثاً مماثلة في السليمانية، وخلقت توتراً ما زالت تداعياته مستمرة. وقال جندياني «لا يمكنني أن أكشف من خلال كلمات قليلة ما تم انجازه في حلبجة، وأدعو وسائل الإعلام المختلفة إلى زيارتها والاطلاع على الانجازات التي تحققت. تم إنشاء مبنى جامعي وملعب دولي، كما أن هناك حركة عمرانية واسعة منها بناء المدارس والمستشفيات»، وأضاف «إن تعويض ما تعرض له أهل المدينة صعب جداً، باعتبار أن التعويض الحقيقي يتركز على المسائل النفسية، كون الحادثة تركت آثاراً ربما ستمتد عقوداً، كما حدث في كل من هيروشيما وناكازاكي اليابانيتين فإن الجانبين النفسي والاجتماعي ما زالا يتفاعلان رغم مرور كل هذه السنوات». وكان البرلمان العراقي اقر قبل ايام قصف حلبجة «ابادة جماعية مارسها النظام السابق» يترتب عليه تعويضات مالية. ويختلف المحلل السياسي الكردي ريبين رسول مع جندياني، ويقول إن «الأحزاب السياسية الكردية استغلت قضية حلبجة كمثال للمأساة التي عاشها الشعب الكردي واستفادت من القضية الكردية من هذا العنوان الكبير خلال السنوات العشرين الماضية محلياً ودولياً». واستدرك «إلا أن حكومة الإقليم والأحزاب لم تستطيع أن تقدم شيئاً بسيطاً لهذه المدينة التي ما زالت تعاني من تبعات القصف الكيماوي ليس هناك برامج فعلية لتأهيل من تعرض للقصف الكيماوي، وهذا من شأنه أن ينعكس على المواطن الذي يشعر بالغبن وفي ظل غياب العدالة الاجتماعية فمن المؤكد أنهم سيثورون». ويضيف رسول «غالباً ما نرى أن الحركات الاحتجاجية في حلبجة يرافقها قتلى وجرحى كونها لا تحتمل أو تستوعب الاحتجاج السلمي، وأرى أنه من الطبيعي أن تكون هذه الردود قوية لأنهم مظلومون ولم ينصفوا خلال المرحلة الماضية، على رغم المناشدات التي رفعت إلى حكومة ورئاسة الإقليم».