وصف الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنه «مختل عقلياً». وقال في بيان نادر: «سأجعل القائد الأعلى في الولاياتالمتحدة يدفع غالياً ثمن خطابه (في الأممالمتحدة الثلثاء الماضي) الداعي إلى تدمير كوريا الشمالية بالكامل»، في وقت أعلن وزير الخارجية الكوري الشمالية ري يونغ هو على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك أن بلاده قد تفكر في اختبار قنبلة هيدروجينية في المحيط الهادئ. ورد ترامب بسرعة، وكتب على «تويتر»: «واضح أن كيم جونغ أون مجنون لا يخشى تجويع شعبه وقتله، وهو سيواجه اختباراً لا سابق له». وبعد عشرة أيام على إقرار مجلس الأمن حزمة ثامنة من العقوبات رداً على إجراء بيونغيانغ تجربة نووية جديدة، أوضح وزير الخزانة الأميركي ستيف منوشين أن «المؤسسات المالية الأجنبية تبلغت ضرورة اختيارها بين التعامل مع الولاياتالمتحدة أو مع كوريا الشمالية، ولكن ليس مع كليهما»، في حين صرح تيلرسون بأن واشنطن «تملك مؤشرات إلى بدء حصول أزمة وقود في كوريا الشمالية»، لكنه استدرك أن العقوبات «تحتاج إلى وقت كي تحقق نتيجة». وأورد بيان كيم أن «تصريحات الرئيس الأميركي أشرس إعلان للحرب في التاريخ، وسندرس الرد بأعلى مستويات الإجراءات المضادة القوية في التاريخ». وأضاف ترامب: «تصريحاته (ترامب) أقنعتني من دون أن تخيفني أو توقفني، بأن المسار الذي اخترته صحيح، ويجب أن أسلكه إلى النهاية». وفي اجتماع عقده مجلس الأمن لمناقشة مسألة منع انتشار الأسلحة النووية، صرح وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون بأن «سعي بيونغيانغ وراء هذه الأسلحة لن يؤمن بقاء نظامها بل سيزيد عزلته وشعوره بالخزي والحرمان»، مشيراً إلى أن مساعدة الصين «مهمة لجعل البرامج الذرية والصاروخية لبيونغيانغ تحت السيطرة، والآن هو وقت العمل مع الباقين لفرض ضغوط على كوريا الشمالية قد تغير حساباتها الاستراتيجية قبل فوات الأوان». وزاد أن «التهديدات المتكررة ضد الولاياتالمتحدة والآن ضد الأسرة الدولية كلها تعزز تصميمنا على التصدي لطموحات بيونغيانغ النووية. وحذرت الصين بعد تهديد بيونغيانغ بتفجير قنبلة هيدروجينية خارج اراضيها من أن الوضع في شبه الجزيرة الكورية «معقد وحساس»، داعية كل الأطراف إلى «ضبط النفس وتقريب مواقفها لحل المشكلة والتوصل إلى سلام واستقرار». أما روسيا فأبدت قلقها لتبادل واشنطن وبيونغيانغ «تصريحات فظة تتضمن تهديدات»، داعياً مجدداً إلى «ضبط النفس». إلى ذلك، وصفت اليابان تصريحات كوريا الشمالية وسلوكها بأنها «غير مقبولة على الإطلاق، وتستفز الأمن الإقليمي والدولي»، علماً أن جيشها أجرى مناورات بحرية مع حاملة الطائرات الأميركية رونالد ريغن. كما أعلنت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية أن المجموعة القتالية للحاملة رونالد ريغن ستنفذ مناورة منفصلة مع البحرية الكورية الجنوبية في تشرين الأول (أكتوبر) المقبل. وكان وزير الخارجية الصيني وانغ يي دعا في كلمة أمام اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدةكوريا الشمالية إلى عدم مواصلة السير في «مسار خطير»، مشدداً على أنه «يجب ألا توجد أسلحة نووية جديدة في شبه الجزيرة الكورية سواء شمال الحدود أو جنوبها». وزاد: «هناك أمل في السلام ويجب ألا نيأس. المفاوضات هي السبيل الوحيد. يجب أن تتقابل الأطراف في منتصف الطريق من خلال معالجة المخاوف الشرعية لدى الجانبين». وأثنى ترامب الخميس على قرار «شجاع جداً وغير متوقع من بكين»، مشيراً إلى أن البنك المركزي الصيني أمر مصارفه بالحد من تعاملاتهم مع الكوريين الشماليين. أما وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف فندد صراحة بالتهديدات الحربية الأميركية وب «مغامرات بيونغيانغ النووية والصاروخية»، محذراً من أن «الهستيريا العسكرية ليست مأزقاً فقط بل كارثة». كما أعاد عرض اقتراح موسكووبكين بتعليق متزامن لتجارب كوريا الشمالية والمناورات العسكرية المشتركة الأميركية الكورية جنوبية، وهو ما ترفضه واشنطن.