تابع أمس، موفد وزير الخارجية الفرنسي مدير قسم الشرق الاوسط وشمال افريقيا باتريس باولي جولته على المسؤولين اللبنانيين في مهمة استطلاعية لتطورات الوضع في لبنان. والتقى شخصيات رسمية وحزبية بما في ذلك «حزب الله»، مجدداً دعم فرنسا للبنان المستقل والموحد. جنبلاط والشامي والتقى باولي رئيس الجمهورية ميشال سليمان، كما التقى رئيس «جبهة النضال الوطني» النيابية وليد جنبلاط في حضور السفير الفرنسي لدى لبنان دوني بييتون، وأفاد المكتب الاعلامي لجنبلاط انه «عرض معهما التطورات السياسية الراهنة». وقابل باولي وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال علي الشامي في قصر بسترس، في حضور بييتون، وتركزت المحادثات على شؤون اقليمية ودولية. وشدد الشامي أمام الموفد الفرنسي على «التزام لبنان القرارين الدوليين 1970 و1973، وقرار الجامعة العربية». وأكد «ضرورة حماية المدنيين في الدول العربية». كما شدد على «ضرورة انسحاب إسرائيل من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء الشمالي من قرية الغجر». وأثار مسألة ترسيم الحدود البحرية، طالباً مساعدة فرنسا في هذا الإطار. ونقل المكتب الاعلامي للشامي ان باولي «أكد تقديم الدعم للبنان في هذا الخصوص». ووصف الشامي في تصريح اللقاء بأنه كان «منتجاً جداً، وهناك دعم دائم من فرنسا للبنان في كل المجالات». وقال الموفد الفرنسي: «جئت بطلب من الوزير جوبيه للقاء كل أصدقائنا بما أنها زيارة صداقة، للتطرق الى جملة مسائل منها الوضعان الاقليمي واللبناني، ونحن نجدد في كل مناسبة دعمنا للبنان ولسيادته ووحدة أراضيه، ودعمنا لاستقلال هذا البلد». وقال: «تحدثنا أيضا في علاقات التعاون في ما بيننا لأن ما يربطنا بلبنان هو تعاون نموذجي في إطار مجلس الأمن لا سيما في التعامل مع الملف الليبي، وهذا أمر مهم. ونحن الآن في صدد تطبيق مبادئ كبرى معا بين الدول العربية ودول العالم، لذا فإن هذه المسألة ترتدي أهمية كبرى». واضاف: «تناولنا ايضا موضوع التعاون في إطار العلاقات الثنائية بين فرنسا ولبنان، وهي قوية جداً، وزيارتي زيارة صداقة ودعم ومهمة استكشاف الوضع بغية رفع تقريري الى الوزير جوبيه عن خلاصة اللقاءات التي أجريها مع مختلف اللاعبين على الساحة اللبنانية، وكل السلطات اللبنانية التي أشكرها». ولفت الى ان زيارته الى لبنان كانت «مقررة حتى قبل تعيين الوزير جوبيه، الا ان مجيئه كان سبباً اضافياً في التعجيل فيها». واوضح انه لم يأت «الى هنا لأشارك في النقاشات الدائرة حول تشكيل الحكومة، لأن هذا الموضوع يخص اللبنانيين. لكننا في المقابل على استعداد دائم للعمل مع السلطات اللبنانية على اساس العلاقات التي تربطنا بهذا البلد وعلى أساس مصالحنا المشتركة ونعرب عن دعمنا الكامل لاستقلال لبنان وسيادته ووحدته، ولبنان يتخذ قراراته، ونحن لدينا حوارنا معه في هذا الاطار». ودعا الى انتظار «ما ستكون عليه الحكومة التي ستكون وليدة نقاشات بين اللبنانيين». الجميل وجعجع والتقى باولي رئيس حزب «الكتائب» أمين الجميل وجرى البحث بحسب موقع الكتائب الالكتروني في تطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة. ولم