بدأت كوريا الجنوبيةوالولاياتالمتحدة تدريبات بحرية مشتركة تستمر أسبوعاً على الساحلين الشرقي والغربي لشبه الجزيرة الكورية، وسط توترات متزايدة في شأن البرامج النووية والصاروخية لكوريا الشمالية التي تصف هذه التدريبات دائماً بأنها «مناورات لحرب». وأفادت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية بأن «نحو 40 سفينة لقوات البحرية في البلدين تشارك في التدريبات على الساحلين الشرقي والغربي لشبه الجزيرة الكورية»، وبينها حاملة الطائرات الأميركية «رونالد ريغن» التي تعمل بالطاقة النووية. وغداة تأكيد وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون أن الرئيس دونالد ترامب طالبه بمواصلة الجهود الديبلوماسية لتهدئة التوترات المتصاعدة مع كوريا الشمالية، ظهرت وسط العاصمة الكورية الجنوبية سيول منشورات دعائية مناهضة لترامب يفترض أنها من كوريا الشمالية. وعُثر على بعضها قرب البيت الأزرق الرئاسي وفقاً لشهود وتدوينات على مواقع التواصل الاجتماعي. وأورد منشور: «لنقطع رأس ترامب المجنون من أجل مستقبل سلمي وبلا حروب للعالم وللبشرية»، وتضمن آخر عبارة «الموت للعجوز ترامب». كما أظهر آخر أيضاً جندياً كورياً شمالياً يسحق ببندقية في يده ما يبدو أنه رأس ترامب ولسانه. وكُتب قرب رأس الجندي: «محو كامل». ويعثر غالباً على منشورات وملصقات دعائية كورية شمالية في كوريا الجنوبية، وترسل عادة عبر مناطيد تحلق فوق المنطقة العازلة الشديدة التحصين بين البلدين. كما من الشائع العثور على صور عسكرية وتهديدات مناهضة للولايات المتحدة في دعاية كوريا الشمالية التي تطالب بوقف ما تصفه بأنه «تحضيرات لغزوها». لكن المنشورات الدعائية الجديدة التي ظهرت أخيراً على «تويتر» ومواقع أخرى للتواصل الاجتماعي تستهدف ترامب تحديداً. والشهر الماضي، هدد ترامب في خطاب ألقاه في الأممالمتحدة بتدمير كوريا الشمالية بالكامل، إذا اضطرت بلاده إلى الدفاع عن نفسها أو عن حلفائها. كما وصف الرئيس الأميركي زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون بأنه «رجل صاروخ ينفذ مهمة انتحارية». وقبل يومين من انعقاد مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني، لا يستبعد خبراء تنفيذ كوريا الشمالية اختباراً جديداً لإطلاق صاروخ باليستي بعيد المدى. وقال خاو تونغ، المتخصص في السياسات النووية بمركز «كارنيغي- تسينغ هوا» في بكين: «التوقيت مناسب لتحل بيونغيانغ بقية المسائل التقنية وتختتم برنامجها النووي الاستراتيجي في أقرب وقت. كما أن هناك تصور بأن الصين ستكون بعد مؤتمر حزبها الحاكم في موقف يسمح لها بالتركيز على كوريا الشمالية. لذا الأفضل أن تجري كوريا الشمالية الاختبار قبل ذلك». لكن شينغ شياوهي، الأستاذ المساعد في مجال العلاقات الدولية بجامعة «رينمين» في بكين، يرى أن أي اختبار نووي جديد خلال مؤتمر الحزب «سيؤذي الحزب الحاكم في الصين والرئيس شي جينبينغ الذي سيتأكد عجزه عن حل أكبر أزمة دولية بالنسبة إلى بلاده، باعتبار أن دعواته إلى التهدئة والتفاوض لا تلقى آذاناً صاغية لدى كل من ترامب وكيم المنخرطان منذ فترة في حرب كلامية مقلقة». ولم يلقَ اقتراح شي الخاص بتعليق كوريا الشمالية اختباراتها العسكرية في مقابل وقف الولاياتالمتحدة تدريباتها مع حلفائها في المنطقة أي تجاوب من الطرفين. وبعد توبيخها من ترامب لفشلها في كبح جماح كيم، طبقت الصين عقوبات أممية أقسى ضد كوريا الشمالية، في وقت بدأ الدفء يعود إلى علاقة شي مع سيد البيت الأبيض. ولم يلتقِ شي أبداً بكيم، ما يشير إلى أن علاقة بكين بحليفتها السابقة بلغت أدنى مستوى. كما بدأ أكاديميون صينيون يناقشون علناً مسألة خطة الطوارئ إذا اندلعت حرب على الحدود، وهي مسألة كان التطرق إليها سابقاً يشكل خطاً أحمر.