أعلن رئيس البرلمان الأوروبي أنتونيو تاجاني، عشية عقد قمة للاتحاد الأوروبي في بروكسيل لمناقشة التقدم الذي تحقق في المرحلة الأولى من مفاوضات انسحاب بريطانيا (بريكزيت)، أن عرض بريطانيا المالي الخاص بالخروج «زهيد جداً». ورداً على تعهد رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي الإبقاء على مساهمات بريطانيا لسنتين بعد مغادرة الاتحاد في آذار (مارس) 2019، من أجل استكمال الموازنة الحالية للاتحاد الأوروبي بنحو 20 بليون يورو، قال: «مبلغ 20 ملياراً زهيد، والمطلوب بين 50 و60 ملياراً يورو، لأنه يتناسب مع الوضع الحقيقي». وأضاف: «يجب أن تضع الحكومة البريطانية المال على الطاولة، نريد استعادة أموالنا مثلما قالت السيدة مارغريت ثاتشر (رئيسة الوزراء البريطانية السابقة) قبل 30 أو 40 سنة. بعدها يمكن بدء المفاوضات حول الاتفاق الجديد». وكان تاجاني يُشير إلى طلب ثاتشر عام 1980 ضبط مساهمة بريطانيا في موازنة الاتحاد. وصرح وزير المال الإرلندي ليو فاردكار بأن «قادة الاتحاد الأوروبي ما زالوا غير متأكدين مما تريده بريطانيا من خروجها من الاتحاد الأوروبي، إذ يبدو أنها تريد أن ترتبط بعلاقة تجارية وثيقة مع أوروبا كما الحال الآن، لكن يبدو أنها تريد شيئاً مختلفاً أيضاً». وزاد: «لا شك في أن المفاوضات تصبح صعبة حين لا يتفق الأشخاص الذين يريدون مغادرة الاتحاد الأوروبي في بريطانيا في ما بينهم على ما يعنيه ذلك فعلاً». أما تاجاني، فعلق على هذه المسألة قائلاً: «نحن متحدون في الاتحاد الأوروبي، فيما لا أعرف أين الوحدة في المملكة المتحدة، إذ هناك مواقف مختلفة كثيرة». وتأمل لندن في أن يوافق القادة الأوروبيون خلال القمة على بدء محادثات حول العلاقات التجارية بين الجانبين. لكن يرجح تأجيل ذلك إلى كانون الأول (ديسمبر). وكان رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك اقترح برنامجاً طموحاً يقضي بعقد 13 قمة خلال سنتين من أجل إعادة إطلاق الاتحاد الأوروبي بعد صدمة «بريكزيت»، وصدرت نداءات في الأسابيع الأخيرة من أجل إعادة تأسيس الاتحاد، خصوصاً من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر. ويبدأ هذا البرنامج بالقمة التي تفتتح في بروكسيل اليوم، ويشمل اجتماعات روتينية مقررة أساساً حتى حزيران (يونيو) 2019، إضافة إلى لقاءات غير رسمية حول مواضيع محددة، وعقد قمة أوروبية استثنائية في رومانيا قبل أسابيع من خروج بريطانيا في آذار 2019، وقمة تخصص للأمن العام المقبل في فيينا. وكتب تاسك في رسالة دعوة وجهها إلى القادة الأوروبيين: «إنني مرتاح جداً لرؤية عزمكم على تسريع العمل وتخطي الشعور بالعجز، وتنشيط عملنا وإثرائه عبر طرح أفكار جديدة». كما يعتزم تاسك تطوير نهج العمل من خلال التخلي عن الأسلوب التقليدي القائم على البحث عن التوافق، واستبداله باعتماد نقاشات تكشف بوضوح الخلافات في وجهات النظر.