يدل باولي بأي تصريح بعد اللقاء. اما الرئيس الجميل فاعتبر في تصريح ان «على الشعب اللبناني أن يستوعب انعكاسات الأحداث في الشرق الأوسط على وضعه الداخلي، فلا يعقل حين تسير المنطقة نحو التحرر، ونحو حق الشعوب في تقرير مصيرها والسعي الى الحرية والديموقراطية أن نكون في لبنان غير قادرين على تشكيل حكومة تلتقي مع تطلعات الشعب اللبناني». واعرب عن خشيته من «ان تشكل حكومة تكون شبيهة بالحكومات الآحادية التي كانت تشكل في بلدان الجوار، والتي أدت الى ما أدت اليه. كما أخشى الإستناد الى السلاح، فيصبح السلاح غير الشرعي نوعاً من الشرعية الذاتية لبعض الحركات الأساسية في الحكومة». وقال: «ما نطالب به الحفاظ على تقاليدنا وتراثنا الوطني العريق في الديموقراطية وتداول السلطة». واذ استغرب تأخر تشكيل الحكومة، رأى ان «شريحة كبيرة من اللبنانيين عبرت في 13 آذار الماضي عن رأيها بقوة، من خلال حشد ضخم في ساحة الشهداء وهذه رسالة انفتاح وتعاون وحرية، والمفروض بالمعنيين بتشكيل الحكومة أخذ هذه الرسالة في الإعتبار». واستغرب الجميل الكلام عن ضغوط مورست على الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي وقال: «تركنا له ملء الصلاحية عندما قلنا له اننا لن نشارك في الحكومة. فليضعنا الرئيس ميقاتي امام الأمر الواقع وليشكل الحكومة التي ترضي ضميره ومشاعر اللبنانيين. فالكرة الآن في المقلب الآخر، وإذا كان هنالك من ضغوط فليفتشوا عليها في مكان آخر. نعم هناك ضغوط ولكنها ليست من عندنا وأصبح واضحاً من يريد أن يكبر حجمه داخل الأكثرية الجديدة، وتوزيع «المغانم». الضغوط هي من هذا النوع، نحن حاولنا تسهيل الأمور لتشكيل حكومة وحدة وطنية حقيقية تتحمل مسؤولياتها لمواجهة كل العواصف، ولكن أرادوها حكومة آحادية، فلتكن كما ارادوها، ونحن بإنتظار تشكيلها وعندها نأخذ الموقف المواتي». ونفى معرفته ب«نوعية القطبة المخفية التي تمنع تشكيل الحكومة، فالإجتماعات تحصل بين المعارضة ضمن الفريق الذي اسقط الحكومة. ونحن لدينا تقدير للرئيس ميقاتي وسنحاول تسهيل مهمته اذا طلب منا اي شيء، ولا يمكن للمسؤولين ترك البلد كل هذا الوقت من دون حكومة». وتوقع الجميل ان «نواجه في المرحلة المقبلة استحقاقات خطيرة هي ارتدادات لما يحصل في منطقة الشرق الأوسط والتطورات التي يشهدها العديد من الأنظمة، والمفروض أن تكون هناك حكومة تتحمّل المسؤولية، ونتحمل نحن في المقلب الآخر، مسؤولياتنا أيضاً. نحن معارضة حقيقية لها جذورها ومدها الشعبي وشعورها بالمسؤولية، والمطلوب أن ننظم صفوفنا لتكون حركتنا فعالة وتؤدي الى الأهداف المرجوة». واوضح المكتب الاعلامي لرئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ان البحث بين جعجع وباولي تركز على «الأوضاع السياسية العامة في لبنان والمنطقة». «حزب الله» والتقى باولي يرافقه بييتون مسؤول العلاقات الدولية في «حزب الله» عمار الموسوي، وجرى «استعراض جملة من التطورات المحلية والإقليمية». وزار باولي رئيس «تكتل التغيير والاصلاح» النائب ميشال عون في الرابية في حضور مسؤول العلاقات الديبلوماسية في «التيار الوطني الحر» ميشال دو شادارفيان.