تواصلت العملية العسكرية لقوات التحالف الدولي ضد ليبيا لليوم الرابع أمس، في ظل مخاوف من إمكان تحوّل الصراع إلى معركة مفتوحة لا يستطيع أي طرف حسمها، بعدما تمكن العقيد معمر القذافي من المحافظة على سيطرته على مناطق الغرب الليبي في حين تموقع الثوار في معاقلهم في الشرق ولم يستفيدوا في شكل كبير حتى الآن من الضربات التي وجهتها الطائرات الأميركية والفرنسية والبريطانية الى قوات القذافي. وبقي الثوار متجمعين أمس حول بلدة أجدابيا، مفتاح الشرق الليبي، بعدما فشلوا أول من أمس في اخراج قوات القذافي منها. ومن شأن سقوط أجدابيا في يد الثوار أن يسمح لهم بالتقدم مجدداً في اتجاه الغرب، وهو الأمر الذي قاموا به قبل أسبوعين عندما وصلوا إلى بن جواد القريبة من مدينة سرت، مسقط رأس القذافي. لكن قوات الزعيم الليبي شنت آنذاك هجوماً واسعاً بالدبابات والطائرات أرغم الثوار على التقهقهر حتى وصلوا إلى بنغازي، قبل أن يتدخل التحالف الدولي ويوقف زحف الموالين للقذافي على معقل الثورة. وصعّدت روسيا أمس انتقادها للضربات التي تشنها قوات التحالف الغربي على ليبيا، على رغم أنها اختارت عدم استخدام حق النقض (الفيتو) ضد قرار مجلس الأمن الذي فوّض استخدام القوة ضد قوات القذافي «لحماية المدنيين». وأعلن الكرملين مساء أمس أن الرئيس ديمتري مدفيديف أبلغ وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس بأن بلاده قلقة من طريقة تنفيذ قرار مجلس الأمن الخاص بليبيا. كذلك بعث الروس بوزير الخارجية سيرغي لافروف إلى الجزائر التي أعلن وزير خارجيتها مراد مدلسي أن التدخل العسكري الغربي في ليبيا «مبالغ فيه». وكشف الجيش الفرنسي أمس أن طائرتي «ميراج 2000» قطريتين ستشاركان خلال أيام في طلعات جوية فوق الأجواء الليبية إلى جانب طائرات فرنسية. وأوضح ناطق باسم الجيش أن الطائرات ستنطلق من قاعدة في جزيرة كريت تستخدمها القوات الفرنسية في فرض منطقة حظر الطيران وفق قرار مجلس الأمن الرقم 1973، مؤكداً أن فرنسا قد توسع عملياتها في ليبيا إلى خارج منطقة بنغازي. وجاء ذلك في وقت قالت وزارة الخارجية الفرنسية إن روسيا يمكنها عرض آرائها في شأن وقف اطلاق النار في ليبيا في اجتماع مجلس الأمن الخميس. وكانت الوزارة ترد على قول وزير الدفاع الروسي أناتولي سيرديوكوف أمس إن وقف اطلاق النار فوراً سيكون أفضل سبيل لحماية المدنيين في ليبيا. وفي الإطار نفسه، قال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه إن وقف النار يمكن أن يُنفّذ إذا ما التزم به العقيد القذافي، لكن الأميرال الأميركي صامويل لوكلير قائد عملية «فجر الأوديسا» قال إن القذافي لا يلتزم بوقف النار وإن قواته ما زالت تشن هجمات على مصراتة، شرق طرابلس. وقال البيت الابيض أمس إن الرئيس باراك أوباما ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان اتفقا في اتصال هاتفي على أن المهمة في ليبيا «ستتطلب جهداً دولياً موسعا يتضمن دولاً عربية». واضاف ان اوباما اتصل ايضاً بالرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون وناقش معهما «التقدم الكبير» في ليبيا وضرورة ان يكون الحلف الاطلسي جزءاً من هيكلية قيادة الحملة. وقال مسؤول في البيت الأبيض للصحافيين على متن طائرة الرئاسة «اير فورس وان» اثناء جولة أوباما في أميركا اللاتينية، إن الرئيس الأميركي أكد في اتصال هاتفي آخر مع أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة على المساهمة القطرية في مهمة ليبيا. وقال المجلس الوطني الانتقالي (مقره بنغازي) أمس إنه يلتزم «الهدف النهائي للثورة» والذي يتمثّل ببناء دولة مدنية لها دستور ديموقراطي وتحترم حقوق الإنسان والمساواة في الحقوق والفرص بين المواطنين وتعزيز دور المرأة.