سخر مرشد الجمهورية الإسلامية الإيرانية علي خامنئي من تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب لبلاده، لكنه شكره على كشفه «الوجه الحقيقي» للولايات المتحدة. لكن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، حذر من أن بلاده قد «تواجه أياماً صعبة»، إذ قال لصحيفة «إطلاعات»: «أعتقد أن ترامب سيدفع في اتجاه إعادة التفاوض (على الاتفاق النووي المُبرم بين طهران والدول الست)، وهذا ما لن ترضى به إيران ولا الأوروبيون ولا المجتمع الدولي». وشدّد الناطق باسم الحكومة الإيرانية محمد باقر نوبخت على «ضرورة التعامل بحنكة وذكاء مع القرارات والسياسة التي تنتهجها الإدارة الأميركية الجديدة، لئلا تُقلب الطاولة على إيران». وأعلن الإفراج عن كل الأرصدة الإيرانية المجمّدة في الخارج، مستدركاً أن بعضها «ما زال موجوداً لدى دولٍ، مثل الهند، على رغم أنها لا تواجه عراقيل». أما محسن رضائي، سكرتير مجلس تشخيص مصلحة النظام، فنصح الأميركيين بوقف تهديدهم إيران، مستدركاً: «إذا أرادوا شنّ عدوان، فسندافع عن أنفسنا بكل قوة ونجعلهم يندمون». وأضاف: «قادتنا الذين يعملون مستشارين عسكريين على سواحل البحر الأبيض المتوسط، أبعدوا الأعداء عن حدود البلاد، ويواجهون الصهاينة وتركيا علناً على مسافة تتجاوز ألفي كيلومتر من الحدود». وأشار إلى امتلاك إسرائيل «جيشاً متطوراً»، معتبراً أن تركيا «تتلقّى أوامرها العسكرية من البنتاغون»، في إشارة إلى وزارة الدفاع الأميركية. وكان ترامب علّق على اختبار إيران صاروخاً باليستياً أواخر الشهر الماضي، محذراً إياها من «اللعب بالنار»، ومعتبراً أنها «لا تُقدّر كم كان الرئيس (السابق باراك) أوباما لطيفاً معها». وذكّر بأنه ليس أوباما، وشدّد عقوبات أميركية على طهران. وتطرّق خامنئي إلى تصريحات ترامب، قائلاً: «لا نشكر أبداً تلك الإدارة، إذ فرضت عقوبات ضخمة على إيران، من أجل شلّ قدرات شعبها وحكومتها، ولم تحقّق ما أرادته، إذ لا يستطيع أي عدوّ أن يشلّ قدرات الشعب الإيراني». وسأل: «لماذا علينا أن نشكر الإدارة الأميركية السابقة؟ على العقوبات التي فرضتها على إيران؟ أو على إيجادها (تنظيم) داعش وإشعالها حروباً في سورية والعراق؟ أو على نفاقها ودعمها الفتنة في إيران بعد انتخابات (الرئاسة) عام 2009؟». وتابع بسخرية: «علينا طبعاً أن نشكر هذا الشخص (ترامب)، إذ وفّر علينا جهداً وأظهر الوجه الحقيقي لأميركا. كل ما كنا نقوله طيلة 38 سنة (منذ انتصار الثورة الإيرانية عام 1979) عن الفساد السياسي والاقتصادي والأخلاقي والاجتماعي المستشري في نظام الحكم الأميركي، عرّاه هذا الشخص وجعله علنياً، أثناء حملته الانتخابية وبعدها. إنه يُظهر حقوق الإنسان في أميركا: يكبّلون طفلاً عمره 5 سنوات»، ويشير بذلك إلى معلومات أوردتها وسائل إعلام إيرانية الأسبوع الماضي، أفادت بتكبيل طفل إيراني عمره 5 سنوات في مطار أميركي، بعدما أصدر ترامب مرسوماً منع موقتاً دخول لاجئين وحظّر موقتاً دخول مواطني 7 دول شرق أوسطية، بينها إيران، إلى الولاياتالمتحدة. وزاد خامنئي، في إشارة إلى ترامب: «يقول هذا الشخص: يجب أن تخافوا مني. لا! الشعب سيردّ على تدابيره وتهديداته، خلال مسيرات (إحياء ذكرى الثورة في) 10 شباط (فبراير)، وسيُظهر كيف سيكون موقفه أمام التهديد». إلى ذلك، اعتبر الرئيس الإيراني حسن روحاني أن «نجاح» بلاده في الاتفاق النووي «بلغ حداً أن الرئيس الأميركي لا يطيق هذا الاتفاق، فيقول إنه الأسوأ الذي وقّعته أميركا في تاريخها». ورأى أن الاتفاق كان «مفيداً للجميع، عكس ما يعتقد ترامب»، لافتاً إلى إمكان تحويل المفاوضات النووية «نموذجاً لعشرات من المحادثات الأخرى، من أجل استتباب الاستقرار والأمن في المنطقة». إلى ذلك، اعتبر الجنرال حسين سلامي، نائب قائد «الحرس الثوري»، أن إيران تحوّلت «قوة إقليمية ذات تأثير عالمي»، مشيراً إلى أنها «تريد إنقاذ العالم الإسلامي من الهيمنة السياسية للأعداء». وأضاف: «السبيل الوحيد لتحقيق التطوّر والأمن والرخاء في البلاد، يكمن في امتلاك القوة. والشعب الإيراني مصمّم على مواصلة طريقه ليمتلك القوة».